أبو طه الجساس
يحمل لنا التاريخ الإسلامي عدة حوادث, أصبحت لها انعكاسات سلبية في واقعها وفي الحقبة التي تليها ومازالت مستمرة, وهذه الانعكاسات هي ردة فعل لانتصار طرف على أخر أو اختلاف التأويل على موقف أو في الأشخاص, فكانت الراويات الإسرائيلية تستحوذ على معظم ردود الفعل السلبية وما تتضمنه من عقد نفسية وفهم مغلوط وعادات جاهلية, وتكتب روايات كاذبة مفرقة للشمل , بأسماء ثقاة معروفين وتطرحها للساحة, وتستقبلها الأجيال اللاحقة كمسلمات وبديهيات ومغلفة بتقديس مزيف, وهي عبارة عن اختلاق وغلو وتدليس, وكانت طبقة العلماء تميز بعلمها الرصين هذه المواضيع , إلاّ إن دخول الروايات مرحلة التقديس عند العامة وتبنيها من الحكام عقد مهمة العلماء لكشف الخيوط الخفية ودوافعها للناس, بل تعدى الأمر إلى انه بطرحها سيحدث انقسام في الطائفة أو عدم استقرار في فهم القضايا الإسلاميّة. وهو قطعاً موقف محرج يصيب المتصدين للعلوم الإسلامية وقياداتهم الدينية, لما تمليه عليهم الروح العلمية من نشر الحقائق وعدم التردد في طرحها, وهذا الحال ضيق وقلص نشر الكثير من الحقائق التي ندفع ثمنها الى الآن.وفي تاريخنا المعاصر ما زالت هذه المشاكل تستنزف جهدنا ووقتنا وأموالنا, وتكررت هذه الحالة بصيغ أخرى مضافا الى الجانب الديني, وبرزت للسطح بمواقف سياسية مثيرة للجدل في عراقنا الحبيب, فالعوام يحللون بعض الظواهر والشخصيات بشكل يختلف عن المختصين الذين لديهم أدوات علميّة لكشف التناقضات في الأفكار والشخصيات والولاء, واستغل بعض السياسيين الذين لديهم مواقع حساسة في الدّولة هذه الخاصية واستغلوا مواقعهم لتسقيط خصومهم بتهم هي اقرب والصق بهم, ومارسوا دور أعلامي بعيد عن روح الحقيقة والمهنية وأخلاق الإسلام ,بل وصل الأمر إلى إن المواطن يتحمل الألم والعوز ويتقول بأقوال تمدح أو تدافع عن هذه الشخصيات , التي هي في الحقيقة تخدعه وليس لها ثوابت ولا مرجعية وتفتقر الى الحس والشعور الوطني, وتوجه اهتمامه إلى أمور طائفية بعناوين دينية ووطنية , وتشعرهم بالانتصار وأداء الواجب, والطرفان بالحقيقة بعيدين عن إصابة الواقع المطابق للحقيقة وهذا الوضع يخدم الجهات السياسية المتصدية فقط التي تبحث عن مكاسب وامتيازات خاصة.فكان التأريخ ظالم والحاضر أسوأ, وما زالت أساليب فضح السياسيين المخادعين تتناقل فقط بين النخبة المتنورة وبعض الشباب المثقف الذي يمثل أمل المستقبل, وعادة ما يمتاز المثقف الواعي بالميل إلى الهدوء وعدم طرح المواضيع الحساسة بصورة مباشرة, والخوف من التصادم وعدم امتلاك الشجاعة الكافية لمواجه المواقف, حالهم حال بعض رجال الدين, والأعذار عندهم كثيرة,لا شك انه من يعرف الحقيقة يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية وعليه أنّ يتحلى بالشجاعة ويخوض في الواقع من اجل أبناء جلدته فاليوم مواجهه وتصدي وغدا الانفراج, لا بُدّ للعلماء والسياسيين الشرفاء وشخصيات المجتمع الواعية أن يتحدوا ويتحركوا, ولا بد من الثقة بالمجتمع العراقي وخصوصا الشباب منهم فقد عركتهم التجارب وصقلتهم المعاناة، والفرصة سانحة بعد انتشار العلوم الحديثة مثل الانترنيت ولما له من وسائل لتوصيل المعلومة وانتشارها , والشباب العراقي في حالة جيدة لاستقبال ما يمحي الأفكار المضللة وحمل راية العلم والسلام ,وفكره قابل لهضم الجيد والجديد من مصادره الأصلية, وهذا إعلان لقادة الدين والسياسة الشرفاء , أدلوا بدلوكم واطرحوا نظرياتكم وأرائكم المحقة فنحن معكم, ومهدوا للحاضر والمستقبل القريب أرضية صالحة للعيش بأقل اختلافات وتناقضات, وهذا يؤدي إلى وحدة الموقف للعلماء والمجتمع ككل, ويوجه العمل للبناء الفكري والثقافي والحضاري , ويركز الجهود من اجل الأعمار المادي والروحي , ويحقق السعادة والاستقرار للجميع.
https://telegram.me/buratha