غانم عريبي
كنا نظن ان السلوك البعثي انتهى من سجلات التداول الى غير رجعة وان لغة التخوين توقفت مع توقف عنق صدام حسين وهو يتدلى على حبل المشنقة عن الحركة..لكننا فوجئنا بعودة غير حميدة ورجعة غير محمودة لتلك اللغة واين.. على مقاعد مجلس النواب وتحت قبة البرلمان!.
كيف تسللت هذه المفردة تحت قبة البرلمان وكيف اندلقت على لسان احد النواب وكيف امكن لهذه المفردة (المقبورة) ان تتدلى على شفتي النائب الحر وهو يعلم علم اليقين انها ممنوعة من التداول وقد تكون ممنوعة من الصرف لانها لايمكن ان تصرف بسبب بشاعتها وكيف سالت دماء وانهار من الجثث على عتبتها ايام ماكانت كلمة (خونة) كافية لالحاق الاذى بفريق كبير ومهم في السلطة وهل هي الان غير كافية لالحاق الاذى بسمعة ومصداقية دماء زكية شكلت كتلا ومجموعات سياسية وقادت وتقود مسيرة مهمة وعملية سياسية قدمنا ولازلنا خلالها انهارا من الدم الزكي؟!.
من اطلق كلمة(خونة) امتداد سببي لهؤلاء الذين ملأوا قبور العراقيين بالجثث والضحايا وملايين المتضررين واللاجئين والهاربين والمقتولين والمذبوحين من النحر الى النحر والمتسللين في جوف الليل الى الحدود الايرانية بحثا عن ملاذ امن يقيهم من توحش الكلمة(خونة) قبل ان يقوا انفسهم من وحشية النظام وسيافه الواقف على الحدود!.
هنا لابد لي من كلمة قصيرة جدا .. كنت احسب ان العراق الجديد غير النظام القديم وان مجلس النواب الحديث الذي يمثل واحدة من اهم ثمرات الديموقراطية الوطنية يتمتع اعضائه بالزهد والتقوى اللغوية والنزاهة الثقافية والفكرية والسلوك الحميد وان هؤلاء الذين صاروا تحت قبة البرلمان كانوا من اتقياء الساحة العراقية وانبيائها ومفكريها وشبابها الوطني الذي قاد مسيرة كبيرة ومهمة قبيل الانتخابات لجهة تنزيه الذات ولعب دور مهم في تاريخ التجربة العراقية وتقديم انفسهم باعتبارهم ممثلين شرعيين للنظام الديموقراطي ..بسماعي لكلمة (خونة) وهي تنطلق من حنجرة احدهم صار لزاما علي انا المنتمي للسلطة الرابعة بشرف منذ 30 عاما ان اقول بان بعض هؤلاء الذين يجلسون تحت القبة لاعلاقة لهم بقبة البرلمان ولسوا ممثلين شرعيين للامة وللذين انتخبوهم قدر علاقتهم بالاجندة السياسية ومن يمسك باوراقها واسلحتها من قادة العملية السياسية وهم بنادق للايجار وليسوا برلمانيين احرار وان الامة العراقية اذا كان براسها خير كما يقول المثل العراقي فعليها طرد هؤلاء من تحت قبتها وليعلموا انهم يجلسون تحت قبة الامة وان الاستحقاق الذي يمثلونه لاعلاقة له بنزاهتهم الشخصية قدر مايعرف النائب الذي اطلق الكلمة واصدقائه في مهنة القتال بالنيابة عن الاجندات الحزبية والسياسية التي استقدمتهم انهم بنادق ايجار وليسوا قادة او نوابا ثوار!.
هذا على المستوى النيابي اما على المستوى الاخلاقي فالكلمة تعبير عن تباعد كبير في العلاقات بين الكتل السياسية واذا كانوا يتجاورون في المقاعد فهم متباعدون في الوشائج لايجمعهم الا الغل السياسي ولايوحد رايهم الا اقتراب الكلام عن سحب الثقة لا لشيء من هم وطني بل لان حجمهم السياسي و(الانتخابي) الذي انتزعوه بالاكراه من المغلوب على امرهم في مدن الصفيح والتنك سيكون اكبر من سابقه وقد تتشكل حكومة اكثر هشاشة من الحكومة الحالية بسبب من الية التعاطي بقوة المليشيات المسلحة مع ادارة الدولة وسنشهد في غضون السنتين القادمتين في حال انهيار حكومة الشراكة الحالية دولة تضج بالمليشيات وانصاف المتعلمين وسارقي قوت المحرومين باسم المستضفعين شقيقة بالتبني لجمهورية طالبان واخت صغرى لاقليم الفلوجة الثوري!.
