المقالات

معركة الشرفاء خارج الأضواء /

566 10:23:00 2012-04-18

حافظ آل بشارة

اللهم ارحم الاعلاميين ، فقد وقعوا بين المطرقة والسندان ، فان ذكروا الحكومة بخير شتمهم الناس ، وان حاولوا الفرار من غضب الشارع وذكروا الحقيقة عن عذاب العباد وفقرهم وبطالتهم وكهرباءهم وحصتهم عاتبتهم هواتف الحكومة ، أصبح حالهم كحال النابغة الذبياني مع النعمان بن المنذر وقد استسلم لغضبه قائلا (وانك كالليل الذي هو مدركي وان خلت ان المنتأى عنك واسع) ، من يستطيع الهرب من ليل الحكومة ، لابد للاعلام المؤمن بالعملية السياسية ان يتواصل مع الحقائق بأمانة ؟ بوسع رجال الحكومة الجلوس في المقاهي ، او التجول في الاسواق ، او زيارة سكان الاكواخ متنكرين ليسمعوا كلام الناس بلا وسطاء ؟ الاهالي متفقون على القول بأن ساسة البلد منشغلون بالصراع السياسي وقد اهملوا كل شيء ، هناك نواب وحكوميون يؤكدون القضية نفسها ، الناس لا يكرهون نوابهم ولا وزراءهم ولكن يطالبون بحقهم ، شيخ عشيرة قال لمراسل : ان السياسي انسان ، والانسان مخلوق محدود القدرات اذا انشغل بشئ غابت عنه اشياء ، فالجماعة انشغلوا في صراعاتهم ونسوا مشاكلنا ، ثم قال (وقد بدأ المراسل يرتجف ويتلفت) : ان اعمال الدولة تراجعت كثيرا في هذا البلد ، فانت لا تستطيع ان تنجز شيئا من امورك الا بالرشوة العلنية ، الدوائر لا تمتلك الرغبة الطوعية في خدمة الناس مع انها تعمل باجور ! وهنا انهى المراسل اللقاء وانصرف اسفا وهو حزين ، صحيح ، جهود مكافحة الفساد تراجعت ، المشاريع المختلفة تباطأت ، وسائل الاعلام اصابها الملل من توجيه النقد لانه اصبح صرخة في واد ، لذا أقترح رسالة اعلامية بديلة وهي تشجيع حالة التكيف الاجتماعي مع هذا الوضع ، ثم تشجيع المبادرة الفردية ، والعمل التطوعي الذي يصنع المعجزات ، الشرفاء حاضرون في كل مكان ، ومبادراتهم مستمرة لخدمة بلدهم ، المبادرة الفردية تحل محل المبادرة الحكومية ، كل يوم يسجل الشرفاء مواقف رائعة فلا يذكرهم أحد ، الفاسدون وحدهم يملأون الشاشات ، اجعلوا الشرفاء المضحين تحت الأضواء ، عسكريون ابطال يحبطون محاولات تفجير كارثية يوميا ، اداريون ابطال يركضون لانجاز معاملات المواطنين يوميا ، اطباء ابطال يسارعون الى انقاذ مئات المرضى بجهد شخصي يوميا ، عمال وكسبة يبحثون عن لقمة الحلال يتصببون عرقا ويعودون مكدودين تئن كل خلية في اجسادهم لا يشكون عذابهم لأحد يوميا ، مقابل هذا المعسكر الفدائي يستغل الفاسدون من حثالة البلد غياب الاجهزة الرسمية او ضعفها ليواصلوا سرقة الاموال وتعذيب المستضعفين ، سباق غير مرئي بين الصلحاء والفاسدين لاملاء الفراغ ، أين الاعلام ولماذا لا يسلط الاضواء على هذه المعركة ؟ امجاد الأمم وقدرتها على البقاء تقاس بعدد المبادرين المتطوعين وما يسجلونه من نجاحات ، فأؤلئك هم الوارثون . الأمة الحية الخالدة ينتصر فيها الشرفاء ، والامة السائرة الى الانقراض ينتصر فيها الفاسدون ، فاين الاعلام ؟

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم بلشان التميمي
2012-04-19
استاذ حافظ ال بشارة بعد السلام ومزيد الاحترام الاعلام موجود والدليل صوتك الشريف وكلماتك كلمات الحق والصدق ولكن كما ذكرت انت سيدي الكريم ( وسائل الاعلام اصابها الملل من توجيه النقد لانه اصبح صرخة في واد ) لك مني كل تقدير واحترام سيدي الكريم قاسم بلشان التميمي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك