المقالات

تكديس الازمات وانسداد الافق السياسي

522 14:16:00 2012-04-17

محمد الحيدري

من ازمة الى اختها اصبح حال الواقع السياسي للعراق جراء انحراف خطير اصاب العملية السياسية وفشل ذريع في ادارة الدولة ومعالجة الازمات وتشضي حكومة الشراكة ما ينذر بانسداد حتمي وشيك في افق العملية السياسية ، فالبرغم من اعتيادنا على الازمات والخلافات في الفترات السابقة لكننا اعتدنا في الوقت نفسه على الانفراج والخروج بالحلول ولو في اللحظات الاخيرة بيد ان مايجري حاليا ومانعيشه هذه الايام يختلف جذريا عن السابق ، فبالامس كانت مرحلة انطلاق العملية السياسية وما تضم في طياتها من ملفات كبيرة وقضايا مصيرية للمكونات مثل كتابة الدستور والتصويت عليه واجراء الانتخابات وتشكيل الحكومات وغيرها ، ومن الطبيعي جدا ان يكتنفها الخلاف والصراع والنزاع والازمات الحادة لكن سياسية التوافقات والتنازلات المتبادلة مع احترام الثوابت والدورالكبير والاساسي للمرجعية الدينية اسهم في اخراج البلد من تلك المرحلة بحلول توافقية لنعبر مرحل التأسيس وهي اهم مرحلة لندخل الى مرحل مواجهة الارهاب ودحره الذي راهن على الفتن والاحتراب الطائفي لنسف العملية السياسية الوليدة ، وبرغم ضرواة المواجهة وشراسة هجمات الارهابيين وقذارة اساليبهم الاجرامية التي كلفت العراقيين شلالات من الدماء لكن في نهاية المطاف وبفضل توحدنا بوجه عدونا كسبنا المعركة واحبطنا مخططات الارهاب ومن يقف خلفه من دول عربية واجنبية سعت للنيل من عمليتنا السياسية .. وكنا نعتقد ان المرحلة الحالية وهي مرحلة الحفاظ على تلك المكتسبات والمضي بالعملية السياسية نحو الاعمار وتحسين الخدمات ، باننا سنتفرغ وبكل اريحية لاستحقاقات اقل ومشكلات اصغر ، لكننا كنا واهمون بذلك فتلاشى تفائلنا تدريجا مع كل يوم نعيش به على ازمة جديدة واخرى قديمة قد اعيد انتاجها من جديد فمن مشكلة الوزراء الامنيين الى مشكلة العراقية مع دولة القانون ومشكلة طارق الهاشمي والمطلك ومشكلة الكورد والقانون والاقليم مع الحكومة الاتحادية ومشكلة تشكيل الاقاليم الى مشكلة الاتهامات بتهريب النفط الى اسرائيل وكان اخرها ، لحين كتابة المقال ، وليس اخيرها قضية رئيس مفوضية الانتخابات واقالة مستثار المالكي لشؤن الاكراد .. والحبل على الجرار ، والملفت ان تسارع الازمات بات السمة المميزة لهذه المرحلة لابل الانكى ان معدل الازمات كان يرصد في بادى الامر ازمة او ازمتين في الشهر(الازمة الشهرية ) ليتحول الى رصد ازمة كل اسبوع ومن ثمة الى ازمة كل يوم حتى وصلنا الان الى اكثر من ازمة في اليوم الواحد , دون اي حلول تذكر لا بل ان حتى مساعي الحلول كالمؤتمرات والاجتماعات للكتل بات هي ازمة بحد ذاتها فلجنة تعمل على مقررات المؤتمر الوطني المزعوم ودعوى من هناك لعقد اجتماع اخر في اربيل ومقترح لعقد اجتماعات للرئاسات الثلاثة وهكذا وجدنا انفسنا داخل دوامة الاجتماعات .ان ما يمر به البلد هذه الايام جد خطير لان تكديس الازمات واختلاق اخرى جديدة في ظل جو مشحون بالتصريحات المتشنجة والحادة بين الاطراف السياسية هو نتيجة لمشكلات اساسية تتمثل بانفضاض عقد الشراكة الهشة بالاصل والتفرد بالسلطة وعدم احترام الدستور والقضاء وعدم الاستماع الى نصح المرجعية الدينية ، التي يبدو انها شعرت باليأس بسبب تجاهل الساسة لنصحها وتحذيراتها وتصويباتها ، الامر الذي راكم من المشاكل وجعل العملية السياسية تعاني من المرض الذي بات مستعصيا على العلاج في ظل تجاهل الاطراف الى مكمن المشكلة وعلتها وفي ظل عدم جدية هذه الاطراف في البحث عن الحلول بدلا عن السعي ألاهث وراء الازمات .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك