( بقلم : باسم العلي )
ان العمليات الإرهابية والإجرامية التي شهدتها بغدادنا الحبيبة لم تفرق بين عراقي و آخر لان لا المفخخات ولا العبوات الناسفة ولا الهاونات ولا الصواريخ ولا إطلاق الرصاص العشوائي في الأماكن العامة لها القدرة على التمييز بين ضحاياها. أما تدمير البنية التحتية للخدمات العامة من ماء وكهرباء ووقود فإن نقصها يؤثر على عموم الشعب العراقي وبدون استثناء. كل ذلك من اجل نشر الرعب بين المواطنين وإذلالهم بقوة السلاح لكي يقبلوا بتسلط الإرهابيين والمجرمين على مقاليد البلد لكي يرجع العراقيون عبيدا وكما كانوا في العهد المباد. كانت هنالك حواضن لبعض الإرهابيين في مناطق محددة من العراق ظن أهلها انهم معزولين عن الأذى أو إذا أصابهم شيء من الأذى فهو في مصلحتهم ولكن بمرور الزمن انكشفت لهم الحقيقة بسبب الممارسات السيئة لهؤلاء الإرهابيين الذين بدلا من ان يكونوا عونا لمن آواهم ونصرهم اصبحوا نقمة عليهم.لقد تعب المواطن العراقي بصورة عامة والمواطن البغدادي بصورة خاصة من حالة اللا أمن واللا سلام و الاحتقان الطائفي الذي هو دخيل على مجتمعنا العراقي, ان سياسة العنف اللامحدود والسيطرة بقوة السلاح والترهيب الذي يؤمن بها هؤلاء الإرهابيون كانت واحدة من الأسباب التي جعلت الجماهير البغدادية ترفض جميع هؤلاء الإرهابيين من كل أطياف الشعب العراقي. ان هؤلاء الإرهابيين وبحجة محاربة قوات الاحتلال لإجبارها على الخروج من البلد قد صبوا جام غضبهم وعملوا بكل ثقلهم لمحاربة و إرعاب الشعب العراقي بكل طوائفه وقومياته وهجٌروا الملايين من مناطقهم أو وطنهم فمنهم من يعيش في الغربة خارج الوطن ذليلا محتقرا متوسلا ومنهم من يعيش في داخل البلد معوزا ومشردا. لقد ظهرت بوادر اندحار هؤلاء الإرهابيين منذ ان بداء شيوخ و أبطال و شرفاء ونجباء الأنبار بالخروج من صمتهم و أعلنوها صوتا مدويا ان لا للتفرقة بين أبناء الشعب الواحد وان لا للطائفية وان لا للعنصرية وان لا للأجانب الذين يزرعون الموت والدمار في كل العراق وحتى في الأنبار, فشكل هؤلاء العراقيين الأصيلين قواتهم لدعم الحكومة الوطنية ودحر قوى الشر والدمار وبتوفيق من الله عز وجل تم تطهير محافظة الأنبار من تلك الزمر التي عاثت في الأرض فسادا, وهاهو مجلس إنقاذ الأنبار يقدم الخدمات التي حُرمت منها هذه المحافظة الكبيرة بسبب الإرهاب والإرهابيين الذين أرادوا لها ان تتأخر عن بقية محافظات القطر وان تعيش في القرون الوسطى. ولقد برز رجال دين من كل محافظات القطر يدافعون ويدعون إلى نبذ الطائفية والعنصرية والى ضرورة التآخي بين جميع أفراد الشعب العراقي الواحد الموحد.. ولقد حرٌموا الدم العراقي.. من كل ما تقدم نستنتج النقاط التالية:أولا ان الزمر الإرهابية المجرمة والضالة قد فقدت مصداقيتها (إذا كانت لها واحدة) من جميع مكونات الشعب العراقي.ثانيا ان الشعب العراقي قد تعب من الظروف التي خلقها الإرهابيين لتفرقته, وبذلك ابطل هذا الشعب الصابر البطل بحق وحقيقة أكذوبة الإرهابيين في حماية السنة أو الشيعة بعد ان أدركوا ان جل عمل الإرهابيين منصب على تحقيق مصالح شخصية ومصالح أجنبية لا تعود للمواطن العراقي بأية فائدة.ثالثا لم تنجح محاولات هؤلاء الإرهابيين في تحقيق غرضهم في بناء جدار عازل بين مكونات المجتمع لكي يؤسسوا قواعدهم على جانب من ذلك الجدار لكي تكون نقطة انطلاق وحاضنة لعملياتهم الإرهابية, ان سبب فشلهم هذا يعود إلى ان العراقيين والبغداديين بصورة خاصة لا توجد بينهم فوراق طائفية بسبب اندماج العوائل السنية والشيعية مع بعض.. فكيف للولد ان يقتل أو ينفصل عن خاله أو عمه.. أما عشائرنا فتجد في العشيرة الواحدة من هو سني ومن هو شيعي.