المقالات

الامن الوطني رؤية من الداخل

1565 17:16:00 2007-02-13

( بقلم: عبد الرزاق السلطاني )

عند قلب خارطة مصادر التهديد التقليدية التي تعبث بالامن الوطني العراقي نلاحظ اليوم كيف يتم اعادة ترتيب المصالح الوطنية باستراتيجية عراقية خالصة، وما لا تقولها المنابر ان الداعمين للارهاب يعيشون لحظات فارقة لمفهوم مصالحهم الضيقة وتعبئتهم لخطابات متشنجة عنفية، فحقيقة القول ان امن العراق هو شيء عراقي، ومن هنا فمسك زمام الشان الامني سيكون الخط المائز والانعطافات الحقيقية لمعالجة هذا الملف الشائك، ومما لا شك فيه ان الاعمال الارهابية الجارية في العراق هي جزء من اعمال منظومة دولية هدفها محاربة كل شيء، فالعقل السياسي الذي يحرك اصحاب المفخخات ويقتل ويهجر اتباع اهل البيت(ع) قرر اثارة الرعب في صفوف المواطنين لانه يتميز بعقلية محفوفة بالنزعات الثارية المتجذرة، فاننا لا نفهم المنطلق الذي يحرك الطرف الاول، فقتل العشرات من الشيعة ممن كانوا يبتاعون عشاء اطفالهم في اسواق شعبية ليسوا محتلين او عملاء، انما هم اهداف لمشاريع دموية سادية تحمل مسميات وعناوين(الجهاد والمقاومة) وبالتالي هذه الاوراق الخاسرة لا تغير في معادلات الواقع السياسي من شيء.

اما اولئك الذين يسعون لتبرير هذه الجرائم بحجة مقاومة المحتل، وقعوا بين مفهومي المقاومة والارهاب واختلطت عند الكثير ممن تشوهت منظومتهم القيمية حتى باتت ترى في امثال المجرمين صدام وبن لادن والزرقاوي حاملين بيارق الجهاد، وهذه نزعة الهوس تمثل انقساما جديا في المفاهيم الحقيقية لتبني هذا الفكر المنحرف، ومما لا يعترف به ولا يراد ان يروج له ان الشعوب العربية باتت اكثر ادراكا من أي وقت سابق لضرورة تجفيف منابع الارهاب وتحديد جغرافية الصراعات الكامنة بعد ان بدأت تستشعر وتتلمس تلك الاخطار اكثر من أي وقت مضى، ولطي صفحة الماضي لابد من التفاعل البناء مع القضايا الاستراتيجية والاستشراف الحقيقي للرؤى المشتركة مع قياداتنا الوطنية لوضع آليات تذويب الجليد والتراكمات التي نتجت عن تداعيات الحقبة الماضية المظلمة ابان الحكم الصدامي، فتحشيد الدعم العراق – عربي هو ضمان امن واستقرار لها وللمنطقة، كما سينأى بالعراق عن دوار الصراعات الخارجية والتقاطعات وحل الاشكاليات بالطرق الدبلوماسية، اما تحقيق التقارب العراق – اقليمي لن يكون الا من خلال كشف كافة الملفات التي تعكر صفوف تلك العلاقات، لا سيما المنظمات الارهابية التي جعلت من بلدنا مرتعا لنشاطاتها المشبوهة وكذلك شاركت في قمع الانتفاضة الشعبانية المباركة، فيجب اقتلاعها من جذورها، يضاف الى ذلك ان وجودها غير الشرعي اصبح يشكل مصدر قلق للعراق ولدول الجوار، ومن هنا يجب تشخيص الخلل وان تكون هنالك مواقف وطنية واضحة لاشعار الاخرين بخطورة المرحلة التي يمر بها العراق، وهي من الخطوات التي نعتقد انها تكميلية لدعم مشروع الحكومة الوطني (فرض القانون) لارساء الامن والقضاء على كافة المظاهر المسلحة التي لا طائل منها غير المزيد من دماء الابرياء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك