حسن السراي
يعد الاختلاف في الأنظمة السياسية الديمقراطية من المسلمات البديهية كونها أنظمة تؤمن بحرية التعبير عن الآراء والأفكار وبما أن فطرة الإنسان مجبولة على التنافس والطموح فترى من الطبيعي أن تنتج تعددية الأفكار والآراء غير أن هناك قاسم مشترك يؤطر خلافات الديمقراطية وهو انه ( لا يفسد للود قضية ) فالأقلية تتقبل نتائج الديمقراطية وقد تتجه الأقليات إلى تشكيل معارضة برلمانية القصد منها مراقبة الأداء الحكومي وتأشير نقاط الضعف وتعزيز نقاط القوة وهذه من أبجديات الأنظمة الديمقراطية، وأتخطر أن توني بلير رئيس الوزراء البريطاني شكا من فوزه بالأغلبية البرلمانية بنسبة ( 97% )في الانتخابات البريطانية وعدها نتيجة مخيبة للآمال لعدم وجود نسبة كبيرة تمثل معارضة برلمانية تؤدي دور الرقيب على أداء الحكومة ! أليس غريباً أن نسمع مثل تلك الأمور بالوقت الذي يسعى سياسيينا إلى حصد الأصوات الانتخابية لضمان تكميم أفواه المعارضة البرلمانية وبالمقابل تسعى الأطراف التي لم تحصل على منصب رئيس الوزراء إلى نسف العملية الديمقراطية بشتى الطرق ،كما يفعل الدكتور أياد علاوي والذي وصف في فترة تأسيس الحكومة العراقية ( برجل المرحلة )ولا ادري مالذي غير مسيرة الرجل التي بدأت بالاهتزاز في نظر الشارع العراقي بسبب محاولة تدويله القضية العراقية وأقلمتها مع وجود فسحة كبيرة من التعبير عن الرأي والمعارضة! ولازلت اذكر تصريحه بعد انتخابات (005 ):بأنه سيشكل معارضة برلمانية لمراقبة الأداء الحكومي! غير انه ذهب خارج العراق ولم يحضر جلسة برلمانية واحدة !ليرتمي في أحضان المشروع الطائفي السعودي القطري والذي يخشى من عودة المارد العراق إلى وضعه الطبيعي لما تمثله عودته من تحطيم لعروشهم الخاوية ،وما أضحكني وأبكاني بذات الوقت سيناريو الاغتيال للدكتور علاوي الذي أخبرته به المخابرات السعودية القطرية من أن حكومة المالكي تخطط لاغتيال علاوي عبر (قطة مفخخة ) !! دكتور أنت شجاع وتصديت لنظام صدام هل تخشى من قطة ؟ ما هذه لمهزلة ثم أذا كنت انته تهرب من الحكومة فمن يوقف تجاوزاتها أذا صحت أدعات المخابرات القطرية والسعودية ؟؟!لقد حان وقت جلوس جميع السياسيين العراقيين على طاولة واحدة وحل قضاياهم فالشعب العراقي مازال يتوسم بهم خيراً وهو يرفض سياسة الاستقواء بالخارج لأي طرف سياسي،فليس للعراق ألا أهله، فصحيح أننا لدينا ملاحظاتنا على أداء الحكومة ونحن نؤشر انتقادنا بكل صراحة ووضوح أما عملية إسقاط الحكومة بطريقة المؤامرة فهذا ما لا يقبله أي عراقي شريف، أما تغييرها بالطرق الانتخابية فنعم ونحن مع التغيير ،دون أن ننشر غسيلنا السياسي أمام الآخرين وبذلك نفقد العراق وأنفسنا وأذكر سياسيينا بأحترام تاريخهم وان لا يحطموا مبادئهم على صخرة المصالح الشخصية!
https://telegram.me/buratha