ابو هاني الشمري
ابن بطوطة غني عن التعريف ولد عام 1304 للميلاد في طنجة وتوفي في عام 1377 ميلادي في مراكش وله كتاب اسمه (تحفة النظار في غرائب الامصار وعجائب الاسفار) ورغم ان هذا الكتاب ملئ بالكثير من القصص غير الصحيحة والتي يطلق عليها حكايات سنتطرق لبعض منها لاحقا لكنه (اي الكتاب) خير شاهد على الاشياء التي حضرها هذا الرحالة بنفسه وذكرها للتاريخ ... لان ما شاهده يمكن اعتباره كدليل ولكن ما ذكره من حكايات منقولة فهي قابلة التأويل والرد والتحليل.يقول ابن بطوطة حينما يتطرق الى مروره بمدينة دمشق تحت عنوان (حكاية) الى النص التالي:
وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة تقي الدين بن تيمية كبير الشام يتكلم في الفنون. إلا ان في عقله شيئا. وكان اهل دمشق يعظمونه اشد التعظيم, ويعظهم على المنبر. وتكلم مرة بأمر انكره الفقهاء, ورفعوه الى الملك الناصر فأمر بأشخاصه الى القاهرة وجمع القضاة والفقهاء بمجلس الملك الناصر, وتكلم شرف الدين الزواوي المالكي وقال: ان هذا الرجل قال كذا وكذا, وعدد ما أنكر على ابن تيمية, وأحضر العقود بذلك ووضعها بين يدي قاضي القضاة وقال قاضي القضاة لابن تيمية: ما تقول ؟ قال : لا اله الا الله ... فأعاد عليه فأجاب بمثل قوله. فأمر الملك الناصر بسجنه فسجن اعواما. وصنف في السجن كتابا في تفسير القرآن سماه البحر المحيط. ، في نحو أربعين مجلدا. ثم إن أمه تعرضت للملك الناصر، وشكت إليه، فأمر بإطلاقه إلى أن وقع منه مثل ذلك ثانية...( وكنت إذ ذاك بدمشق، فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم. فكان من جملة كلامه أن قال: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ونزل درجة من درج المنبر)... فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء، وأنكر ما تكلم به. فقامت العامة إلى هذا الفقيه وضربوه بالأيدي والنعال ضربا كثيرا حتى سقطت عمامته، وظهر على رأسه شاشية حرير، فأنكروا عليه لباسها واحتملوه إلى دار عز الدين بن مسلم قاضي الحنابلة، فأمر بسجنه وعزره بعد ذلك. فأنكر فقهاء المالكية والشافعية ما كان من تعزيره، ورفعوا الأمر إلى ملك الأمراء سيف الدين تنكيز، وكان من خيار الأمراء وصلحائهم. فكتب إلى الملك الناصر بذلك،....وكتب عقدا شرعيا على ابن تيمية بأمور منكرة، منها أن المطلق بالثلاث في كلمة واحدة لا تلزمة إلا طلقة واحدة ومنها المسافر الذي ينوي بسفره زيارة القبر الشريف زاده الله طيبا لا يقصر الصلاة، وسوى ذلك ما يشبهه، وبعث العقد إلى الملك الناصر فأمر بسجن ابن تيمية بالقلعة، فسجن بها حتى مات في السجن. (انتهى)تعليق: يذكر ابن بطوطة انه حضر خطبة الجمعة حينما كان بدمشق وشاهد كيف ان ابن تيمية مجسما وكيف كان يصف نزول الباري عز وجل الى السماء الدنيا لاينكر ذلك على ان ابن تيمية مجسما الا شخص مكابر (لان ابن بطوطة شاهد عيان ولا ينقل قصته عن فلان عن فلان وانما كان مشاهدة مباشرة لهذا الشخص بما لايقبل الشك لانه يذكر بعد ذلك كيف ان رعاع الناس هجموا على الشيخ (المالكي) حينما اعترض على فعل ابن تيمية المشين بوصف الباري عز وجل.ابن بطوطة بلا شك يتعبد بأحد المذاهب الاربعة عدا التشيع والشيخ المعترض على ابن تيمية بلا شك يتعبد بمذهب مالك ... والناس الذين ضربوا هذا الشيخ هم بلا شك يتعبدون بأحد المذاهب الاربعة عدا التشيع.... والملك والقضاة الذين فضحوا ضلاله هم بلا شك يتدينون بأحد المذاهب الاربعة عدا التشيع .... فماذا يقول اتباع هذا المشبه المجسم المدعو ابن تيمية وقد شاهده شخص رؤيا العين وهو يفعل فعلته من على المنبر والشاهد ليس شيعيا لكي يتم تكذيبه... فلماذا هذا الكذب يا أتباع ابن تيمية حينما تدافعون عنه وهو بنفسه يصر على فعله امام كل المسلمين ليقول لهم جميعا((انا مجسم))!!.