المقالات

المفوضية العليا للانتخابات وصراع السلطة

518 11:26:00 2012-04-22

علي الأنصاري

لقد اثبت العراقيون قدرتهم على التحول السلمي من الحكم الشمولي الدكتاتوري الى الحكم الديمقراطي، وأصبحت تجربة العراق أنموذجاً لبقية الشعوب العربية ودافعاً لها للإعلان عن رفضها للحكم الشمولي وصارَ ربيع العراق ربيعاً لكلّ المظلومين في العالم رغم كلّ ما تعرض له هذا البلد من هجمة شرسة من الإرهاب ومن أيتام النظام المقبور، وقد جرت عمليّة انتقال السلطة بشكلها الحضاري وعبر صناديق الاقتراع, والعراق يمتلك مفوضية عليا للانتخابات أصبحت ذات خبرة ودراية في مراقبة إجراء الانتخابات وأثبتت نجاحها في أكثر من مرة ورغم محاولات أصحاب النفوذ في السلطة إلاّ أنّ المفوضيّة بقيت صامدة وبعيدة عن الحزبية والفئوية وعملت بمهنية بعد ما اكتسبت خبرتها بالتجربة العمليّة وعن طريق التدريب في الخارج والاطلاع على خبرات الآخرين, والغريب ان الحكومة العراقية وقفت موقف سلبي ضد هذه المفوضية على خلفية الطعون التي قدمها ائتلاف دّولة القانون على نتائج الانتخابات ولم تحصل على نتيجة بل العكس حصل منافسها إياد علاوي على أصوات إضافية.إنّ استهداف المفوضية العليا للانتخابات من قبل جهات متنفذة في الحكومة يهدد بخطر تأجيل الانتخابات المقبلة وهو هدف يسعى له رئيس الوزراء نوري المالكي، إذ ان تغيير المفوضية العليا للانتخابات في هذا الظرف الحساس سوف يساعد على تأجيل الانتخابات والتلاعب بنتائجها وهو مايدعو الى التريث لحين انتخاب مفوضية جديدة لديها الوقت الكافي لتنظيم ملفات الانتخابات شريطة أنّ يكون أعضائها مستقلين ولا يقعون تحت تأثير السلطة أو أصحاب النفوذ.إنّ لجوء الجهات المستنفذة في الحكومة الى التلاعب بنتائج الانتخابات عبر عرقلة عمل المفوضية الحالية والتي تمتلك خبرة واسعة وتخاف ردة فعل الجماهير التي سوف تقف بوجه كلّ من وعدها ولم يفِ بوعده وكلّ من يعمل من اجل السلطة لا من اجل الدّولة.إنّ بقاء أعضاء المفوضية الحالية في مناصبهم يُساعد على استثمار خبرتهم العالية وإذا كان هناك تفكير في تغييرها فهذا الأمر يمكن تأجيله الى ما بعد الانتخابات القادمة ولحين اختيار مفوضيّة جديدة تضمن عدم التلاعب بنتائج الانتخابات.

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك