خميس البدر
لم يكن البعث في العراق وحكمه وما عاناه الشعب العراقي من ويلات وظلم وقهر طوال تلك الفترة السوداء اقل مما عاناه الالمان من النازيين وتحويل ألمانيا الى خراب ودمار على كافة المستويات وأوهاها بنية المجتمع وطريقة تفكيره مما حتم اجتثاث هذا النهج والأسلوب ومحاربته وتحريمه في ألمانيا والى الأبد ولازلنا نطالع بين الحين والآخر مطالبات ومحاكمات لأشخاص على خلفية توجه او تصرف او رأي يشابه او يقترب من تلك الفترة او طريقة تفكيرها على الرغم من مرور ما يقارب الستة عقود على زوال النازية وسقوط الرايخ الثالث والإمبراطورية الهتلرية لكن ما نلاحظه في العراق ومع كره الشعب العراقي المتأصل للبعث الصدامي ونهجه وفترته المظلمة شيء مختلف فيه كثير من العجب والغرابة، وما صدور واقرار قوانين الاجتثاث للبعث وكتابة ديباجة الدستور بما ينص على اكثر من الاجتثاث حيث اتت الحروف والكلمات والعبارات مستفيضة ومعبرة عن ذلك الكره والرفض للبعث وبما لا يقبل الشك والتاويل والمماطلة والالتواء فالبعث جسم غريب عن هذا المجتمع وسرطان ومرض خبيث يجب تخليص العراق وشعبه منه ومن كل اثاره ولا غرابة بان رموز النظام البائد واركانه ممن قدموا الى المحاكمة من اسوأ تلك الاثار وما شكلوه من ادوات قمعية واذرع قوية لاساليب البطش والتنكيل بأبناء الشعب العراقي وللتذكير فان من اولويات العملية السياسية في العراق وتجربته الجديدة هو رفض البعث والبراءة من توجهاته فكرا وعملا وقولا وفعلا او حتى التشبه به وحرم مدحه والثناء عليه لكل من دخل وشارك وقبل ان يكون داخل هذه التجربة وان من مقدمات الترشح في الانتخابات هو سلامة الموقف من البعث وشوائبه ونفاياته وادرانه وسمومه فما المشكلة واين الخلل واين التقصير ولماذا هذا التهاون في امر البعث وأزلامه والتباكي على من يقتص منه والتعاطف مع من قتلوا واستباحوا وظلموا وشوهوا وعاثوا بكل المحرمات والمقدسات والمثل والاخلاق والقيم فسادا ولماذا هذا التحايل على القانون والالتفاف على الدستور والاستهانة بدماء الضحايا ومشاعرهم وضياع حقوقهم ,ان تبرئة ازلام البعث واركانه وإذنابه وإطلاق سراحهم يشكل طعن في العدالة وخلل في الموازين ونقطة سوداء في تاريخ كل الكيانات السياسية وعار على كل من ساهم ويساهم في تبسيط الامور ويقف موقف المدافع والمتساهل والمتعاطف وتحت اي عنوان كان.. فأي اخلاق واي حقوق انسان وأي ديمقراطية واي دستور واي قضاء يبيح لنفسه ان يكون نصيرا لظالم وقاتل وسفاك ومصاص دماء.. اليوم وبعدما اصبح البعث طليق وبريء وحر فماذا ننتظر نحن ابناء المقابر الجماعية وأحواض التيزاب ونقرة السلمان وحلبجة والانفال والاكراد الفيليين وماذا ننتظر ونحن نحتفل ونؤبن اية الله الشهيد السيد محمد باقر الصدر.. الم يقل لو كان اصبعي بعثيا لقطعته الا نحتاج الى ردة فعل قوية او ثورة تقتلع وتجتاح كل هذا التستر والتأمر على وجودنا وتهدد بقائنا ومشروعنا وحقنا في الحياة الامنة وبسلام واي امن وسلام واي حياة مع البعث...الى مجلس النواب والحكومة والقضاء وكل من يمثل العراق الجديد كفوا من ادعاءتكم وخطبكم وبينوا موقفكم وانصروا شعبكم انصروا العراق وافعلوا وحاسبوا كل من تسبب باخراج البعثيين من قبضة العدالة وطبقوا شعار الشعب ((بعد هيهات رجعتكم يا بعثية)) فعلا لا مجرد قول ومزايدة وكفى مواقف خجولة واستمالة واسترضاء وتهاون فسيطول حسابكم امام الشعب وسيطول مقام وقوفكم أمام الله يوم لا ظل إلا ظله ولا قول إلا قوله وقفوهم إنهم مسؤولون.
https://telegram.me/buratha