المقالات

بين الصدر والحكيم

764 10:16:00 2012-04-23

بين الصدر والحكيم

 حميد الموسوي

الحديث عن الشهيد محمد باقر الصدر حديث عن مشروع رسالي , ضخم يتطلب دراسات موسعة سيما وان هذا المشروع بحر زاخر متشعب الروافد : فلسفة واقتصادا واجتماعا, وعقائد وما تفرع عنها . لكن ذكرى استشهاده وشقيقته العلوية الطاهرة امنة الصدر تفرض وجودها وتلح على كل عراقي شريف بل كل انسان حر ان يعبر عن حزنه وسخطه على سلطة البعث الجائرة التي ولغت في دماء الشهيدين بعد ان سقتهما اشد انواع التعذيب والتنكيل . لقد راى طاغوت العصر المقبور في الشهيد الصدر خطرا محدقا يهدد عرشه بعدما امتدت فيوضات علومه وطروحاته وغطت الافاق وبعدما صارت مؤلفاته مناهج اكاديمية عالمية .. وبعدما صار مشروعه يضم الرساليين الافذاذ , وفي مقدمتهم شهيد المحراب محمد باقر الحكيم والذي استحق بجدارة لقب ( عضدنا المفدى ) شهادة تثمين واعتتزاز من لدن الشهيد الصدر فكان بحق عضدا حسني الشمائل بشكيمة ابي الفضل العباس. حمل الراية من بعده لينضوي تحتها كل العراقيين الشرفاء في زحف اسطوري نحو صنم بغداد , فتلقيه الجماهير في مزبلة التاريخ . لم تكن علاقة الشهيد الصدر باسرة الحكيم طارئة , فهو تلميذ نجيب لزعيم الطائفة السيد محسن الحكيم .. تلمذة لم تقتصر على دراسة الفقه والعقائد بل تشربت شخصية الاستاذ شجاعة , وثورة , واقتحاما .. استاذ من رواد ثورة العشرين بفتاوى تجاوزت احكام الحيض والنفاس , لتصك وجوه الطواغيت، وتلميذ عاشق لشمائل اهل البيت الذين ابت نفوسهم ان تسكن اللحم والعظم. ولم يكن اختياره لمحمد باقر الحكيم( عضدا )مجاملة وعواطف.. لقد رأى فيه امتدادا طبيعيا لاجداده.. وطنية صادقة.. عراقية صرفة.. تطلعات لمستقبل مشرف خيمة استوعبت العراقيين بكل اطيافهم الباهية.. بأديانهم المتآلفة وقومياتهم المتآخية. فكان كما رأى وتمنى . لقد هيئ الشهيد الصدر الوقود للثورة فكان الشهيد الحكيم الشرارة .

16ـ 5ـ423

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك