بقلم: قاسم محمد الخفاجي
إن مهمة إبقاء الشرع نافذ ومؤثراً تقع على عاتق العلماء لذلك أنهم يتملون مسؤولية كبيرة ،إن المرجعية الدينية في النجف الاشرف لم يغب عن ذهنهم هموم وقضايا الشعب العراقي فهي تتفاعل مع كل جهد مخلص لرفع معاناة الشعب العراقي المظلوم ، فلم تدخر المرجعية جهداً في إغاثة هذا الشعب والسعي الحثيث في تحقيق كرامته والعمل الدؤوب في سبيل تحرير العراق من الاحتلال الأمريكي ، والمساهمة في استتباب الأمن وحقن الدماء والمحافظة على حقوق المواطنين وكان همها التآلف بين المسلمين، ولم تكن تكتم انتقاداتها السياسيين وعدم مبالاتهم باحتياجات المجتمع الأساسية وعدم محاربتهم للفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة ، وهذا كله لم يكن موضع قبول عند المنافقين والجهلاء .إن تقليص حمايات المرجعية الدينية لا يثني المرجعية من أداء وجباتها اتجاه الشعب والوطن والدفاع عنهم وتشخيص الأخطاء التي تمارسها الحكومة ولا يؤثر على أمنهم قيد شعرة لان الملايين من العراقيين مستعدين لحماية المرجعية ويقفون في شارع الرسول كدروع بشرية يتسابقون لفداء المرجعية بأرواحهم فلا تحتاج المرجعية إلى حماية المالكي وحزبه حيث انه اتخذ هذا القرار من باب حقده كما يقول الشاعر : تفجر الحقد الدفين وقد حوت تلك الصدور ضمائراً سوداءالجميع يعرف إن المرجعية اتخذت موقف بان لا تستقبل المالكي وأتباعه من السياسيين الانتهازيين والوصوليين الذين قاموا بمخالفة المرجعية وعدم الإصغاء لها في القضايا التي تهم المواطن والدفاع عن حقوقه وكرامته وهدر أمواله ، لاهثين وراء مصالحهم الحزبية والشخصية الضيقة وافتعال المالكي للازمات بين الحين والأخر من اجل إبقاءه في السلطة على حساب الوطن والمواطن .التقليص جاء في الوقت الذي يتعرض معتمدي المرجعية للاعتداء والقتل من الارهابين المدفوعين من الداخل والخارج وقرار المالكي المقصود جاء رسالة مبعوثة للمجرمين وأعداء الدين وعملاء الخارج الضوء الأخضر إلى الذين يخططون للاعتداء على المرجعية ومعتمديها .المالكي يستخدم منصبه بلا حدود ولا قيود بل هو لا يعترف بحد لصلاحياته ويحاول احتواء كل شيء والسيطرة عليه واستغلاله وتسخيره لمنفعته ومنفعة حزبه لزيادة تسلطه وجبروته دون أي حدود يعترف بها !إن الانفراد بالسلطة على حساب المكونات والأحزاب والقوميات والمذاهب والأديان الأخرى سوف لا يكتب له النجاح في العراق ابدأ وان تجربة الدكتاتور صدام الذي انفرد بالسلطة وصار مأله إلى مزبلة التاريخ خير مثل على ذلك .
https://telegram.me/buratha