المقالات

العراقي يقرأ المَمحي

715 15:18:00 2012-04-29

الحاج هادي العكيلي

من الصفات الثاقبة عند العراقي انه يقرأالممحي اي الشىء الذي لايظهر الى العيان وهذا ناتج من ثقافة وحدس شخصيتة .فهو يحلل الامور ويقرأها قراءة جيدة ويعرف ما هو مكتوب وما هو مخفى عنه .وبعد ان كثر الحديث هذه الايام عن اتفاقات اربيل المشؤمة المبرمة بين دولة القانون والقائمة العراقية والتحالف الكردستاني وما اصاب العملية السياسية في العراق من حدوث ازمة حقيقية بسبب عدم تنفيذ الاتفاقية كما تدعي القائمة العراقية بينما تدعي دولة القانون بان جميع بنود الاتفاقية قد تم تنفيذها ما عدا بعض البنود لم يتم تنفيذها لمخالفتها الدستور .اما التحالف الكردستاني الراعي للاتفاقية فهو يطالب كذلك بتنفيذ بنود الاتفاقية كاملة والتي ادت الى تشكيل الحكومة برئاسة نوري المالكي من دولة القانون وكذلك تنقيذ بنود مايتعلق بالمادة 140 من الدستور الخاصة بمحافظة كركوك وكذلك دعم قوات البيشمركة .حيث ان اغلب الكتل السياسية المشاركة في العملية السياسية لم تعرف بنود الاتفاقية ولم تطلع عليها بصورة كاملة وان اطلعت عليها فهي على البنود غير المهمة في الاتفاقية والقسم الاخر يسمع بها عن طريق الاعلام بينما نجد المحرك الاساسي للنزاعات السياسية الحالية في البلد هي الاتفاقية .وبعد ان كثرة المطالبة الداعية الى الاعلان عن بنود الاتفاقية ومنهم سماحة السيد احمد الصافي ممثل المرجعية الدينية في النجف الاشرف في خطبة الجمعة الى الاعلان عن بنود الاتفاقية امام انظار الشعب العراقي .مما اضطر بعض الكتل السياسية بتهديد باعلان بنود الاتفاقية امام الشعب وبالفعل اعلن جزء من بنود الاتفاقية على الاعلام .وعندما تقرأالاتفاقية للوهلة الاولى تجدها بانها اتفاقية ركيكة التكوين والتعبير والصياغة تنم على ضعف الذين صاغوا هذه الاتفاقية لوجود خروقات دستورية وقانونية معتبرين الامر هو تجسيد المصالح الشخصية والحزبية على المصلحة الوطنية وعلى مصالح الشعب الذي اوصلهم الى هذه المواقع السلطوية .الاتفاقية التي اعلنت تتكون من احدى عشر محورا تتداخل فقرات كل محور مع الاخر مما يصعب الفصل بينهما في حالة التنفيذ .وان قسم من المحاور لم يتم تنفيذها لحد الان بالرغم من المدة الزمنية التي حددة في الاتفاقية ومر على وتشكيل الحكومة اكثر من سنتين .فمتى تتحقق بنود الاتفاقية على الواقع السياسي ؟!!!والتساءلات قد تكون كثيرة منها هل هذه هي جميع بنود الاتفاقية التي اوصلت بالذين وقعوا عليها الى حد القطيعة والمهاترات الاعلامية من الصباح حتى المساء والتهديدات السياسية ودعوة التدخل العربي والاقليمي المحيط بالعراق والرحلات المكوكية والاجتماعات السرية والعلنية .فاين بند الخاص بتشكيل مجلس السياسات الذي تعترض علية دولة القانون لانه مخالف للدستور والذي تطالب به القائمة العراقية وتعتبرة استحقاق انتخابي .واين البند الخاص برفع الاجتثاث عن بعض المجرمين البعثيين من قائمة الاجتثاث لكي يكون الطريق اسهل للوصول الى رئاسة الوزراء على حساب دماء الشهداء الذين عدمهم النظام البعثي البائد وتضحييات المجاهدين الذين عانوا من قسوة وظلم النظام في سجون ومعتقلات البعث .واين البند الخاص بالتحالف الكردستاني الذي رعى الاتفاقية ليحصد الجوائز الواحدة تلوى الاخرى ,وهل من المعقول ان يقفوا الاكراد كل هذا الموقف المساعد والمشجع لقائمة العراقية منها الى الله .اجيبوني يااكراد .والمعروف حقاًان هناك بنود اخرى لاتريد الكتل السياسية الموقع عليها ان يطلع عليها الشعب العراقي ولو اطلع عليها لولا هاربا.واين التنازلات التي قدمها المالكي لكل من علاوي والبرزاني مقابل ان يصل الى رئيس الوزراء .فهل يعقل الشعب بان هذه هي بنود الاتفاقية ؟!!!!!ولكن الشعب العراقي بعمقه الحضاري والتاريخي ،وبعمقه الثقافي والسياسي ،وبعمقه النضالي والجهادي لم تمر عليه مثل هكذا اتفاقية .فهو يقرأالمَمحي ((العبوا غيرها )).

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك