علاء التريج حقوقي ومستشار نفساني
ليس من المعيب ان يكون الانسان على مذهب من المذاهب الاسلامية , وليس سبة ان تقول لي انك على هذا المذهب او ذاك, وليس عيبا ان يعتقد الانسان بدين من الديانات السماوية, وليس جريمة ان يناظر بعضنا البعض الاخر مادامت هذه المناظرات والحوارات تدور في رحاب الموضوعية و احترام الراي الاخر و في دائرة الدليل والمصداقية بعيدا عن المهاترات والاتهامات التي لا تزيد قائلها الا بعدا عن الله و الامة. فالعيب كل العيب ان نجرم من يخالفنا في فكره او مذهبه, و العيب ان نجبر الاخر ان يعتقد بما نعتقد به, والعار كل العار ان اكون شيعيا و ادعي اني من السنة او ان اكون سنيا و ادعي اني شيعيا او مسيحيا و ادعي اني مسلما او مسلما وادعي اني مسيحيا, فهذا هو النفاق و الذي يمقته الانسان السوي و الفطرة الانسانية فضلا عن الشرائع السماوية...لا اود ان ابدأ بنشأة الحزب و الشبهات التي اكتنفت الشخصيات التي تصدت وحالة العداء الدائم مع المرجعيات الدينية على طول الخط, سوف لن نتحدث عن محمد هادي السبيتي وعلاقته بحزب التحرير الاسلامي ( السني ) او السيد طالب الرفاعي و علاقته بحركة الاخوان المسلمين ( السنية ) ووو....لان ذلك يحتاج الى كتب عديدة كي تستوعبها, و انما سأكتب عن الفترة التي تلت عام 1991 و سنركز وبشكل مختصر على عقيدة حزب الدعوة.بعد خروج اية الله السيد الحائري من حزب الدعوة كان هناك اشكال يطرح على الاخوة الدعاة في مسالة الغطاء الشرعي لحركة الحزب... مع ان الحزب لا يرى ضرورة لذلك باعتبار ان نظريته تقول بتبعية المرجعية للحزب, والحزب هو القائد والمرجع هو التابع, وهذا يشمل الجميع بما في ذلك الحوزة و مراجع الدين والامة بكل قطاعاتها... لكن رفض القواعد الجماهيرية لهذا الطرح اجبر الاخوة الدعاة ان يطرحوا مرجعا من داخل الحزب فكان السيد محمد حسين فضل الله ( غفر الله له ), عندها بدء الاخوة الدعاة بالدعاية والترويج لمرجعيته و افكاره و عقائده. وبعد ان اشتد عود السيد فضل الله اخذ الحزب يطرح عقيدته في وقت كان هناك اجماع بين مراجع و علماء الشيعة في العالم على ان هذه العقيدة لا تمت الى مذهب اهل البيت بصلة, فما هي عقيدة حزب الدعوة؟ هذه مقتطفات من عقيدتهم:اولا: في الانبياء:أ- النبي ادم ( ع ) مارسه الرغبة المحرمة ومعصيته كمعصية ابليس .ب- النبي ابراهيم ( ع ) كان مشركات- النبي يوسف ( ع ) كانت لديه رغبة شديد كادت توقعه بالزنا.ث- النبي موسى ( ع ) ارتكب جريمة دينية في مستوى الخطيئة, وخضع لوسوسة الشيطان كما انه اخطأ في تقدير موقف هارون (ع ).ج- النبي هارون ( ع ) اخطأ في تقدير الموقف.ح- النبي سليمان ( ع ) اتلف مالا محترما لا يجوز اتلافه.ثانيا: في نبينا محمد وال بيته ( ص )أ- النبي الاكرم محمد ( ص واله ): ضيع فرصة, والاستفاضة في تفاصيل شخصية النبي او الامام ترف فكري ويقودنا الى الانحراف. كما ان العقل لا يحكم بضرورة امتناع الخطأ والنسيان والسهو عن النبي والامام.ب- الامام علي (ع ): انه يطلب الرحمة من الله لما اسلف من الخطايا و الذنوب, نكران خصوصية الآيات التالية بأمير المؤمنين: اية ( خير البرية ), اية ( النبأ العظيم ) اية ( ويطعمون الطعام ) ت- اما فاطمة الزهراء ( ع ) فكانت لها الحصة الكبرى من المظلومية لا يمكن الا ان نشير الى كتاب ( مأساة الزهراء) للمحقق الكبير سماحة السيد جعفر العاملي. كما انهم ينكرون ان اية ( هل اتى على الانسان حين من الدهر ) و اية ( و يطعمون الطعام ) نزلت بحق الامام علي و فاطمة الزهراء و الحسن والحسين عليهم السلام. هذا الجزء اليسير, وان اعترض الاخوة الدعاة على ما ذكرنا سنسوق الادلة بالمصدر و الصفحة , ان ما تحدث به الاخوة الدعاة عن زيارة الامام الحسين ( ع ) بانها بدعة على احد القنوات الفضائية وكذلك الطعن بزوار الاربعين لم تكن من سهو القلم وانما عقيدة يدينون بها , مما تقدم يتبين لنا بالقطع واليقين ان حزب الدعوة ليس حزبا شيعيا من خلال عدم الاعتقاد بعصمة الانبياء و بالخصوص نبينا محمد ( ص واله ) وكذلك عدم عصمة اهل البيت ( ع ), كما انهم رفعوا الشهادة الثالثة ( اشهد ان عليا ولي الله ) من الاذان بشكل علني و هي التي عبر عنها المرجع الكبير اية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم ( دام ظله الوارف ) بانها ( من ضرورات المذهب ), فهم لم يخفوا رفع الشهادة الثالثة من الاذان ويمكن للجميع ان يرى ويسمع السيد علي فضل الله على قناة الايمان الفضائية وهو يصلي لا يذكر الشهادة الثالثة.اننا لا نشكل على الاخوة الدعاة في تبني اي مذهب يريدون ولكن لا نسمح بان يتم استغلال اسم التشيع من اجل اغراض سياسية او ان يدخل من هو على غير مذهب اهل البيت ( ع ) من اجل ضرب التشيع من الداخل. اعلنوا تسننكم فستكونون كما قال الامام السيستاني ( دام ظله الشريف ) ( لا تقولوا اخوتنا السنة بل قولوا انفسنا ) وهي تعني اننا من نفس واحدة, او اعلنوا مذهبا جديدا لكي نصنفكم على اي ملة انتم, حسب اطلاعي ان الكثير من العقائد التي تتبنونها تختلف حتى عن ( انفسنا ابناء السنة ), وقد تكونوا اقرب للمذهب السلفي ( الوهابي ) من اي مذهب اخر, او ان تعلنوا توبتكم و تتخلون عن هذه العقائد. قد يعترض علينا البعض ويقول ان المالكي واعضاء الحزب يزورن المراقد المقدسة ... اقول ان صدام عدوا الاسلام زار المراقد ثم ماذا؟ هل اصبح من اتباع اهل البيت بزيارته هذه, ثم ان صدام المجرم كان عندما يزور يخلع نعليه و المالكي دخل الروضة الكاظمية بحذائه!! كما ان ممثل الامم المتحدة وهو ليس على دين الاسلام قد زارة مرقد الامام الحسين ( ع ), فهل يعني انه تشيع, المحصلة ان الزيارة قد تعني ايحاء سياسي لجماهير معينة و لا تعني بالضرورة انه من اتباع الذي تم زيارته.
https://telegram.me/buratha