الشيخ حسن الراشد
هروب الهاشمي الى قطر ومن ثم التنقل منها الى السعودية ومنها الى تركيا والاستقرار فيها قد كشف الكثير من الخفايا التي كانت لفترة غير واضحة للبعض ‘ الا ان سلسلة التفجيرات التي حدثت في عدة محافظات في الايام الاخيرة وخاصة في بغداد واستهداف مناطق بعينها عبر عمليات تفخيخ ارهابية اجرامية قد اماط اللثام عن الاهداف المشؤومة التي تشترك عدة دول لتحقيقها في العراق والمنطقة ولعل العراق اليوم اصبح بالنسبة لتلك الدول "بيضة القبان" لاهميته "الجيوسياسية" والاستراتيجية وهو ما دفع دولة مثل قطر واقزامها للبوح علنا عن نواياهم الخبثية وما يصبوا اليه حكام الخيانة والاجرام والارهاب في المنطق .
التفجيرات الاخيرة كانت بمثابة رسالة سياسية بعثها القوم بعد اللقاء الذي جرى في اسطنبول بين المجرم الهارب والارهابي القاتل الهاشمي وبين داعية "العثمانية الجديدة" اردوغان والتنسيق القائم بين عدة دول وعلى رأسها السعودية وقطر وتركيا واقليم كردستان برئاسة البرازاني ومجموعات ارهابية تتخفى تحت اسم "القائمة العراقية" وقياداتها التي تشترك باغلب عناصرها في تلك العمليات الاجرامية والارهابية التي نفذت اخيرا في بغداد وبعض المحافظات .
اذا كانت في موقعة الطف "السهام" هي رسل القوم فان سلسلة التفجيرات التي حدثت في الاسبوع الماضي بمثابة "رسل" الدول الطائفية هدفها واضح وهو ان المعركة القادمة هي "الكوفة" اي العراق وهذا يعني ان هناك مخطط خطير وكبير وعلى مستوى المنطقة كلها يجري تنفيده من اجل اسقاط العراق واعادته الى حضيرة الاعراب والتشدد الظلامي والطائفي الجديد الذي تقوده مملكة ال سعود وبمشاركة قطرية ودعم تركي وعبر خطوط امداد ومعبر كردي يشترك فيه شخصيا مسعود البرزاني وجهاز الامن الذي يسيطر عليه حزبه الفاشي الشوفيني ولربما لقاءه مع اردوغان وتصريحات الاخير الطائفية قد كشفت ان البعد الطائفي ليست محصورة فقط في تحرك الاتراك وانما ايضا في النهج "الطائفي" الجديد للبرزاني بعد فشله الحصول على اي دعم او تأييد من الادارة مريكية التي رفضت حتى السماع لهرطقاته و"المشاريع" التي يحملها في جيبه حيث الجواب كان واضحا وعلى لسان الرئيس الامريكي اوباما الذي ابدى تأييده للمالكي ودعى في ذات الوقت الطائفي الجديد البرزاني الى دعم العملية السياسية في العراق والكف ضمنا عن التحريض وخلق اسباب التوتر والفتن في ارض الرافدين .. هذا الرفض الامريكي وبعد فشله في استحصال اي دعم لمشروعه البغيض المتطفل دفعه الى اللجوء الى عدوه القديم وطلب العون منه من اجل مواجهة حكم الاغلبية في بغداد ولعل التفجيرات الاخيرة والتي تجاوز فيها عدد السيارات المفخخة والتي استهدفت الابرياء الـ15 سيارة هي بمثابة رسالة من قبل تلك الاطراف الى حكم الاغلبية لان المستهدفين في اغلبهم كانون من الفقراء ومن المناطق المعروفة في انتماءها المذهبي ولذلك كان اغلب الضحايا من الكاظمية وبغداد وما جاورها .
