كاظم الموسوي
دعم مسار الدّولة من أهم متبنيات المجلس الأعلى الإسلامي العراقي تجاه الوطن والمواطن دعم مسار الدّولة بغض النظر كون الدّولة حكومتها بيده أم بيد غيره من المنافسين والشركاء، أو كان شريكاً بها أم لم يكن، المهم أنّ تحقق الدّولة الهدف الذي ينشده المجلس الأعلى في مشاركته في العمليّة السياسية ونضاله ضد النظام البائد وهو خدمة المواطن العراقي وإخراجه من دوامة الأزمات والحروب وبناء البلد على أُسس علمية صحيحة ومكافحة الفساد الإداري والمالي والحفاظ على أمن واستقرار المواطنين وسلوك أفضل السُبل من أجل رفاهية وسعادة العراقيين التي حرموا منها على مدى أكثر من قرن بسبب تعاقب الحكومات المتخلفة ذات الارتباط بالأجنبي.إنّ المجلس الأعلى الإسلامي العراقي دأب ومنذ الشروع في مسيرته السياسية بعد (9/4/2003) على تأسيس نظام سياسي ديمقراطي يحفظ حقوق جميع العراقيين ويعطيهم الحرية الكاملة في التعبير عن الرأي واحترام جميع نتائج الانتخابات التي تمخض عنها تشكيل الحكومة، ومعروف عنه انه قدم الكثير في التنازلات من أجل دفع عجلة العمليّة السياسية إلى الأمام، ومن أولى أولوياته دعم مسار الدّولة شريطة أنّ يكون مسارها صحيحاً يصب في مصلحة العراق ويساهم في البناء والإعمار وتوزيع الحقوق والاستحقاقات بشكل عادل يحافظ على وحدة وأرض العراق الحبيب.إنّ قيادة المجلس الأعلى ورغم تحفظها على وصول قيادات لم تنجح تجربتها في إدارة البلد إلاّ إنّها بقيت تدعم وبقوة كلّ الخطوات التي تخطوها الحكومة والتي فيها خدمة للمواطنين وتقف بقوة أمام كلّ الخروقات والانتهاكات التي تقوم بها السلطة التنفيذية، إذ كانت تسعى وبجدية الى حث جميع الكتل السياسية رغم اختلافاتها على دعم مسار الدّولة مادامت الدّولة تحفظ حق الجميع في المشاركته في البناء والإعمار والحصول على المكتسبات وفق ما يكفله القانون والدستور الدائم للعراق.إنّ دعم مسار الدّولة سمة تميز بها الخطاب السياسي لقيادة المجلس الأعلى وخط ثابت لم يتغير رغم كلّ الضغوطات السياسية التي تعرض لها ورغم سياسة الإقصاء والتهميش التي مورست ضده من قبل شركائه الذين وقف معهم مواقف مشرفة، وساهم بشكل مباشر في وصولهم الى دفة الحكم والسلطة ولم يمنعه ذلك من ذكر محاسن أداء السلطة وبنفس الوقت الحث على إصلاح أخطائها التي أصبحت جسيمة قد تؤدي بالبلد الى الهاوية بعدما قدم العراقيون التضحيات الجسام للخروج من دوامة الحرب الطائفية وصراعه المرير خلال تسع سنوات من عمر العمليّة السياسية ضد أيتام النظام السابق وضد الأجندة الخارجية التي تريد للعراق أنّ يكون ضعيفاً من أجل أنّ تتسع رقعة نفوذها في المنطقة لما يملكه العراق من موقع ستراتيجي في المنطقة الإقليمية وفي منطقة الشرق الأوسط.إنّ سياسة دعم مسار الدّولة التي أنتجها المجلس الأعلى هي التي ساعدت على حفظ التوازن وعدم سقوط النظام السياسي، وقطعت الطريق أمام من يتصيد بماء السياسة العكر وكذلك ساعدت على تخفيف الاحتقان الحاصل بين الكتل السياسية وصراعها على السلطة وتقريب وجهات نظرها للخروج من الأزمة ودفعتها الى التفكير بالمصلحة العامة قبل مصالحها الحزبية والفئوية والشخصيّة.ورغم كلّ ما تعرض له المجلس الأعلى من محاولة إبعاده عن واجهه السياسة إلاّ انّه بقي محافظاً على دوره المحوري وساعدت رحلات قيادته المكوكية الى الدول العربية والإقليمية في دعم مسار الدّولة والدفاع عن مكتسبات العمليّة السياسية سعياً منها لتحقيق الهدف.
https://telegram.me/buratha