حيدر عباس النداوي
جرب السيد المالكي في السنوات التي تسنم فيها قيادة البلاد والعباد كلّ الوصفات والعضات والنصائح لدق آسفين المشاكل وخلق حالة من التمرد بينه وبين كل ما هو صحيح ومنطقي من اجل الوصل إلى حالة الثمالة في التفرد لقيادة البلاد وإخضاع الجميع إلى سطوة حكمه المتهالكة".وآخر ما إجادة به قريحة السيّد المالكي وباستشارة من مقربيه هو التطاول على مقام المرجعية الدينية المقدسة في النجف الأشرف وبطريقة مفضوحة تكشف عن حالة من ردة انفعال هستيرية من تلك الحالات التي يتعامل بها البلطجية والفوضوية بسبب عدم استقبال المرجعيات الدينية للسيّد المالكي أثناء زيارته الأخيرة للنجف الأشرف".وكان على المالكي ان يقرأ الرسالة بهدوء وان يتعامل بها بطريقة حكيمة تصحح الأخطاء بدل ان يعلن الحرب ويحترق بها هو قبل الآخرين او قبل ان تصل شررها إلى الآخرين لأن من هم أعظم خطرا و أكثر تجبراً في الأرض لم يستطيعوا أنّ ينالوا من المرجعية الدينية على مرّ العصور".والشيء الأهم من كلّ ما يمكن ان يقال هو انه لولا المرجعية الدينية في النجف الأشرف ومع كل ما تحملته من مصائب وهموم وتعدي من قبل المعادي والموالي لما وصل المالكي وقائمته إلى نعمة الترف وسدة القيادة في الحكم".على المالكي أنّ لا يذهب بعيداً في قياس قوة التحمل وسعة الصدر وان لا يقارن المرجعية الدينية بما يجري على الساحة السياسية من مهاترات بينه وبين خصومه الافتراضيين يندى لها جبين كلّ إنسان غيور يفترض ان تكون مهمته فيها خدمة أبناء شعبه لا خلق المشاكل واستدامتها ،وعليه ان يعلم إنّ سيف المرجعية حاسم وقاصم وقد اعذر من انذر".نقول باختصار ان المرجعية الدينية في النجف الأشرف ليست القائمة العراقية او التحالف الكردستاني او المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أو البنك المركزي أو مجلس القضاء الأعلى، حتّى تريد ان تجرب حظك معها مع التقدير والاحترام لكلّ هذه المسميات، ان المرجعية الدينية هي مسألة حياة أو موت بالنسبة لنا كشعب أدمن تقديس علمائه ومراجعه وللأسف ان محاولة جس النبض ومحاولة تكميم الأفواه وما تلاها من إعلان الطاعة والولاء كانت مسرحيّة هزيلة لم يتمكن السيّد المالكي ان يكون فيها كومبارس مبتدأ".
https://telegram.me/buratha