كاظم الموسوي
الحلقة الأولىفي ثمان حلقات سوف نتعرض الى شرح متبنيات المجلس الأعلى تجاه الوطن والمواطن.الشراكة الوطنيةمن متبنيات المجلس الأعلى تجاه الوطن والمواطن الشراكة الوطنية، فالمجلس الأعلى يرى أنّ العراق بلد تعددي تقطنه أديان وقوميات ومذاهب مختلفة تشكل نسب سكانية متفاوتة ولا يمكن لهذا البلد ان يحكم من قبل توجه سياسي أو قومية أو ديانة أو مذهب، فالشراكة الوطنية هي السبيل لحفظ الحقوق واستتباب الأمن والاستقرار.وقد عمل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي على ترسيخ هذا المفهوم في أدبياته منذ التأسيس وإلى يومنا هذا، فمع انطلاق مسيرته الجهادية عام 1982، ضد النظام المقبور كان يدعو إلى الشراكة الوطنية وهو الكيان الوحيد الذي كان يضم في صفوفه أعضاء من طوائف وقوميات مختلفة حتّى في جناحه المسلح ( فيلق بدر).وبعد سقوط النظام المقبور كان المجلس الأعلى الإسلامي العراقي محور وأساس في بناء العملية السياسيّة وقد عمد إلى أشراك الجميع بغض النظر عن توجهاتهم أو قومياتهم أو مذاهبهم أو أديانهم، ولعب السيّد عبد العزيز الحكيم دوراّ مهماّ في توحيد مواقف العراقيين وجعل من مكتبه خيمة تجمعهم جميعاّ وتذلل الصعاب وتفكك شراك الأزمات، فكان السنة قبل الشيعة يلجئون إليه في إيجاد مخرج لأزماتهم وكذلك الأكراد قبل العرب والمسيحيين قبل المسلمين .. لقد استطاع عبد العزيز الحكيم أنّ يحتوي السنة العرب والأكراد من أجل خدمة المشروع الوطني منطلقاً من مبدأ الشراكة الوطنيّة الحقيقيّة التي هي أصل من أصول منهج شهيد المحراب المبارك.إنّ قيادة السيّد عزيز العراق للمرحلة الصعبة التي أعقبت سقوط النظام كانت مثالاً للموقف الوطني المشرف والذي يؤمن بضرورة توزيع الأدوار وإشراك جميع مكونات الشعب العراقي في أدارة البلد السياسيّة والتنفيذية والتشريعيّة، مهما يكن نسبة تمثيلهم النيابي مع مراعاة حجم الأغلبية التي تمتلك مساحة جماهيرية تعطيها الحق في الحصول على مواقع متقدمة عبر مشاركتها الديمقراطية في انتخابات حرة نزيهة.والمعروف عن المجلس الأعلى الإسلامي العراقي علاقته المعتدلة ومواقفه المحايدة مع جميع مكونات الشعب العراقي، وعدم وجود تقاطع مع احد حتّى في أشد الأزمات مما أعطاه المساحة الواسعة لإيجاد مخارج لحلّ المشاكل التي واجهت عمليّة التغيير عام 2003، فهو يرى ان الوطن هو وطن الجميع وأرضه بيت لكلّ العراقيين دون تمييز، والمواطن له حق على الدّولة يجب على كلّ من يتصدى لإدارتها أنّ يراه بدون تميز أيضاً, وخيرات البلاد هي ملك للجميع وليس حكراً لأحد، والشراكة تعني المواطنة وتعني الهوية المشتركة والشريان النابض الذي يغذي روح المحبّة والأخوة والتوافق من أجل بناء العراق وإخراجه من دوامة الأزمات بعد ما مضى على خلاصة من الطاغوت أكثر من تسع سنوات جرب العراقيين بها كلّ السبل من اجل الخروج من الأزمة، إلاّ أنهم لم يجدوا مخرجاً أفضل وأنسب من مخرج الشراكة الوطنيّة التي تضمن حقوق الجميع وهي من أهم مباني المجلس الأعلى في بناء الدّولة العراقيّة التي تقدم الخدمة للمواطن والعراقي كعراقي لا على أساس انتمائه القومي والديني والمذهبي, فبالشراكة الوطنية أصبح العراق يمتلك دستوراً دائماً وأصبح تداول السلطة سلميّاً عبر صناديق الاقتراع.
https://telegram.me/buratha