بقلم : الدكتور عادل عبد المهدي
اطلق سراح الاستاذين فرج الحيدري رئيس المفوضية العليا للانتخابات وكريم التميمي عضو مجلسها..
بكفالة بعد اعتقال استمر 3 ايام.. بتهمة يقول الحيدري انها تتعلق باعطاء مكافئات مجموعها 450 الف دينار، لا غير، لموظفين انجزوا معاملة اراضي منتسبي المفوضية. وقع الخبر وقع الصاعقة، وأثار القلق والاستغراب.. فاذا صحت التهمة، فيجب اعتقال الشعب كله او غالبيته.. فبدون مُرتَشى لا يوجد مرتشي.. ومسؤولية الجريمة واحدة أكانوا موظفين او مواطنين او اجانب، لا فرق. فما تسجله التقارير المحلية والاجنبية، وما نسمعه ونشاهده ان القاعدة ان لا شيء ينجز ويتحقق دون دفع شيء ما، والعكس هو الاستثناء.. التعيينات والترفيعات..والاجازات والتحويلات والمعاملات والمقاولات..واغلاق ملفات وفتح اخرى.. والضرائب والنفط والكهرباء والماء والعقاراتوالتجاوزات، لا شيء اطلاقا.. والمكافئات الكبرى للقضايا الكبرى.
ليس هناك اخطر من غياب القانون سوى تسييسه واستغلاله انتقائياً لغير اغراضه.. والفساد لن يُحارب بملاحقة الفلس وتغافل الدينار، والتمسك بالشكليات واهمال الاساسيات. لن يُحارب الفساد ما لم تصوب القوانين والاجراءات وفق الضوابط الدستورية، لا الاجتهادات الفردية..وما لم يتمتع القضاء بالكفاءة والنزاهة والاستقلالية.. وما لم يمارس مجلس النواب دوره التشريعي والرقابي كاملين..وما لم توفر الحكومة الوسائل البديلة لضمان حقوق الناس ومصالحها.. وتوفير الحلال لمنع الحرام، وتيسيير الاجازة والمسموح لمنع المخالفة والممنوع، وعدم جعل الولاء السياسي مقياساً للاخلاص والنزاهة والكفاءة، ليقف المواطنون امام دولة الخدمة العامة سواسية لا فرق بين غني وفقير.. حزبي ومستقل.. من هذه القومية او الطائفة.. والا سنصبح كالذي سأل عن حكم قاتل الذبابة في الحرم.. فقيل له.. من اين؟ قال من العراق.. فاجابوه اتقتلون الحسين ريحانة رسول الله وتسألون عن قتل الذبابة؟ فكيف يعتقل اشخاص بهذه المكانة في اخر ايام الاسبوع وفي نهاية الدوام الرسمي، بحيث يتعذر الطعن وكفالة المتهمين.. وهل الاعتقال ضرورة للتحقيق.. وكأن المقصود التخويف والترعيب وازاحة البعض وتنصيب اخرين.فكيف سيثق الناس بعد اليوم بالمؤسسة التي اولاها الشعب ثقته عبر مجلس النواب.. وهل المقصود تسقيط المفوضية لنعيد نفس سيناريو الهيئات الاخرى.. فيبقى الموقع شاغراً، فيزاح الاصيل لينصب بالوكالة موالون يُفقدون المؤسسة استقلاليتها وحياديتها، مما سيشكل اخطر طعنة لاهم منجز تحقق، وهو الانتخابات.. التي ان سقطت شرعيتها فستسقط معها كل الشرعيات.
https://telegram.me/buratha