المخطط الجديد هو ان تتبنى مملكة ال سعود واقزام "قطر" مشروع تغيير النظام في العراق وتموله ماليا وعسكريا على غرار نظيرته السورية بالطبع هذه ليست المرة الاولى التي يقوم السعوديون والقطريون والاماراتيون بتفيذ اعمال التخريب والا رهاب والقتل في العراق فهم متورطون منذ بداية سقوط صنهم صدام في استهداف الابرياء ودعم التنظيمات الارهابية السلفبعثية الا ان هذه المرة قد كشفوا عن وجوههم القبيحة واظهروا نواياهم الخبيثة خاصة بعد احداث سوريا ودعوتهم العلنية لتسليح الجماعات الارهابية والمتطرفة هناك وعلى لسان رأس الدولة في مملكة ال سعود ودويلة الاقزام في قطر هذه الدعوات العلنية بدأت تعكس نفسها ايضا في العراق ومن خلال التفجيرات المتزامنة مع الحراك السياسي التامري في عواصم ومدن الدول المعنية ..فاذا كان المخطط "سعودي وقطري" فان بؤر انطلاق التامر هي "تركيا" والتي تقدم الايواء واللجوء للمجرمين وتستضيف قواعد التدريب والتسليح وادوات الجريمة والارهاب على اراضيها ضمن ثنائية "غليون الهاشمي"‘ الاول مسير وموّجه للتفجير والتخريب داخل سوريا واخر نحو العراق بذات الاليات التي يجري تطبيقها اليوم بدقة وحرفية عالية في سوريا ..والغريب ان يشترك في هذا المخطط المشؤوم مسعود البرزاني ولكن هذه المرة بنفس طائفي يفتح اراضي كردستان العراق لعبور السيارات المفخخة والارهابيين كي ينفذوا مخططاتهم واجرامهم في محافظات العراق واستهداف ابناء العراق وحكم الاغلبية ‘ المعلومات المتوفرة تتحدث عن ان التفجيرات الاخيرة والسيارات التي تم استخدامها في العمليات الارهابية قد تم تسهيل عبورها عبر منافذ كردستان العراق وبعلم بعض القيادات الامنية المرتبطة برئيس الاقليم مسعود البرزاني وربما من سوء حظ هذا الاخير وغباء تصرفاته ان تاتي التفجيرات باالتزامن مع لقاءه المشبوه باردوغان.وهناك ثمة معلومات دقيقة ومؤكدة حصلت عليها القيادة العراقية تشير الى ان حزب البارزاني في شخصه متورط في ايجاد مراكز ايواء وقيادة لعدد من التنظيمات الارهابية واجهزة المخابرات الاقليمية وعلى رأسها جهاز المخابرات الاسرئيلية "الموساد" واخرى عربية تعمل على تقويض اسس النظام الجديد في بغداد وتقديم الدعم اللوجستي للارهابيين في العراق ‘ وقد جاءت عملية اعتقال شبكة العملاء الاسرائيليين في ايران قبل ايام لتفضح تلك العلاقة وتكشف تورط البارزاني في تقديمه التسهيلات للارهابيين لتنفيذ اجرامهم والارهابهم في العراق وفي ايران وهذا ما تعلمه القيادات الكردية وقد تسلمت رسالة شديدة اللهجة من ايران في هذا الصدد تحذرها من الاستمرار في مثل هذا التواطؤ وتحمّل القيادات الكردية عواقب ذلك وربما تقوم ايران بقصف مواقع المعسكرات ومباني تأوي العملاء والارهابيين ‘ وقد افصح بوضوح عن ذلك رئيس الاستخبارات الايرانية "كوثري".
اما فيما يخص محطة التنفيذ فهو يجري على ايدي عملاء تلك الدول داخل العراق وعلى رأسهم "القائمة العراقية" التي غدت عناصرها وحتى قادتها ادوات طائعة لدي مملكة ال سعود ودول اقليم الجوار وهم ينفذون اجندها بحذافيرها ويقومون بدور خياني كبير ويتناغمون في خطابهم مع خطاب حكام تلك الدول ضد العراق ومكتسباته في ظل النظام الديمقراطي الجديد ولعل زيارة اردوغان الى قطر ومن قبلها قيام قيادات تركية بزيارة السعودية تثبت ان التفجيرات الاخيرة هي ثمرة تلك الزيارات ونتيجة التنسيق بين تركيا وقطر ومملكة ال سعود وبمشاركة تنفيذية ولوجيستية من طرف البارزاني والقائمة العراقية التي يمثلها اليوم في الخارج الارهابي الهارب الهاشمي .
https://telegram.me/buratha