الحاج هادي العكيلي
من الصفات الثاقبة عند العراقي انه يقرأالممحي اي الشىء الذي لايظهر الى العيان وهذا ناتج من ثقافة وحدس شخصيتة .فهو يحلل الامور ويقرأها قراءة جيدة ويعرف ما هو مكتوب وما هو مخفى عنه .وبعد ان كثر الحديث هذه الايام عن اتفاقات اربيل المشؤمة المبرمة بين دولة القانون والقائمة العراقية والتحالف الكردستاني وما اصاب العملية السياسية في العراق من حدوث ازمة حقيقية بسبب عدم تنفيذ الاتفاقية كما تدعي القائمة العراقية بينما تدعي دولة القانون بان جميع بنود الاتفاقية قد تم تنفيذها ما عدا بعض البنود لم يتم تنفيذها لمخالفتها الدستور .اما التحالف الكردستاني الراعي للاتفاقية فهو يطالب كذلك بتنفيذ بنود الاتفاقية كاملة والتي ادت الى تشكيل الحكومة برئاسة نوري المالكي من دولة القانون وكذلك تنقيذ بنود مايتعلق بالمادة 140 من الدستور الخاصة بمحافظة كركوك وكذلك دعم قوات البيشمركة .حيث ان اغلب الكتل السياسية المشاركة في العملية السياسية لم تعرف بنود الاتفاقية ولم تطلع عليها بصورة كاملة وان اطلعت عليها فهي على البنود غير المهمة في الاتفاقية والقسم الاخر يسمع بها عن طريق الاعلام بينما نجد المحرك الاساسي للنزاعات السياسية الحالية في البلد هي الاتفاقية .وبعد ان كثرة المطالبة الداعية الى الاعلان عن بنود الاتفاقية ومنهم سماحة السيد احمد الصافي ممثل المرجعية الدينية في النجف الاشرف في خطبة الجمعة الى الاعلان عن بنود الاتفاقية امام انظار الشعب العراقي .مما اضطر بعض الكتل السياسية بتهديد باعلان بنود الاتفاقية امام الشعب وبالفعل اعلن جزء من بنود الاتفاقية على الاعلام .وعندما تقرأالاتفاقية للوهلة الاولى تجدها بانها اتفاقية ركيكة التكوين والتعبير والصياغة تنم على ضعف الذين صاغوا هذه الاتفاقية لوجود خروقات دستورية وقانونية معتبرين الامر هو تجسيد المصالح الشخصية والحزبية على المصلحة الوطنية وعلى مصالح الشعب الذي اوصلهم الى هذه المواقع السلطوية .الاتفاقية التي اعلنت تتكون من احدى عشر محورا تتداخل فقرات كل محور مع الاخر مما يصعب الفصل بينهما في حالة التنفيذ .وان قسم من المحاور لم يتم تنفيذها لحد الان بالرغم من المدة الزمنية التي حددة في الاتفاقية ومر على وتشكيل الحكومة اكثر من سنتين .فمتى تتحقق بنود الاتفاقية على الواقع السياسي ؟!!!والتساءلات قد تكون كثيرة منها هل هذه هي جميع بنود الاتفاقية التي اوصلت بالذين وقعوا عليها الى حد القطيعة والمهاترات الاعلامية من الصباح حتى المساء والتهديدات السياسية ودعوة التدخل العربي والاقليمي المحيط بالعراق والرحلات المكوكية والاجتماعات السرية والعلنية .فاين بند الخاص بتشكيل مجلس السياسات الذي تعترض علية دولة القانون لانه مخالف للدستور والذي تطالب به القائمة العراقية وتعتبرة استحقاق انتخابي .واين البند الخاص برفع الاجتثاث عن بعض المجرمين البعثيين من قائمة الاجتثاث لكي يكون الطريق اسهل للوصول الى رئاسة الوزراء على حساب دماء الشهداء الذين عدمهم النظام البعثي البائد وتضحييات المجاهدين الذين عانوا من قسوة وظلم النظام في سجون ومعتقلات البعث .واين البند الخاص بالتحالف الكردستاني الذي رعى الاتفاقية ليحصد الجوائز الواحدة تلوى الاخرى ,وهل من المعقول ان يقفوا الاكراد كل هذا الموقف المساعد والمشجع لقائمة العراقية منها الى الله .اجيبوني يااكراد .والمعروف حقاًان هناك بنود اخرى لاتريد الكتل السياسية الموقع عليها ان يطلع عليها الشعب العراقي ولو اطلع عليها لولا هاربا.واين التنازلات التي قدمها المالكي لكل من علاوي والبرزاني مقابل ان يصل الى رئيس الوزراء .فهل يعقل الشعب بان هذه هي بنود الاتفاقية ؟!!!!!ولكن الشعب العراقي بعمقه الحضاري والتاريخي ،وبعمقه الثقافي والسياسي ،وبعمقه النضالي والجهادي لم تمر عليه مثل هكذا اتفاقية .فهو يقرأالمَمحي ((العبوا غيرها )).
https://telegram.me/buratha