احمد عبد راضي
تحدث عقلاء البلد كثيرا عن مسألة حسن الجوار وعدم اللجوء الى التصريحات المتشنجة واجتناب فتح جبهات متعددة مع دول الجوار بشأن موضوعات يمكن حلها بالتحاور والتفاهم والهدوء.وهناك حكمة تقول : لاتخطئ كثيرا لكي لا تعتذر كثيرا ، فكثرة الاعتذار تقلل الاحترام وتزيل الهيبة ، فكيف بنا ونحن نخطئ ثم نعتذر ثم نتنازل عن حقوقنا بسبب تهور ما او انزعاج ما . المواقف التي نتحدث عنها تكررت في الاونة الاخيرة مع دول الجوار وتحديدا مع الكويت وتركيا ، فقد اطلق رئيس الوزراء وبعض الملتفين حوله تصريحات نارية وغير مسؤولة وعبرت في بعض جوانبها عن عدم دراية وعدم فهم للاساليب السياسية المتبعة في مثل هكذا مواقف ، وكذلك حدث بالنسبة للكويت وقد استمرت الحرب الكلامية لفترة طويلة حتى كادت تقطع الوصل بين البلدين الجارين الشقيقين .الحديث عن الحوار والتفاهم لا يعني التنازل عن الحقوق او التواطؤ واهمال المستحقات بقدر ما يعني استخدام العقل كأداة وحيدة في التصدي للازمات وانزالها الى سقف الدبلوماسية وعدم جرها الى حالة التراشق واطلاق التصريحات التي يتطلب الاعتذار عنها الكثير من التنازلات غير المبررة ، وكذا هو الحال فيما يخص الكويت ، اذ وصلت الامور في وقت ما الى درجة التهديدات العسكرية ، وربما اطلاق الصواريخ بعد ذلك وهذا مالا يحمد عقباه . مستشار الامن الوطني العراقي زار انقره وانباء تتحدث عن مطالب اردوغان باطلاق سراح معتقلين اتراك القي القبض عليهم في كربلاء ، قد يكون هؤلاء ابرياء فعلا او ربما غير متهمين بقضايا ارهابية ، ولكن الا يعني ذلك ان بالامكان تقديم تنازلات اكبر واكثر وفقا لاخطاء اكبر ؟ الا يعني ذلك ان بعض مستحقات البلد تذهب سدى نتيجة لتصرفات ارتجالية مستعجلة لاتنم عن حكمة؟ .. نتساءل فقط ولا نحكم على الامور الا من خلال ماكان وما سيكون وما يتمخض عنه مستقبلا .
https://telegram.me/buratha