غياث عبد الحميد
طالما يُمنّي العراقيون انفسهم ان تكون لهم علاقات حسنة مع الولايات الاميركية لما تتسم به الاخيرة من تطور "اسطوري" في شتى العلوم بفرعيها الانساني والمادي فضلا عن التطورات السريعة في النظم التكنلوجية والاقتصادية وفي مناحي الحياة المختلفة ، الا ان امانيهم اصطدمت بالفوضى التي خلّفها دخول القوات الاميركية للعراق وتحريره من الطاغية وزبانيته المتخلفين واصبحت نظرتهم الى الاميركيين تتمثل بهمر وعدوانية جندي لايفقه من حضارته العملاقة سوى الموت والدم والحقد العقائدي المعبأ به . لاشك ان العراقي تعرض في زمن النظام السابق الى عدة انكسارات جراء حروبه العبثية وسياسته الهمجية التي اطاحت بعدة اركان من منظومته الاخلاقية وازاحته عن التواصل مع محيطه الانساني القريب والبعيد ، الا ان التاثير الكبير برز عنده بعد عام 2003 ، بعد ان تخلت قوات التحالف عن تعهداتها تاركة مؤسسات الدولة عرضة للتخريب والسرقة لكل من هب ودب ، فضلا عن تخليها من التزاماتها في اعادة اعمار العراق موكلة الامر بيد السراق والانتهازيين والعملاء ، والانكى من ذلك منحت اميركا مواطنها بريمر الذي عينته حاكما مدنيا على العراق سلطات مطلقة استغلها بترسيخ اقذر الاليات ممثلة بالمحاصصة الطائفية التي خلقت لنا نظاما سياسيا يشكو الترنح من ضجيج المهاترات والمناكفات والمماحكات والانكفاءات على الخارج والتمترس في (درابين) الفرقة والانزواءات العرقية . ان اعادة اعمار الانسان العراقي وتهيئته نفسيا من خلال فعل وطني جمعي مشترك هو العامل الاساس الذي يعيد الامور الى نصابها الحقيقي ، وبما ان العراقيين غير قادرين على الخلق الذاتي الا من خلال مقود السياسي ، اذن عليهم ان يستدركوا اختياراتهم في الانتخابات المقبلة.
21/5/420
https://telegram.me/buratha