ابن بطوطة وفي نفس كتابه ينقل احاديث مكذوبة وبشكل اعمى عن الشيعة يعيد ترديدها اليوم بعض من اصحاب اللحى الحمراء والبرتقالية كالببغاوات وبلا تمحيص من على شاشات الحقد الطائفي الاعمى ... ومن بعض هذه الروايات الحادثة التالية التي يرويها عن مدينة الحلة العراقية عند تطرقه لمدينة الكوفة حيث يقول:(ثم رحلنا ونزلنا بئر ملاحة، وهي بلدة حسنة بين حدائق نخل، ونزلت بخارجها وكرهت دخولي لها، لأن أهلها روافض ورحلنا منها الصبح فنزلنا مدينة الحلة وهي مدينة كبيرة مستطيلة مع الفرات وهو بشرقيها، ولها أسواق حسنة جامعة للمرافق والصناعات وهي كثيرة العمارة، وحدائق النخل منتظمة بها داخلا وخارجا، ودورها بين الحدائق ولها جسر عظيم معقود على مراكب متصلة منتظمة فيما بين الشطين، تحف بها من جانبيها سلاسل من حديد مربوطة في كلا الشطين إلى خشبة عظيمة مثبتة بالساحل. وأهل هذا المدينة كلها إمامية اثنا عشرية وهم طائفتان: إحداهما تعرف بالأكراد والأخرى تعرف بأهل الجامعين والفتنة بينهم متصلة، والقتال قائم بمقربة من السوق الأعظم. (بهذه المدينة مسجد على بابه ستر حرير مسدول، وهم يسمونه مشهد صاحب الزمان، ومن عاداتهم أن يخرج في كل ليلة مائة رجل من أهل المدينة عليهم السلاح، وبأيديهم سيوف مشهورة. فيأتون أمير المدينة بعد صلاة العصر يأخذون منه فرسا مسرجا ملجما أو بغلة كذلك، ويضربون الطبول والأنفار والبوقات أمام تلك الدابة، ويتقدمها خمسون منهم ويتبعها مثلهم ويمشي آخرون عن يمينها وشمالها، ويأتون مشهد صاحب الزمان، فيقفون بالباب، ويقولون: باسم الله يا صاحب الزمان باسم الله اخرج قد ظهر الفساد، وكثر الظلم، وهذا أوان خروجك فيفرق الله بك بين الحق والباطل، ولا يزالون كذلك وهم يضربون الأبواق والأطبال والأنفار إلى صلاة المغرب، وهم يقولون: إن محمد بن الحسن العسكري دخل ذلك المسجد وغاب فيه، وأنه سيخرج وهو الإمام المنتظر عندهم) وقد كان غلب على مدينة الحلة بعد موت السلطان أبي سعيد الأمير محمد بن رميثة بن أبي نمي أمير مكة، وحكمها أعواما، وكان حسن السيرة يحمده أهل العراق، إلى أن غلب عليه الشيخ حسن سلطان العراق فعذبه وقتله وأخذ الأموال والذخائر التي كانت عنده. ثم سافرنا منها إلى مدينة كربلاء مشهد الحسين بن علي عليهما السلام .... )(انتهى).بينما ابن بطوطة يتكلم عن مروره بمدينة الحلة قاصدا كربلاء ينقل رواية لم يشهدها ولكن يقول من عادتهم ولم يقل شاهدتهم كما فعلها في ابن تيمية لانه يتكلم عن موضع سرداب الغيبة في سامراء فيضعه في مدينة الحلة وبشكل عجيب غريب يدل على جهل تام واستغباء فعله معه راوي الحكاية التي قالها لهذا الرحالة والذي وكما يبدو من طريقة سرده لهذه الحكاية المضحكة ان الراوي من اعداء شيعة اهل البيت عليهم السلام وبنفس الطريقة التي لاتزال حبكتها مستمرة حتى هذا اليوم.. فأين الحلة من سامراء !! ... وما اكثر ما نسمع هذه القصة العجيبة عن الشيعة الى اليوم رغم اننا نضحك على غباء هؤلاء الحاقدين.راوي القصة الى ابن بطوطة اوقعه في مشكلة كبرى تلاحقه ابد الدهر على ان الكثير مما نقله كان يعتمد على الرواية من اهل تلك المدن التي مر بها والقليل القليل منه يعتمد على مشاهدته الشخصية فقط والتي نثق بها رغم ان بعضها كان ينقله متأثرا بالهوى لا أكثر فهو حينما يذكر مروره بمدينة بئر ملاحة متوجها نحو كربلاء يذكر انه لم يدخل تلك المدينة لان اهلها روافض فبقي خارج المدينة حتى صباح اليوم التالي!!! فكيف عرف ان اهلها روافض وهو لم يدخلها!! وما هو الشئ الشنيع الذي منعه من دخول تلك المدينة رغم انه دخل الكثير من مدن الروافض وبقي فيها اياما كما يذكر في اماكن اخرى من رحلته كدخوله الى النجف وواسط وكربلاء والحلة وغيرها الكثير ... فهو يقول ان اهالي مدينة النجف شيعة امامية اثنا عشرية ولاشك ان الحلة كذلك فبماذا يختلف اهالي مدينة (بئر ملاحة) برفضهم عن اهالي المدن الاخرى بتشيعهم!!... انه الهوى ورفقاء السوء في السفر الذين معه هم الذين يصورون له تلك الحكايات الغريبة التي نقلها في كتابه ولم يشاهدها بأم عينه كما في قصة المجسم ابن تيمية.
https://telegram.me/buratha