ان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وتحقيق المصالحة الوطنية و السيادة كانت اللبنة الأولى في طريق تحقيق وفاق وطني على مستوى السياسيين والكتل السياسية وبصورة خاصة المعتدلين منهم. ونتيجة لذلك فلقد (ولأول مرة) تمكنت الحكومة العراقية من الإمساك بزمام الأمور الأمنية, فهي التي خططت وقادت ونفذت خطة أمن بغداد, أما قوات التحالف فاصبح دورها مساندا. كما ان الحكومة تريد استعمال سياسة العصا و الجزرة بإعلانها ان الباب مازال مفتوحا لكل من يريد ان يترك السلاح ويشارك في العملية السياسية, بالإضافة إلى وعودها بتسريع تنفيذ مشاريع إعادة الأعمار وبصورة خاصة في المناطق المنكوبة.اني أدعو جميع المغرر بهم من العراقيين الذين يحملون السلاح بان يتركوا أسلحتهم ويرجعوا مواطنون صالحون ويعيشوا مع أبناء وطنهم بأمن وأمان. لقد خذلوهم قادتهم فمنهم من يعيش في بحبوحة خارج العراق ومنهم من هرب أو يفكر بالهروب بعد ان تحقق الخطة الأمنية أهدافها بالخلاص من كل قوى الإرهاب في عموم الوطن. فتكونوا وكما انتم الآن أمام المدفع ولوحدكم بعد ان يهجركم قادتكم. هنالك شواهد كثيرة في العالم تثبت ما أقول وربما في القصة التالية مثال على ذلك:"كان لي صديقا سوريا وكان قد تخرج توا من الكلية العسكرية وتعين ضابطا في الجيش السوري( قبل ان يستلم حافظ الأسد الحكم), وفي أحد الأيام جاءه آمره وكان في رتبة عقيد وقال له "فاروق انك ضابطا جيدا وأنا اعتمد عليك واحبك واثق بك و أريد ان أزورك في بيتك" فأجابه صديقي بالقول أهلا وسهلا وحددوا وقت الزيارة.. لقد ظن فاروق بان آمره ربما يريد ان يتزوج أخته.. وجاء اليوم فزاره ذلك العقيد بصحبة ضابطا كبير آخر وبعد تناول العشاء قالوا له " نحن نثق بك ونريد ان نطلعك على أمرا غاية في السرية ألا وهو اننا نريد ان نعمل انقلابا عسكريا ونود ان تشارك في هذا الانقلاب ونعدك بأنك سوف تترقى بسرعة ونعطيك منصب جيد" .. فلم يتوانى بالرد بالإيجاب وطلب منهم ان يعلموه بواجبه فقالوا له "بمجرد ان تسمع بأننا سيطرنا على الإذاعة ترسل لنا تعزيزات عسكرية".. وجاء ذلك اليوم وبالفعل استمر في إرسال التعزيزات إلى الانقلابيين ولكن بعد فترة رأى جميع الضباط الذين معه يتراكضون في اتجاهات مختلفة وعندما سال أحدهم ما الخبر؟ قال له "لقد فشل الانقلاب".. فاخذ رشاشته وهرب لا على التعين.. خرج من المعسكر ولكن أطلا قات النيران تبعته وأصابته في رجله ولكنه تمكن من الوصول إلى مزرعة قريبة فرآه الفلاح وقال له تعال واختبأ عندي.. ولكن بعد فترة من الوقت ذهب ذلك المزارع واخبر عنه, فأحاطوا به من كل جانب و أسروه و أشبعوه تعذيبا ولم يتركوه إلا وهو مشوها ونصف معتوه.. وربما يسأل سائل ماذا حصل للضباط الذين قادوا الانقلاب!!! عندما خطط قادة الانقلاب فكروا بأمرين: ان نجحوا كيف يوزعون الخيرات بينهم وان فشلوا كيف يهربون وفي الوقت المناسب.. وبالفعل تمكنوا من الهرب ولكن فاروق و أمثاله لم يعرفوا بخطة الهروب فلذلك لقوا ما لقوا نتيجة مغامرتهم".في الختام ليس أمام الشعب العراقي وبكل طوائفه وقومياته كما انه ليس أمام السياسيين والكتل السياسية وليس أمام أمريكا أي خيار غير خيار النصر فلذلك ترى الجميع يقولون هذه آخر فرصة والمعني بها إنها آخر فرصة لكي يبقى العراق حرا,كريما, سالما, معافى, متطورا وموحدا... نصر الله ووفق قواتنا الأمنية بجميع تشكيلاتها وصنوفها والتي ضحت وتضحي وسوف تضحي من اجل بغدادنا الحبيبة ووطننا المفدى العراق.
باسم العلي
https://telegram.me/buratha