سعيد البدري
ليس غريبا ان يكون الوضع الاقتصادي والمعيشي لفئة اوطيف واسع من ابناء الشعب العراقي بهذا السوء مع اطلاق وزارة التخطيط نتائج تقريرها الذي عرضته تحت عنوان خارطة الحرمان ومستويات المعيشة في العراق لعام 2011 والذي جمع بيانات عن الواقع الاجتماعي والاقتصادي في المحافظات العراقية والذي شمل مناطق مختلفة و أشار الى وجود 30% من العراقيين تحت مستوى معيشي متدني خصوصا محافظات الجهاد ومقارعة النظام البائد فبعد عقد من التغيير وسقوط نظام صدام نجد ان هذه المحافظات الأكثر حرمانا وتضررا وهي ذاتها التي كانت اكثر حرمانا وتضررا في عهد ذلك النظام فمحافظات ذي قار وميسان والمثنى والقادسية والتي يتراوح الحرمان لمواطنيها بين 48 % الى 56% مما يؤشر الى المعدلات العالية من الحرمان والتي شكلت بحضورها وكثافتها السكانية ثقل ومرتكز الكثيرين ممن انطلقوا لقيادة الساحة السياسية بعد اطلاقهم للوعود الرنانة بأنهم سيغيرون الحال وسيعملون لانقاذ المحرومين فيما لايزال المحرومون يعيشون همهم ولا وجود للعهود والمواثيق والشعارات واصحابها على ارض الواقع ان من اهم الامور التي يجب العمل عليها حاليا بنظر المختصين من اصحاب التجربة هو ايجاد التشريعات التي تنهض بواقع هذه المحافظات ومواطنيها وابرزها اطلاق تشريع للضمان الاجتماعي والتأكيد على مبدأ الالتزام بالحد الأدنى لأجور العاملين ومعايير العمل اللائق كما لابد من إعادة تأهيل البنى التحتية في قطاعات كثيرة بهدف خلق فرص عمل جديدة وايجاد بيئة صالحة لاعادة رسم خارطة مقبولة على مستويات عدة تتصدى للفقر وتكافح حالات الامية والجهل وقلة الرعاية الصحية والتربوية وانعاش الزراعة والصناعة لمن ضاعت منهم فرص العمل في هذه القطاعات بسبب الاهمال وعدم وجود استراتيجية واضحة للحد من ظواهرالهجرة من الارياف الخاوية الى المدن العاجزة عن توفير فرص عمل حقيقية للوافدين اليها, ان على حكومتنا ان تراعي وتعمل منذ الان على متابعة هذا التقرير تحديدا وبالتنسيق الجاد مع وزارة التخطيط والتي بينت جزءا من صورة واقعية عن الاحوال المعيشية والاجتماعية المتدهورة في بعض مناطق ومحافظات العراق بأن تركز وانطلاقا من مسوؤليتها باتخاذ خطوات علمية وعملية مدروسة مع خطط قابلة للتطبيق تنهض من خلالها بالمحافظات المحرومة وتنتشل ابناءها من واقع مزر سينذر بخطر كبير ومن هنا يتبين ان مسألة ايجاد الحلول واحداث النقلة لايتحقق بالنوايا الطيبة فقط بل ان العمل والعمل المقرون بالعزيمة والنية والبرنامج العلمي والتخطيط السليم هو من يصنع الفرق ويغير حالة حرمان محافظات الوطن ومحرومية ابنائها الى شيء اخر نتمنى ان يكون عنوانها الرفاهية والتطور كما ان التمني الاكبر ان يصدر تقرير اخر العام المقبل يؤكد تراجع هذه المحرومية او انتهاءها حتى لانضطرونحن نسير في الشوارع والاسواق الى البحث في جيوبنا عن عملة ورقية صغيرة نعالج بها بخجل حرمان المئات من النساء والاطفال ممن يستجدون عطفنا ويحركون مشاعرنا لنساعدهم في توفير لقمة عيش ربما الحكومة اولى من غيرها بتوفيرها لهم في بلد اسمه تتوفر فيه الثروات والامكانات المادية الهائلة .
https://telegram.me/buratha