عادل الجبوري
شيء جميل جدا ويبعث على الفرح والسرور والتفاؤل عندما نشهد معرضا دوليا للزهور تحتضنه العاصمة الحبيبة بغداد، فهذا يعكس جزء من المظاهر الحضارية والمدنية للعراق والعراقيين.ويشعر الانسان وهو يشاهد المعرض الدولي للزهور ان الروح اخذت تدب في شرايين هذا الوطن الذي عاني اشد الويلات على يد نظام المقبور صدام ومن بعده الجماعات الارهابية التفكيرية والبعثية ومن عدم اخلاص ونزاهة معظم من تصدوا لادارة شؤونه بعد التغيير.شيء جميل ويدعو الى الفخر والاعتزاز والثقة بالنفس عندما نشهد معرضا دوليا للاسلحة تحتضنه العاصمة بغداد، لان ذلك يعكس تطورا في الاداء الامني والعسكري ورغبة جادة في معالجة الاخطاء وتلافي الهفوات، والاستفادة من كل ما هو جديد.وشيء غريب جدا ومرفوض ويبعث على اقصى مشاعر الاحباط والاستياء عندما يعجز العراق الزاخر بموارده المالية الضخمة وعقوله الفذة وامكانياته الواسعة وعمقه الحضاري وثقله الثقافي عن تنظيم معرض دولي للكتاب.. البلد الذي علم البشرية ابجدية القراءة والكتابة، والحجة البائسة هي عدم وجود التخصيصات المالية لاقامة مثل هكذا معرض.عجيب امر الحكومة التي تتربع على ميزانية مالية سنوية تتجاوز المائة وعشرة مليارات دولار ، وهي تعادل ميزانيات خمس او ست دول في المنطقة، لاتستطيع تنظيم معرض دولي للكتاب، بينما تنجح مؤسسة اعلامية معينة وبالتعاون مع وزارة الثقافة في اقليم كردستان بتنظيم معرض دولي سنوي للكتاب يتسم بمقدار كبير من النجاح، من حيث حسن التنظيم وعدد الزوار ونسبة الاقبال على شراء الكتب والمطبوعات المختلفة، وحضور الفعاليات المختلفة التي تقام على هامش المعرض. لماذا توفرت التخصيصات المالية لاقامة معرضي الزهور والاسلحة، ولم تتوفر لاقامة معرض الكتاب؟.سؤال لابد ان يجيب عنه اصحاب الشأن ومن بأيديهم زمام القرار!.
https://telegram.me/buratha