احمد عبد الرحمن
حتى لانذهب بعيدا ، يمكن القول أن جوهر المشكلة الامنية هو غياب الدور الحقيقي والفاعل للحكومة وانشغال شخوصها بالتنافس والصراع على المناصب والمواقع والامتيازات. وهذا ما اكده مسؤولين امنيين وسياسيين في الدولة حينما عزوا التراجع الامني الى الوضع السياسي غير الطبيعي، الذي لم يعد خافيا في مجمل جوانبه عن ابناء الشعب العراقي.والعمليات الارهابية التي حصلت صباح هذا اليوم الخميس، في محافظات بغداد وديالى وصلاح الدين والانبار تمثل مصاديق ومؤشرات ودلائل حقيقية وصارخة على التدهور الخطير في الاوضاع الامنية، وعلى عجز الحكومة ومؤسساتها الامنية عن المحافظة على ارواح الناس ودمائهم.ليست هذه هي المرة الاولى التي تقع فيها عمليات ارهابية من هذا القبيل، بل انها لم تكن الثانية ولا الثالث ولا الرابعة. ونفس الشيء بالنسبة لعمليات ارهابية اخرى وقعت بأساليب ووسائل وادوات مختلفة،.والمشكلة هنا تكمن في ان الاجهزة الامنية والعسكرية رغم انها خبرت كل وسائل الجماعات الارهابية لتنفيذ عملياتها، الا انها مازالت عاجزة-او لنكن منصفين غير فاعلة بالقدر الكافي-لكبح جماح الجماعات الارهابية وسد الثغرات التي يمكن ان تنفذ من خلالها. والانكى من ذلك هو ان قادة ومسؤولين امنيين كبار نسمعهم ونشاهدهم عبر وسائل الاعلام يحذرون من عمليات ارهابية يمكن ان تستهدف او هذه الشريحة او الفئة، او تلك المؤسسة الحكومية ، وبعد التحذيرات بوقت قصير يقع المحذور، حتى ليتساءل المرء .. اذا كانت القيادات الامنية تمتلك المعلومات ولم تتخذ الاجراءات الاحترازية لمنع وقوع العمليات الارهابية، فمن يفترض به ان يقوم بذلك، هل المواطن المغلوب على امره الذي بات يعاني الامرين في ظل الاوضاع الامنية والسياسية والحياتية السيئة للغاية؟.وابسط واقرب دليل على فحوى التساؤل الانف الذكر .. هو ان قيادات عمليات بغداد اعلنت في اوقات عديدة ان لديها معلومات عن مخططات لتنظيم القاعدة الارهابي لاستهداف اماكن ومؤسسات معينة ، وبالفعل بعد وقت قصير يحصل ما تتوقعه وتحذر منه، وهذا دواليك، ليظهر من يبرر ويدافع مثل اللواء قاسم عطا واضيف معه السيد عدنان الاسدي الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية وغيرهم من اصحاب المواقع والمقامات العالية، والمواطن المسكين ينزف دما ودموعا ويطلق اهات وحسرات تصل الى السماء.
https://telegram.me/buratha