المقالات

عندما تطالبكم المرجعية الرشيدة بالحل !!

493 20:38:00 2012-04-19

سعيد البدري

بدأت الأزمة السياسية في العراق تأخذ مناحٍ خطيرة بعد حالة التصعيد غير المسبوقة بين الأطراف السياسية الرئيسية في عراق ما بعد 2003، الديمقراطي الاتحادي على الورق فكلّ طرف من أطراف الصراع يعيش أحلامه ويحاول فرض متبنياته وأفكاره دون النظر إلى مصالح وهموم وخصوصيات الآخرين والأدهى أنّ الإطار العام الذي يجمع الفرقاء هو الشراكة الوطنية،في حين الأمر مختلف ومناقض تماماً لما هو مثبت ومعمول به على أرض الواقع من حيث إدارة الوزارات ومؤسسات الدّولة، ولعلّ الخلافات التي كانت قائمة بين العراقية ودولة قانون باتت هامشية في وقت كانت فيه أساسيّة وتنذر بشر مستطير لكنّ ما استجد بعد دخول إقليم كردستان على خط الأزمة وحرب التراشق الإعلامي عقد الأمور، وللأمانة فأن الخلاف الذي لم يكن متوقعاً بين طرف كردي وآخر شيعي بسبب ميل بارزاني لإنشاء دولة داخل الدولة خصوصا مع عودته خالي الوفاض من واشنطن التي لم ترحب بالتغيير داخلياً لعدم وجود بديل مناسب يوازن بين علاقته بها وبإيران كالمالكي كما رفضت أمريكا إعلان دولة كردية في ظل الأوضاع التي يعيشها الشرق الأوسط فيما يميل المالكي لتكريس سلطة المركز وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه في زمن الدكتاتورية البعثية ليضمن السيطرة المطلقة على مقاليد الأمور ويقلل من تأثيرات المنافسين لبرامجه التي يعتبرها طموحه وستجعل منه شخصا قويا خالدا كعبد الكريم قاسم، وهذان التوجهان أهملا الدستور وجعلاه وثيقة معطلة لا نفع منها ولا حاكمية، بينما يتحجج الطرفان بالعودة إليه لحل الأزمة, ان استمرار هذه الطريقة أو الحرب الكلامية وما تلاها من سباب وشتائم واستعراض عضلات استدعى ان تكون هناك تدخلات عاجلة لأطراف مؤثرة في العملية السياسية أو مؤسسة رشيدة يحترمها الجميع ويثق بحكمها ورؤيتها في الحل كالمرجعية الدينية العليا، التي أعلن المستشار المقال لرئيس الحكومة لشؤون كردستان عادل برواري ان المرجع الديني الأعلى الإمام السيد علي السيستاني قد كلف رئيس الجمهورية جلال طالباني بمهمة حل الخلاف الدائر بين بغداد وأربيل. مع ترحيب من قبل الرئيس بهذا التكليف كونه منطلق من حرص ووعي بحجم المشكلة ونوع الحل الذي جاء لإنقاذ البلاد والعباد الذين تعطلت حياتهم وقد تقاد الأمور وتسير باتجاه آخر لا تحمد عقباه، أن استمرت مثل هذه الخلافات في هدم ما تم بناؤه بعد تسع سنوات على سقوط الديكتاتورية البعثية المقيتة، لذا نرجو أنّ ينصت الجميع لصوت العقل ويجلسوا لحل مشاكلهم خصوصاً وان تشخيص المرجعية الرشيدة يصب في خانة الحل والحل فقط لأنها حريصة على مستقبل العراق بجميع أبنائه وبجميع أطيافه وهذا ما لا يحتاج إلى إثبات من احد أبداً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك