المقالات

أيُّ حربٍ تجري في العراق ؟ ( الحلقة الثالثة )

1816 20:36:00 2007-02-13

( بقلم : عبد الاله البلداوي )

7- الحرب الأهلية.هل يمكن تسمية ما يجري في العراق بـ حرب أهلية ؟ أ- تعريف الحرب الأهلية: (1) هي صراع مسلح يقع في أراضي الدولة الواحدة، بين فريقين يسعى أحدهما الى استلام السلطة في الدولة أو في قسم من أراضيها، بينما يعمل الآخر على الحفاظ على مركزه ومكتسباته السابقة.(2) هي انتفاضة مسلحة أدت الى قيام صراع مسلح بين ميليشيات (لديها قوات شبه نظامية) وبين القوات النظامية للدولة.(3) هي مواجهات تدور رحاها بين مجموعتين على الأقل تنتميان الى بلد واحد تستخدمان العنف والتطرف لأغراض سياسية في ظل وجود حكومة عاجزة عن السيطرة على الشارع .(4) هي نزاع حاد بين قوى وأطياف سياسية استحال الحوار السياسي بينهما، فلجأت كلها أو بعضها الى صراع مسلح، يأخذ وقتاً قد يطول، حسب قدرة كل من الأطراف على البقاء بميدان المواجهة، وهذا أما ان ينتهي بالغلبة لأحداها على الأخرى أو بانتصار اصطفاف سياسي ضد محور سياسي خصم، وإما ان تصل الحرب الى نقطة توازن لا هزيمة فيها ولا انتصار لأي من اطراف الصراع مما يضطرها للجلوس الى طاولة التفاوض، يتم من خلالها توزيع وتقسيم الأدوار والمواقع، وإما ان تنتهي بتفتيت الجغرافية السياسية بين القوى المتصارعة الى دويلات أو اقاليم.ب- مواصفات المجموعات المتصارعة في الحرب الأهلية:(1) أن تكون من بلد واحد.(2) تتقاتل من أجل السيطرة على الوسط السياسي، أو استرجاع الحكم الذي فقدته، أو على الحصول على دولة انفصالية، أو من أجل تغيير في الدستور أوالمشهد السياسي.(3) أن يكون عدد القتلى بين الطرفين عدة آلاف شخص.(4) العمليات التي يقومون بها تتصف بالعنف والتطرف والتعصب، ضد الأنسان وممتلكاته. (5) تدور الحرب الاهلية بشكل واسع في المناطق المختلطة عرقياً وطائفياً ومذهبياً والمزدحمة بالسكان. (6) المجموعات المتصارعة يجب ان تتنافس على السلطة الوطنية. ت- سمات الحرب الأهلية:(1) تتسم الحرب الأهلية بأنها أكثر الحروب عنفاً وضراوة، بسبب طول مدتها، والدوافع الكامنة وراءها، وهي الدينية أو الايديولوجية أو العرقية، واندلاعها يكون في وسط المناطق المزدحمة والآهلة بالسكان، ويطبق أحد الفريقين أو كلاهما في هذه الحرب أساليب حرب العصابات وحرب الشوارع وحرب المدن، أو الحرب الشبه نظامية التي تتضمنها عمليات تصفية حسابات انتقامية تلحق بالمدنيين والعسكريين خسائر فادحة بالأنفس والممتلكات.(2) تصاب العلاقات الاجتماعية فيها بشروخ يصعب رأبها وتنشأ بين المواطنين أحقاد تبقى مدة طويلة ولا تنتهي بانتهاء الحرب بل تختفي تحت الرماد بانتظار الفرصة المناسبة للظهور بشكل أشد عنفاً.(3) لقد أثبتت ان الدول التي تتعرض لحرب أهلية طويلة لدمار اقتصادي كبير، قد تحتاج الى عدة عقود حتى تعيد بناء اقتصادها وتؤمن التوازن الداخلي لمجتمعها من جديد.(4) ترك بعض أفراد الأجهزة الأمنية وظائفهم والتحاقهم بأحد الفرق المتصارعة مع أسلحتهم وتجهيزاتهم.(5) عجز الحكومة في بسط الأمن والاستقرار في كل البلاد أو في جزء منه، مما يؤدي الى ملأ هذا الفراغ من قبل الجماعات المسلحة.(6) تطوع قسم كبير من المواطنيين المدنيين الى الأطراف المتصارعة. (7) انها تجري في إطار حدود الدولة الواحدة.(8) انها تحدث بين طرفين متحاربين أو أكثر وغالباً ما تكون الحكومة أحد الأطراف المشتركة.(9) غالباً ما تكون أسبابها دينية أو سياسية أو قبلية أو عرقية أو تضارب في مصالح المجموعات المتصارعة .(10) يستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة أو المتوسطة أو الثقيلة وتمتاز بشدة عنفها وتأثيرها على الأوضاع السائدة .(11) لها تأثير مباشر في الفوضى الأمنية وزعزعة الاستقرار السياسي في بلد الصراع، وربما تؤدي إلى انقلابات أو تغييرات حكومية .