الحاج هادي العكيلي
لما لموسيقى من تأثير على اغلب نواحي جسم الانسان وخاصة موازين خطواته ونوع السير الذي يسير به .فعندما كنا تلاميذ في المدرسة الابتدائية في السبعينيات من القرن العشرين كان الطبل والموسيقى هي الاداة التي نتعلم بها السير بشكل نظامي وفق نمطية معينة من السير في دروس التربية الرياضية.ومن الملاحظ ان الموسيقى هي التي تجعل السير بشكل منتظم لانها تعمل وفق نغمات موسيقية معينة تحافظ على النظام اثناء السير .واليوم مدارسنا تفتقد لمثل هكذا الالات موسيقية من اجل ان يتعلم تلاميذنا السير بانتظام مع الوقع الموزون الذي يتلائم مع تلك الموسيقى .مما اثر على واقع السير السياسي من وجود ازمات وتناحرات سببها عدم وجود الموسيقى السياسية التي تنظم سير عمل السياسيين وفق قواعد وبنود الدستور .فلكل يريد ان يسير باتجاه الذي يخدم مصلحته ومصلحة حزبه في الوصول الى السلطة فقسما منهم يسير وفق انغام الدستور واغلبيتهم يسير خارج انغام الدستور معللا السير وفق انعام الدستور لا تخدم مصالحه لذلك يضع في اذنيه قطنا لكي لايسمع الحان الحق اللهي والحق الوضعي وفق قوانين وضعية كتبها هو بنفسه واليوم لا يريد ان يطبقها لانها لاتخدم مصلحته في البقاء او المحافظة على كرسي العرش الملعون .وبعد ان ذهبت الالات الطبلية مع الريح وظهرت التسجيلات الصوتية الحديثة بدا كل مسؤول ان يختار نوع الموسيقى التي يرغب في سماعها حتى ولو كانت نشاز الى سماع الشعب العراقي المهم هو مرتاح ومحافظ على كرسيه يظهر بين الحين والحين على احدى الفضائيات بل اصبحت يوميا كل ثلاثة اوقات في الصباح قبل الفطور وفي الظهر قبل الصلاة وفي العشاء بعد تناول العشاء كما يوصف الطبيب الدواء للمريض .فلا توجد قناة فضائية او اذاعة او شبكة اخبار او صحيفة الا وتصل بها ليعلن عن موسيقاه الناشزه لاسماع الشعب العراقي مباركين له على كلمات اغنية (ما نطيها )التي اجتاز الطلب عليها اكثر من كلمات اغنية (لا) التي اوصل العازفين بها على الانهيار والضياع الى ابد الابدين ان شاء الله .ولكي ينتظم السير بشكل منتظم وفق قواعد الدستور ولكي نحافظ على المكتسبات التي تحققت بفضل التغيير يجب ان نختار موسيقى الدستور ونسير بها نحو بر الامان والا سيصبح السير عكس التيار متعبا اولاً الى الشعب العراقي وثانيا ضياع جميع المكتسبات التي تحققت .فلكل يجب ان يشارك في وضع النوطة الموسيقية التي نسير بها لكي لانحعل لغيرنا ان يضع لنا موسيقى سير حياتنا السياسية بعد ان اجتازينا كثير من الصعاب والمحن واعطى الشعب العراقي التضحيات والدماء في سبيل ان يكون مسارنا وفق نوطة موسقية واحدة يعزفها السياسيين ويرددها الشعب باعلى صوته (كفنا تناحراَ- كفانا تمزقاً كفانا تصريحات).وان لانتمسك بالمثل الشعبي (على رن الطبل خفن يارجليه )علينا ان نحسب خطواتنا التي نسير بها في جميع مجالات الحياة وان لاتقتصر السير بخطوات نحو الكرسي فقط بل ان يكون سيرنا بخطوات اقتصادنا وزراعتنا وصناعتنا وخدماتنا وكهرباتنا وغيرها من الخطوات التي تصب في بناء الدولة العصرية
https://telegram.me/buratha