وعلى كرات مسبحته (السندلوس) وحركة اصابعه الخائنة وهي (تلعب) بجهاز هاتفه الشخصي (الايفون) تكبر كرة الخيانة في صدره المفجوع بتاجيل التصويت على سحب او ابقاء الثقة بامين بغداد د.صابر العيساوي وتتكور اكثر كرات التخوين التي يقذف بها بقية النواب في محاولة لاثبات رغبة جامحة تستولي على عقله المليشياوي واميته السياسية الغارقة بالدناءة الفكرية ورغبة مماثلة تجتاح نزعة الالغاء المحمومة في اعصابه من ان البقية ليسوا الا قطاع طرق وهو الوحيد الذي لم يمارس (ربعه) لعبة تقطيع اثداء العراقيات في ال2004وسمل عيون العراقيين في مدن البؤس لالشيء الا لانهم عاينوا حقيقتهم وتجرأوا على قول كلمة (لا) لمحاكم التفتيش وهاهو اليوم ينبري كواحد منهم في محاولة لاقصاء الخصوم على قاعدة الاستهتار بالمفردات وقتل العروبة العربية ومسخ اللغة فما بعد محاكم التفتيش تحت قبة البرلمان الا التهويش!.
الخائن الوحيد في مجلس النواب من يطلق عبارات التخوين وهو المثلوم كالسيف الخشبي على عنق 3 عقود لم يعبأ بها العيساوي كان النائب الحر ابو(سبحة) تقدم بها قبل اشهر جريا على قاعدة استثمار الوظيفة البرلمانية لاغراض خدمة المذهب والجيب كصديقه الذي يجاوره في جنته اذ يقول له انا اكثر منك مالا وولدا وكانهم بذلك يستنسخون المثال القراني من موقع الجبهة البرلمانية الاسلامية والدفاع عن مذهب المرجع الاعلى الذي يتحدث عن هذا السباق المحموم على المال فيحاربون الناس لانهم لم يحصلوا على شيء من استثمار الوظيفة البرلمانية فاذا فشلوا ارتدوا على الناس نهشا وتخوينا واعتراضا باستخدام كل خيارات الحصانة النيابية واذا حدث ولم يحققوا النصاب القانوني تحت قبة البرلمان اتهموا الناس بالخيانة وليتهم يدركون عقوبة الخائن .. وكيف يدركونها وهم لايعرفون قيمة التخوين؟!.
اذا لم يؤدب البرلمان النائب ابو سبحة فان المجلس يكشف ظهره لبقية المسابح واذا لم يوقف بمكابحه المستثمرين وتجار العقود نواب اليوم فان مكابح الاخرين سترفع القبة من فوق قبة البرلمان ويتعرى العراق وتتعرى معه الحياة السياسية ولم يعد هنالك قيم حاكمة ومرجعية دستورية ولايبقى الا علوج التيارات المتوحشة يلوكون الكراهية كما يلوك البعير صبير الصحراء ويعاقرون خمرة العقود كما يتعاقر ابو جهل خمرة اخر الليل مع ابي لهب وهاهو الخلق القراني الذي وضع ابا لهب في سياق التقريع والادانة يضع هذا النائب وسبحته وايفونه وفمه المفتوح على (خدمة العقود والمذهب) في ذات السياق ويقول له ..تب فمك الذي اطلق كلمة التخوين على بقية زملائك النواب مااغنى عنك مالك وماكسبت ستصلى نارا ذات لهب!.
واذا كان هنالك من كلمة اخيرة فيمكن ان توجه لزعيم هذا النائب ..ان السعي لسحب الثقة عن المالكي يجب ان تكون مقرونة بسلوك متدين واعتدال في العلاقات مع القوى الوطنية وخطاب هاديء ومرونة سياسية مع بقية الكتل واذا كنت تريد الاتيان برجل من تيارك رئيس وزراء بديلا فعليك ان تؤدب نائبك المستهتر وتنتزع بنظام العقوبة المعمول به لديك كلمة (خونة) من فمه وقلبه وعقله المسكون ببقايا البعث البائد حيث كان ينتمي ويعمل ويشتهي فاذا قدرت على النائب ستكون على غيره اقدر والعكس صحيح.. في امان الله!.
https://telegram.me/buratha