(12) تقويض أو اعاقة مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتلحق أضراراً كبيرة في البنى التحتية للبلد .(13) تدعمها وتغذيها أطراف خارجية علنية وسرية، سواء كان الدعم مالي أو تسليحي أو أعلامي أو بشري أو تخطيطي. (14) قد تتخذ الطابع المدني في بداية الأمر لكنها لا تلبث أن تكشف قناعها العسكري، وخاصة عندما تنضم قطاعات من الأجهزة الأمنية اليها.(15) تنجم عنها خسائر بشرية ومادية كبيرة، مدنية وعسكرية. (16) قد تأخذ إهتماماً اقليمياً أو دولياً وقد يعترف بأنها حرباً اهلية من قبل المنظمات الدولية أو الأقليمية أو التكتلات والأحلاف الدولية .(17) ليس لها مدة محددة، ولكن على الأغلب لا تتجاوز العقد الواحد.(18) غالباً ما تنتهي بتدخل أطراف دولية أو اقليمية أو دول جوار أو منظمات دولية تستضيف قادتها وتنتهي بالتوقيع على صلح ملزم لكل الأطراف المتصارعة .(19) قد يكون النزاع المسلح مستمراً أو قد يكون بصورة متقطعة أو تتخللها هدنة بين الطرفين المتصارعين أو من طرف واحد .(20) تجري الحروب الأهلية غالباً في ظل عجز الحكومة أو ضعفها أو بعد الأنقلابات أو الحروب الخارجية، حيث يصعب على الحكومة أن تهيئ قواتها المسلحة للتهدئة أو التدخل لإيقافها .(21) غالباً ما يصاحب هذه الحروب حالات القتل الثأري والسلب والنهب والأختطاف وعمليات الأغتصاب والتهجير القسري داخل أو خارج الوطن .(22) كثيراً ما تترك هذه الحروب آثاراً وجراحاً عميقة في المجتمعات التي تحدث فيها، قد تتوارثها الأجيال، مما يجعلها قابلة للأندلاع في أية ازمة بسيطة، مما يستوجب أتخاذ تدابير اليقظة والحذر من قبل الأطراف المتصارعة أو الحكومة لتلافي اندلاعها مرة ثانية.(23) تجري مثل هذه الحروب في الدول التي تخضع لسيطرة الأستعمار أو قوات الغزو والأحتلال أو الأنتداب أو تحت الوصاية، فغالباً ما تقوم دول الأحتلال بإذكاء مثل هذه الحروب وفقاً للقاعدة الأستعمارية (فرق تسد) ولتبرير وجودها بحجة ضعف الحكومة أو أن وجودها يؤمن عدم وقوع الأطراف المتصارعة في حرب أهلية. ث- اسباب ودواعي الحرب الأهلية:هناك مجموعة من الأسباب المؤدية الى أندلاع الحرب الأهلية، نذكر منها على سبيل المثال:(1) الخلافات الدينية والمذهبية بين الطوائف الأجتماعية في البلد، وغالباً ما يغذي رجال الدين النزعات الطائفية ويدفعون بها الى اتون الحرب، وهناك الكثير من الشواهد التأريخية والمعاصرة على مثل هذه الحروب، وقد يكون وراءها عوامل سياسية تتغذى عليها وتأجج سعيرها كما هو الأمر في الحروب الكاثوليكية البروتستانية .(2) العوامل القبلية والعشائرية والثأرية التي تدعمها العادات والتقاليد لذلك البلد إضافة الى التخلف الثقافي والأجتماعي وانتشار الجهل والأمية بين صفوف المواطنين، مما يسهل إنقيادهم الى هذه الحروب.(3) العوامل السياسية والمتمثلة بعدم القدرة على كبح جماح شهوة الحكم، والرغبة في المشاركة بصنع القرار، أو رفض سياسة التهميش المقصود الذي تمارسه الفئة الحاكمة إتجاه فئة أو عدة فئات أجتماعية معينة، أوتفضيل فئة أخرى عليها بمعنى نهج سياسة التمييز في التعامل مع الفئات الأجتماعية المختلفة. (4) العوامل الأقتصادية بسبب توفر موارد أقتصادية في منطقة ومحاولة أستئثارها بها على حساب بقية فئات المجتمع، أو التركيز في مشاريع التنمية الأقتصادية في منطقة وحرمان مناطق أخرى منها، أوالصراعات على تجارة محددة.(5) العوامل الخارجية المحرضة على اندلاع الحروب الأهلية مثل الخضوع الى السيطرة الأستعمارية أوالأنتداب أوالوصاية، أوتحريض جهات اجنبية لبعض الفئات المحلية على التمرد ومدها بالأفراد والأسلحة والدعم اللوجستي كما هو جاري حالياً في العراق .(6) ضعف الحكومة المركزية وعدم سيطرتها على الوضع الأمني في البلاد وفشلها في فرض هيبتها على الأطراف المتنازعة، بسبب ضعف أجهزتها الأمنية وإمكاناتها المادية. ........................
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك