م. رأفت العسكري
لم أتابع كرتون عدنان ولينا بسبب ابتعادي عن الوطن طيلة أيام عرض هذا الكرتون المشهور والذي وصل صداه إلى جميع أنحاء العالم، حتى وان لم أتابعه لكن سمعت عنه الكثير ورأيت عدة مقاطع منه في موقع اليوتيوب لكن مع التطور الكبير الحاصل في مجال الرسوم المتحركة يجعلني لا التذ بذلك العمل القديم خصوصاً مع وجود كرتون سبونج بوب وغيره، كما انه ليس لدي ذكرى طفولية عن تلك الرسومات لتشوقني بإعادة المتابعة، لكن على كل حال سمعت عن عدنان وعن مدى حبه للينا.
كما قلت لا يوجد احد لم يسمع بتلك القصة لكن القصة التي رأيتها وعشتها لم يسمع عنها الكثير ألا وهي كما في العنوان قصة عدنان وقاسم.. عدنان كان يقطن في أمريكا أيام صدام وقاسم في العراق.. جمعهما السقوط وان كان كل منهم لا يعرف الآخر والفارق العمري بين عدنان ذو الخامسة والأربعين وقاسم ذو السابعة والعشرين كبير بعض الشيء.. عدنان جاء من أمريكا وعمل مترجماً لدى قوات التحالف، وبعد انطلاق معارك جيش المهدي في النجف وهروب محافظها فلان ما بقي لدى الأمريكان حل سوى تنصيب عدنان محافظاً بأمر من السير بريمر لسد الفراغ ليس إلاّ، بريمر المسكين ما كان يعرف ان من يجلس على كرسيٍ ما في العراق حتى لو كان كرسي بواب مدرسة، من الصعب اقتلاعه او من المستحيل ان لم أبالغ قليلاً، إلا ببسطال أمريكي مقاس ٤٦ على مؤخرته كما حصل مع قائد الضرورة
على كلٍ ما كان يعلم بريمر بأن عدنان اذا ما نُصّب مؤقتاً فإنه سيلطش لطشة ابو صابر..
انتهت معارك النجف وبالفعل لطش عدنان على الكرسي، وفي يومٍ من الأيام أراد عدنان الأنيق ان يحلق شعره الجميل فسأل عن حلاق ممتاز في النجف فأرشدوه إلى قاسم الحلاق في الكوفة.
ذهب عدنان بموكب عظيم إلى قاسم فوجد قاسم الجميل المربرب مشغول في الحلاقة، دخل عدنان برفقة الباديگاردية (البوخة، أبناء السهلة) إلى المحل..
تلعثم قاسم وهو يرى المحافظ بنفسه يكلمه طالباً منه اصلاح رأسه.
أكمل قاسم حلاقة رأس المحافظ بعناية وأخذ له الخيط وحفّ حاجبه وحلق له لحيته وشاربه ووضع له الخبطة السحرية على وجهه، المحافظ أعجبه عمل قاسم وكذلك أُعجب بقاسم الشاب الجميل، ومن هناك بدأت علاقة الحب بينهما، مرّت الأيام والسنين والعلاقة في تطوّر مستمر.
بعد انتهاء مدة حكم عدنان وانتقاله الى بغداد وكيلاً لوزير الداخلية ومن ثم محافظا للنجف من جديد طلب من قاسم أن يترك المحل الضخم والذي انتقل إلى شارع تجاري جديد (الروان) بيد العمال الأنيقين.
عارضاً على حبيبه العمل كموظف في مجلس المحافظة مديراً للجنة (ماكياج واناقة المحافظ) فالمحافظ يهتم كل الاهتمام بأناقته ولم ارَ في اي محافظة بكثرة صور عدنان وعبارات (برعاية محافظ النجف السيد عدنان يقوم زبالي النجف بجمع الزبالة).
أصبح قاسم شخصية مهمة جداً ومضرباً للأمثال (مدلل المحافظ).
بعد عدة أشهر تصبح الطامة الكبرى الا وهي تحوّل قاسم من حلاق إلى مقاول كبير!!! عند تسلمه مقاولة شارع تربية البنات المجاور لشارع الروان وكذلك شارع حي الأمير الخدمي!! والكثير من المشاريع الضخمة.. قاسم استلم المقاولة بعد ان اتفق معه عدنان على اعطائه حصة النصف فيفتي فيفتي.
قاسم أصبح شاب ذكي بعد ان أعطاه المحافظ دروساً مكثّفة في كيفية الخمط وأصوله، فلكي لا يضع نفسه في موقف حرج ومجال ليس من اختصاص الحلاليق سلّم المقاولة إلى شركة مقاولات مشترطاً عليهم نصف النصف ووضْع اسم شركته الوهمية التي دخل بها المناقصة..
اي يُبنى الشارع بالرُبع الباقي فيقسَّم ذلك الربع الى حصة رئيس الشركة المتواطئة وشراء المواد والمُعدّات واجور المهندسين والعمّال..
ليس قاسم وحده
ليس فقط قاسم من يستلم المقاولات فحسب، بل كل من يرافق المحافظ له حصة من المقاولات والمثال على ذلك عماد الهارب أخو عدنان.. و قريبه الملازم الدمج علاء الزرفي (الخط الأول لحمايته)..
علاء ليس فقط هو من يستلم مقاولات عاصمة الثقافة بل وأخوه الطالب التسعيني وصهره وجميع العائلة الكريمة القاطنة في ام عباسيات ناحية تابعة لقضاء الكوفة (عائلة المقاولين)..
و في النهاية يخرج جمع من السُذّج يتظاهرون ضد إلغاء مشروع النجف عاصمة الثقافة الإسلامية، بعد أن لغف عدنان وقاسم وعماد وعلاء وفرقان وأخوه حسين وأبوه الدكتوووووور العلاّمة الفهّامة علي مرزه وفائد نون والقلم وما يسطرون (رضي الله عنهم أجمعين).
وفي النهاية عاشوا عيشه سعيدة،، كلهم
https://telegram.me/buratha