عمار ألشمري
في لقاء جمع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع عدد كبير من أعضاء التحالف الوطني العراقي لمناقشة ما طرأ على الساحة السياسية بعد تصريحات القائمة العراقية والأكراد بحجب الثقة عن الحكومة التي يترأسها عضو من التحالف, ومعروف عن المالكي عدم حضوره اجتماعات التحالف إلاّ عندما يكون في مأزق أو يريد الخروج من أزمة ( في العادة هو السبب الرئيسي في افتعالها) والذي أثار حفيظة المجتمعين عبارة أطلقها المالكي عندما اشتدت عصبيته وهو يطرح موضوع حجب الثقة عنه وعن حكومته ( الذي يذهب من التحالف ويقيم علاقات مع الآخرين سوف أحاربه) انه منطق الحرب ومنطق تكميم الأفواه ومنطق تجيير المواقف وتوجيه الرأي العام لأهداف شخصية او حزبية, إنّ السيّد نوري المالكي يتحدث مع أعضاء التحالف وكأنهم أتباعه وأعضاء كابينته الوزارية ويتوعدهم ويهددهم ويلوح لهم بعصي الحرب والتي تعني تضيق الخناق عليهم وإقصاءهم وتهميشهم من حكومة هم من وضعه على رأسها, إنّ السيّد المالكي وللأسف الشديد يفكر بعقلية المؤامرة وهو يعتقد ان بإمكانه استخدام القوة أو أدوات القوة في السلطة لضرب الخصوم كما كان هو حال النظام السابق وهذا العهد ولى واندثر, ان من حق المالكي الوقوف بوجه تنظيم العلاقات مع الآخرين إذا كانت تضر بمصلحة البلد العليا إمّا أنّ يتخذ أعضاء التحالف موقف معادي من الآخرين لمجرد وجود خلاف بينهم وبين المالكي, هذا منطق مرفوض ويعني تكريس السلطة في خدمة الأشخاص واستخدام نفوذها في الدفاع عن مصالحهم, إنّ القوة مفهوم لا يتجزأ فلا يمكننا القول ان قوة بدن الإنسان في الحفاظ فقط على يده وهكذا في بناء الدّولة في بلد مثل العراق فلا يمكن القول انه بإمكان المالكي بناء البلد بدون وجود السنة العرب ولا بدون وجود الأكراد لأنها مكونات أساسيّة تشترك في صناعة القرار والتأثير عليه، وليس بإمكان المالكي أيضاً تقييد حرية مكونات التحالف وتجيير مواقفهم في خدمة مصالحه الشخصية والحزبية، فلكلّ كتلة من كتل التحالف أيديلوجية ومنهج خاص بها في بناء العلاقات مع الآخرين وفي بناء الدّولة، فبالوقت الذي يؤمن المالكي بمنطق القوة والحرب والإقصاء والتهميش تؤمن كتل في التحالف بمنطق الحوار والاعتدال وتوزيع الأدوار والشراكة الوطنية التي تحقق التوازن الاجتماعي في بناء الدّولة.إنّ الكتل السياسيّة المشاركة في التحالف أمامها تحدي حقيقي لاتخاذ موقف حازم تجاه ما يقوم به مرشحها لرئاسة الوزراء من عمليّة استفزاز وخلق أزمات مفتعلة لتهميش الشركاء والتفرد بالسلطة وتعتقد ان منطق العقل يحتم على التحالف حجب الثقة عن مرشحه لرئاسة الوزراء كمبادرة حسن نية تجاه الشركاء السياسيين قبل ان تُحجب عنه الثقة بإجماع وطني يحقق الأغلبية المريحة في البرلمان، مما يجعل التحالف يتصدع وينهار بسبب سكوته على سياسة المالكي في إدارة البلد وهي سياسة أثبتت فشلها في لملمة شمل العراقيين وساعدت على خلق الأزمات وفك لحمة الأواصر الوطنية وتوقف عجلة البناء.
https://telegram.me/buratha