عون الربيعي
ربما تكون نوايا بعض المسؤولين بالأخص الأمنيين في الدولة العراقية حسنة لتلافي تأثيرات التراشقات السياسية والإعلامية التي ربما تنعكس على الواقع الأمني في الشارع العراقي، لكن المطلوب دائما في مثل هذه الإحداث خصوصا في التعامل مع الدول والحكومات هو عدم التنازل لدرجة يمكن ان تضعف الطرف العراقي وتفسح المجال أمام التأويلات وحسابات النوايا غير الحسنة، وللحديث عن هذا الموضوع ومناسبته لابُدّ من تسليط الضوء على زيارة مستشار الأمن الوطني فالح الفياض إلى تركيا، التي قام بها مؤخرا في ظل ارتباك واضح بعلاقة العراق مع حكومة تركيا التي تمادت في تصريحاتها ونصبت نفسها مدافعا عن لون عراقي معين قابله تصريحات مشابهة لرئيس الحكومة العراقية وعدد من نواب كتلته وهنا لابد من كشف ما جرى في هذه الزيارة وتأثيراتها على علاقة البلدين مستقبلا وهل كان توقيتها مناسبا بعد طرح السؤال التقليدي لماذا تأزيم المواقف مع دول الجوار ومن ثم السعي لكسر الجمود وهل استبق الفياض الموعد بإيعاز مباشر من المالكي لقطع الطريق امام الهاشمي الذي يحمل تصورات سعودية وقطرية عن مستقبل دوره في العراق الذي انيط بتركيا تفعيله والسعي لتثبيت واقع جديد خصوصا ان تشكيل قائمة الهاشمي (العراقية) كان بمباركة وجهد دبلوماسي وتعبوي تركي واضح حيث جرى جمع الأضداد واستبعاد بعض الشخصيات السنية المعتدلة ولعل مطالبة وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو كانت تهدف للتصعيد قليلا حين طالب الفياض بموقف صريح من القضية السورية التي ادعى ان العراق بموقفه الحالي يسهم في قتل السوريين عبر السكوت عن جرائم الاسد على حد تعبيره، فيما جاءت مطالبته الأخرى بالإفراج عن عدد من المواطنين الأتراك الذين اعتقلوا في كربلاء هامشية لعلمه بان حسن النية العراقية التي يتمتع بها الفياض ستستجيب دون قيد او شرط كيف لا وهو مهندس اطلاق سراح القتلة والمجرمين من امراء القاعدة السعوديين وبعض مواطني دول الخليج، السؤال يعاد هنا مع التركيز على قضية جوهرية لابد من طرحها بصراحة مطلقة وهي لماذا التنازل ولماذا التصعيد ومن ثم تقديم التنازلات السخية وغير ضرورية لاحتواء الموقف.والدخول في مقايضات لا جدوى منها لأنها لا تقدم ولا تؤخر فلا تركيا تتخلى عن الهاشمي ولا سلطة للعراق على الأسد الذي لم يُدعَ أصلا لقمة بغداد فيما يبقى موقف الحكومة من ملف سوريا موقفا وطنيا مرتبط بمخاوف مشروعة من قدوم نظام متشدد يستعدي الشعب العراقي إننا في الوقت الذي لا نشكك بحسن نوايا السيد الفياض في هذا الموضع تحديدا ندعو إلى وضع منهجية واضحة وإستراتيجية وطنية في التعامل مع الملفات الداخلية والخارجية لأننا سئمنا التعامل مع الأمور على أساس رد الفعل فان تكون صوت نفسك أفضل ألف مرة من ان تكون صدى لصوت غيرك هكذا يجب ان نتعامل وهكذا يجب ان تسير الامور يا سيدي الفياض مع احترامي.
https://telegram.me/buratha