خميس البدر
مع كثرة الخطابات والمشاريع السياسيّة المطروحة على الساحة العراقيّة، والتي لا اشكك باحدها أو أقلل من شأنها أو بنية من يطرحها ويتبناها بقدر ما أتأمل الخير فيها وصدقهم في طرحها وما ينعكس على الواقع العراقي والذي بات يرزح تحت الأزمات والمشاكل السياسيّة والمنزلقات الخطيرة والتي تهدد كيانه وتجربته السياسيّة الوليدة، إلاّ أنّ ما طرح أخيراً من قبل سماحة السيّد الحكيم من مشروع وحلّ ناجع لكلّ تلك المشاكل بالدعوة الى تصفير الازمات الداخلية بين الكتل السياسية، يعد من أروع تلك المشاريع وأصدقها ونابع من نفس اصيلة ومتسامية فوق الصغائر والامور الجانبية والثانوية، وتعامل هذا المشروع مع صلب المشكلة لا مع قشورها وباطنها لا سطحها طرح تقبله العقول الراجحة والفرقاء النبلاء لا التراشق في التصريحات والمعارك الكلاميّة والحرب الإعلاميّة والتي اصبحت ظاهرة بين الكتل السياسية وميزة للعمل السياسي العراقي خاصة بعد تلكؤ انعقاد المؤتمر الوطني والمماطلة والتطرف بالآراء ورفع سقف المطالب وتبادل الاتهامات في عدم انعقاده وكذلك دخول اقليم كردستان في معمعة الخلافات بعد أنّ كانت منحصرة بين دولة القانون و القائمة العراقية ووصول الامور الى سحب الثقة عن الحكومة واسقاطها واقلمة الخلافات الداخلية وفتح الباب امام التدخلات االعربية والخليجية وما ظهر من التصريحات القطرية واستقبالها هي والسعودية لطارق الهاشمي كلّ هذه الامور تستدعي أّن يكون ما نهجه الحكيم ومشروعه حل ناجع وشافي وكافي وبديل عن لغة التشنج والتراشق الاعلامي وتبادل الاتهامات والتخوين، ولم يبقَ إلاّ أنّ يؤخذ بمبدأ تصفير الازمات مأخذ الجد وتحمل المسؤولية وعدم التكبر والنرجسية السياسية والفئوية والمكاسب الوقتية والمصالح الضيقة وان تتبدل لغة التبرّير ونكران الاخفاقات والاخطاء بالصراحة والتنازل المتبادل والشركة في المكاسب والاخفاقات والسلبيات والايجابيات، وان تكون الساحة العراقية خالية من المهاترات والمراهقة السياسية واللعب بالنار بما يضمن نجاح العملية السياسية واعادة ثقة المواطن بمشروعه وتجربته وانعكاسه على الواقع الخدمي والاداء الحكومي واستكمال بناء مؤسسات الدّولة وبناها التحتية بعد ان راحت أموال الشعب نهباً للمزايدين ومافيا الفساد الاداري والمالي والمتصيدين بالماء العكر، أيّها السياسيون ... انها دعوة صادقة لمن يريد الحل فمتى تصفرون ازماتكم وتنشغلون ببناء بلدكم متى؟؟؟.
https://telegram.me/buratha