( بقلم : علي حسين علي )
يستطيع المراقب السياسي للاوضاع في العراق ان يستنتج بان العراق يتجه نحو الاستقرار وبوتائر غير اعتيادية.. ومن قراءة معمقة لما جرى يوم الاثنين الماضي، بامكان المراقب المعني بالشان العراقي ان يستخلص جملة من الحقائق من بينها:اولاً: ان العراقيين بمختلف طوائفهم واعراقهم قد شاركوا مشاركة فعالة وليست صورية او قسرية وبتجمعات مليونية مستنكرين ومنددين بالجريمة الشنعاء التي ارتكبها الارهابيون التكفيريون والصداميون بتفجيرهم مرقد الإمامين الطاهرين (ع) لمناسبة الذكرى الاولى لها.ثانيا: تماسك الكتل المشاركة بالعملية السياسية في قناعاتها بان الارهاب هو الخطر الوحيد على وحدة العراق واستقلاله وسلامة ابنائه وان لا سبيل الا بمكافحته والقضاء عليه.. ولم يعد أي طرف يخفي مشاعره ازاء الارهابيين وبالتالي فان المترددين او الذين يقدمون قدماً ويؤخرون اخرى قد انتقلوا الى حالة السير الى الامام باتجاه القضاء على الارهاب.ثالثاً: يتوقع الشعب العراقي والقوى السياسية الفاعلة نجاح الخطة الامنية (فرض القانون) ويعتقد الكثير من الزعماء السياسيين ان ارضية النجاح باتت ممهدة لما تتضمنه الخطة الجديدة من معالجات للاخطاء التي رافقت تنفيذ الخطط السابقة وكذلك من تفاصيل اخرى من بينها الادارة العراقية للعمليات فضلاً عن الاستخبارات الجيدة والتسليح الجيد والاعتماد على المواطنين في محاصرة الارهابيين والدلالة عليهم فضلاً عن تفاصيل اخرى تصب جميعها في ضمان نجاح الخطة الامنية.واذا كان التكفيريون والصداميون قد رفعوا وتائر اعمالهم الارهابية والحقوا بالمواطنين عدة الآف من الشهداء خلال الاسابيع الاخيرة فانهم صاروا على يقين بان نهايتهم محتمة ولن ينفعهم هذا الاسلوب الارهابي الذي يستهدف المواطن في الساحات العامة او الشوارع وغيرهما.رابعاً: هناك قناعة بدأت تتركز ان داخل المجتمع العراقي او في مجالات العمل السياسي للاحزاب والحركات المنضوية بالعملية السياسية.. وهذه القناعة هي ان لا سبيل لاعادة الامن واعادة اعمار البلاد بغير مشاركة جميع العراقيين في مهمة تثبيت الامن والاستقرار وان الجميع على قناعة بان لا حل غير ذلك وكانت مظاهرة النجف المستنكرة لهدم المرقد الطاهر في سامراء والتي ضمت الشيعة والسنة دليلاً على ان الجميع ينطلقون الى هدف واحد هو العراق الجديد المستقر والآمن وما تطابق وجهات النظر بين سياسيينا والتي باتت ملحوظة ازاء الارهاب وضرورة القضاء عليه الا دليل اخر.. فالعراق اليوم بكافة مكوناته يبدو موحداً ازاء الخطر الارهابي وموحداً ايضاً تجاه بناء عراق جديد يشارك الجميع في بناء مؤسساته السياسية وقيادة عمليات بنائه واعماره.فالذين شاهدوا ذلك التلاحم الجماهيري وحضور القيادات السياسية في مقر سماحة السيد عبد العزيز الحكيم امس الاول وتوافد عشرات الآلاف من المواطنين العراقيين عرباً وكرداً وتركمان وغيرهم من القوميات المتآخية مسلمين ومسيحيين وغيرهما شيعة وسنة لابد ان يستخلصوا ويستنتجوا بان العراق بشعبه وقياداته قد توصل الى قناعةبان الارهاب والارهابيين حالة يجب ان تنتهي وان يعود العراق الى الامن والاستقرار والبناء وان يعمل الجميع في سياق واحد هو العراق قبل أي شيء اخر.فالعراق يعيش اليوم واقعاً جديداً ونظاماً جديداً بعد ان جرب الجميع العنف والعنف المضاد وبعد ان وصل الجميع الى طريق مسدود لا يؤدي الى اية نتيجة وقد تأكد لكل الاطراف السياسية بان ليس هناك من طريق مستقبلي للعراق عدا مشروع المشاركة في ادارة الدولة الجديدة وان لا سبيل غير سبيل الحوار البنّاء للوصول الى هذا الهدف.واخيراً كان مسمع ومشهد تكبير المساجد وقرع نواقيس الكنائس استذكاراً واستنكاراً لفاجعة سامراء في يوم الاثنين الماضي وتوقف مؤسسات الدولة وحتى المواطنين في الشوارع والساحات لوقت قصير كان كل ذلك دليلاً على ان العراق قد تغير فعلاً وان اهله قد تركوا خلف ظهورهم ما كان يعرقل وحدتهم ويعيق تحركهم باتجاه الامن والاستقرار والاعمار.وقابل الايام يعد بالكثير الكثير لما فيه مصلحة للمواطن والوطن.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha