المقالات

التمترس وراء الصدر

706 08:08:00 2012-04-17

الحاج هادي العكيلي

لازال فكر الصدر وتعاطية مع الظواهر حياً ،وكم يحتاج الامر منا قراءة منهجه حين نتعامل مع الاسلام وباي روح وباي طريقة لان الصدر نتاج العقيدة لانتاج نفسه .فقد فهم بعضنا بان الصدر حسب ماتمليه عليه ثقافته بانه قوة عملاقة في الفكر الاصولي والفقهي واسس لمدرسة اصولية فاخذ هذا البعض يتقمص هذه المدرسة ويبحث في اصولها ومبانيها ليكون هو الامتداد الاصولي لهذه المدرسة ،وبالتالي الادعاء بانه هو المرجع المؤهل والوريث لاقوى فكر قد انتجه الصدر .وقد فهم البعض ان الصدر كمفكر اكاديمي كبير محاولا بذلك ان يقطع من تراثه جانبا ينسجما مع تطلعات حزبه او تياره اوجماعته لينتهي بنظريات استثنائية قد اكتشفها دون غيره ليوضبها في حياته السياسية .ونجد اليوم كم هم الذين تمجدوا بفكر الصدر حسب معيار القرب والبعد من شخص الصدر ،والبعض استخدم الصدر كقوة رمزية لحركته واطرها بقداسته ليجعل منه رمزاً فوق الطبيعي .والبعض جعل من الصدر ظاهرة لحزبه واستخدمه كقوة لضرب الخصوم المناؤين وتخندق وراءه ليبرر لشتائمه وانفعالاته من خلال التمترس وراء الصدر .والبعض استخدم الصدر كأداة لاستبعاد الاخرين سياسياً من خلال الاستحواذ على تراث الصدر وكأن تراثه وقف عند جهة لايحق للاخر اعادة طبعه الا بأذن الورثة .لذا يمكن القول ان التبعيض والتجزئة لمنهجية الصدر كان سببه عدم فهم الاسلام كما فهمه الصدر نفسه .فقد ندد الصدر بممارسات النظام البعثي وافتائه بحرمة الانضمام لحزب البعث موجها ابناء الشعب العراقي بمختلف فئاته للانتفاض على ممارسات السلطة القمعية ،حتى انه افتى بحرمة الانتماء لحزب البعث حتى لو كان الانتماء صوريا واعلن ذلك على روؤس الاشهاد فكان المرجع الوحيد الذي افتى بذلك وقال كلمته المشهودة ((لو كان اصبعي بعثيا لقطعته ))والبعثيون يصولون ويجولون في جميع دوائر الدولة بحجة المصالحة الوطنية ضاربين عرض الحائط قرارات المسألة والعدالة من اجل التشبث بالكرسي وهم يتمترسون وراء الصدر .ويعتقد الصدر باهمية وضرورة اقامة حكومة اسلامية رشيدة تحكم بما انزل الله عز وجل تعكس جوانب الاسلام المشرقة وبناء الحياة الانسانية النموذجية ،بل وتثبيت ان الاسلام هو النظام الوحيد القادر على ذلك ،وقد اثبتت كتبه ومنها كتاب ((اقتصادنا )) وهي دراسة موضوعية مقارنة تتناول بالنقد والبحث المذاهب الاقتصادية للماركسية والراسمالية والاسلام في اسسها الفكرية وتفاصليها .و الان نجد البلد يسير باي اتجاه اقتصادي هل هو على الاقتصاد الاشتراكي كما كان في النظام البائد ام ان على الاقتصاد الراسمالي كما يريده المحتل والملاحظ عليه انه خليط بين الاقتصاد الاشتراكي والاقتصاد الراسمالي بعيدا كل البعد عن الاقتصاد الاسلامي . وهم يتمترسون وراء الصدر .وكان يعتقد ان قيادة العمل الاسلامي يجب ان تكون للمرجعية الواعية العارفة بالظروف والاوضاع المتحسسة لهموم الامة وامالها وطموحاتها والاشراف على ما يعطيه العاملون في سبيل الاسلام في مختلف انحاء العالم الاسلامي من مفاهيم ((وهذا ماسماه السيد الصدر بمشروع المرجعية الصالحة )) واليوم يقومون بسحب الحمايات من تلك المرجعيات . وهم يتمترسون وراء الصدر .ومن حديث رسالته الى طاغية العصر صدام ((تريدون مني ان ابيع الحق بالباطل وان اشتري الله بطاعتكم وان اسخطه وارضيكم وان اخسر الحياة الباقية لاربح الحطام الزائل ظللت اذا وما انا من المهتدين ،تباً لكم ولما تريدون ،اظنتم ان الاسلام عندي شىء من المتاع يشترى ويباع ؟او فيه شىء من عرض الدنيا يؤخذ ويعطى كي تعرضون لي )) لقد باعوا الحق واشتروا الباطل ليربحوا حطام الدنيا الكراسي وهم رافعين شعار الاسلام لكي يشتروا ويبيعوا به .وهم متمترسون وراء الصدر .وذكر الطاغية في اخر رسالته ونذكر بها (( فاذا قد امسيتم لعنة تجدد على افواه الناس وصفحة سوداء في احشاء التاريخ )).

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المهندسة بغداد
2012-04-17
طيب الله انفاسكم اين الشهيد الصدر ليرى الان كيف يستغل اسمه في الاسواق السياسية فهي البضاعة الراجحة و مقياس الجودة لبضاعة مغشوشة!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك