الحاج هادي العكيلي
بمناسبة الحملة العالمية للتعليم منذ بداية الطفولة استذكرت جدتي (رحمها الله )حيث كانت تعمل جيابة اي بمعنى (مولدة )ليس مولدة الكهرباء العاطلة صينية الصنع التي ملئت بيوتنا بسبب اولا عدم وجود كهرباء وطنية والسبب الثاني لرداءة الصنع .فهي مولدة اطفال ( قابلة مأذونة) فهي لاتعرف القراءة ولا الكتابة ولا توجد عندها اجازة لممارسة المهنة بل تعلمتها عن طريق الممارسة فكانت ادواتها التي تستخدمها الشفرة (موس الحلاقة )والصوف ولايوجد عندها القطن او المواد المطهرة .فكانت تذهب الى البيوت مشيا على الاقدام محملة ببعض الملابس القديمة التي قد تحتاجها اثناء الولادة وكذلك بعض المواد العطرية (اعشاب عطرية )تستخدمها للمساعدة المراة التي سوف تنجب .لم تفرض على احد ان يعطيها مبلغا من المال كما هو اليوم في حياتنا بل كانت تعطي من جيبها الخاص للمساعدة العوائل الفقيرة وما اكثر العوائل الفقيرة في يومنا هذا التي لم تجد من يساعدها على محنتها اتمنى ياجدتي لتظهري وترى حال الفقراء في عراقنا والميزانية الاتحادية 100 مليار دولار وفي وقتك لم ترين الدولار ابو (صلعه ).لقد كانت جدتي حينما تولد المراة وتنجب سواء كان المولد ولدا او بنتا تصلي على محمد وعلى ال محمد وتقوم بلف الطفل المولود ببقاية الثياب القديمة وتشربه بعض السوائل لمعرفة قدرة الطفل على الرضاعة ثم توجه ام الطفل الى رضاعته من ثديها لكي تدر الحليب الى طفلها ولكي ان يحصل على المادة اللزجة التي تدر من ثدي ام الطفل عند الرضعة الاولى له وقد اثبت العلم بان هذه المادة الصمغية لما لها من فوائد على صحة الطفل .واليوم نجد النساء يهيئن الحليب المجفف قبل الولادة سواء كانت المراة تعيش في الريف او المدينة واثبت الابحاث ان الطفل الذي يرضع من ثدي امه يكون سريع النمو وصحي ونادرا ما يصاب بالامراض .فكيف حال اطفالنا اليوم ؟؟!!!!!فكانت النساء القريبات من المراة التي تنجب يجبرن جدتي على كماط الطفل اي (لفه )بخيط معد لهذا الغرض يسمى (القماط )ولكن جدتي ترفض ذلك لاعطاء حرية الحركة للطفل ولكن النساء يصرن على كماطه لكي لايكون اعوج كما يعتقدن .ولكن القماط يعيق حركة الطفل يمنع حرية وهذه المفهوم تجسد في قوانين حقوق الاطفال بحرية الحركة والتعبير في الراي الممنوع عنه اليوم بسبب (اللهو )الذي يوضع في فم الطفل عندما يبكي دون معرفة الاسباب من قبل امه من اجل ان يسكت وهو مبدا حرية التعبير المعدومة عند الاطفال وخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة وما اثر هذه المرحلة على شخصية الطفل في المستقبل حيث يقال له اسكت بصوت عالي عندما يريد ان يعبر عن رايه واحيانا يضرب اذا عبر عن رايه بصراحه دون موافقة اهله .وبالمقابل يتعلم الطفل من اهله الاعتداء على الاخرين اي الاخذ بالاثار بدفع الطفل الى الاعتداء على الاخر بتشجيع من اهله من دون ان يتعلم لغة التسامح وكذلك يتعلم الطفل بعدم الاحترام المقابل حيث يتعلم الطفل (اتفل عليه )بمعنى ابصق عليه وهو اسلوب يدل على عدم احترام المقابل واظهار روح النزعة المتعالية والتكبر على اخرين منذ الطفولة او استخدام كلمات السب والشتم لدى الطفل وغيرها من العادات السيئة التي تؤثر على نشئة الطفل مستقبلا .فكثيرا من الممارسات كانت جدتي توجه بها ولكنها لاتعرف مفهوم الديقراطية ولا قوانين حماية الاطفال التي تسعى المنظمات العالمية من ارسائها على جميع اطفال العالم ومنها اطفال العراق .
https://telegram.me/buratha