رحلــة البحــث عن الشجعــان !!
حافظ آل بشارة
نهاية هذه السنة تجري انتخابات مجالس المحافظات ، برلمانات محلية ذات مهمات تشريعية ورقابية ، تختلف في الترشيح والانتخاب والدعاية عن مجلس النواب لأن اهم اعمالها الخدمات ،محيط المحافظة والقضاء والناحية اضيق فسحة واكثر واقعية وبساطة ، الناس هناك يواجهون الفساد والفقر والاحباط وتغلب عليهم صفة الكادحين ، مراكز التأثير النفعية سواء كانت عشائرية او حزبية او ادارية او عسكرية اقل تأثيرا في الانتخابات المحلية ، وعمليات التزوير ممكنة الاكتشاف ، الكتل التي تراجعت سابقا يمكنها ان تعوض خسائرها في انتخابات المحافظات ، وتجعلها تمرينا لانتصارها في الانتخابات التشريعية الكبرى نهاية السنة المقبلة ، القضية سهلة جدا ، تشكيل لجنة مختصة تطرح سؤالا كبيرا : لماذا حدث التراجع ؟ ثم تبدأ اللجنة بتطبيق اسس التقييم المعياري ، اين الخلل ، في المرشحين ؟ في الكفاءة ام النزاهة ام الجاذبية الاجتماعية ؟ أم في ادارة الانتخابات ومن هو الذي قام بادارتها ولماذا فشل ؟ ام في الحملة الاعلامية الهادفة لاقناع الناخبين ؟ بعد الحصول على اجوبة يفترض ان تجري العملية الانتخابية بادارة جديدة واسس جديدة للترشيح وقواعد صحيحة في الاعلام وفن الاقناع الجماهيري ، المطلوب ايضا دراسة اداء مجموعة النواب في البرلمان الوطني وفي مجلس المحافظة ، ممثل الشعب له مقومات شخصية تجعله ناجحا ومؤثرا ، مثل الشجاعة في المطالبة والانحياز لناخبيه ومتابعة قضاياهم ، الناس في الشارع والمضيف والمقهى يتحدثون عن النائب الفلاني وكيف ذهبوا اليه شاكين من ظلم المسؤول الفلاني ، فقال لهم بصوت مدو اشربوا الشاي قبل ان يبرد واذا لم احل مشكلتكم هذه اللحظة سأقدم استقالتي من البرلمان ، فرفع الهاتف واتصل بذلك المسؤول وعنفه وجعله يرتجف ثم امره بأن ينفذ الطلب الفلاني فورا وحين حاول ذلك المسؤول ان يقاطعه معترضا اجابه (ما ادري قلت لك تنفذ فورا افتهمت ؟) ثم التفت الينا وقال اذهبوا انحلت المشكلة ، ومنذ ذلك اليوم اصبح ذلك المسؤول الظالم (انعم من الدخن) واصبحنا اشد حبا واحتراما لذلك النائب الذي يشبه ليثا ، سكان المحافظات مستضعفون خائفون مظلومون مسحوقون يبحثون عن رمز للحماية والعدل والابوة يلتفون حوله ، رمز للهيبة والمبادرة وقوة الشخصية والصدق والامانة (القوي الامين) ، كان المتوقع ان يرشح الاسلاميون نماذج من هذه الرجال التي تملأ العين في مجالس المحافظات ، ولكن الذي حدث ان هذه النماذج كانت نادرة ، يقول الاهالي في محافظات معينة ان بعض اعضاء مجالس المحافظات يخاف من ظله ، والآخر مشكوك في امانته ، وثالث ساندته عشيرته ، ورابع موهوب في فن التسلق السياسي في زمن النظام وبعد التغيير ! أما أهل الشجاعة والكفاءة والنزاهة فهم قلة ، النائب في المحافظة او المركز لا يمكنه العمل بمفرده يجب ان تتشكل حوله منظومة متطورة تتعامل مع اللصوص بمنطق القوة ومع الفقراء بمنطق المواساة ، الناس كلهم سيلتفون حولها ويصبحون حماة لها .».
19/5/422
https://telegram.me/buratha