المقالات

المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وتحديات الانتخابات المقبلة

974 13:53:00 2012-04-15

سلام محمد

أن ما يدعونا للقول ان السلطة في العراق ( وفي العراق الحالي على وجه الخصوص ) ليس نتاج لصندوق الاقتراع فقط وإنما هي تعبير عن توافقات داخلية, وقد سبق المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في هذا المجال المالكي بخطوات وكذلك هي تعبير عن تلاقي أرادات وعوامل خارجية(وهنا المالكي سبق المجلس الأعلى بخطوة, وما الانتخابات في الحقيقة الأ الجزء الظاهر من مدخلات العملية ومخرجاتها لذا فان التركيز على البعد الجماهيري والعوامل الداخلية ما هو الأ جزء من الصورة الكلية للمشهد العام الذي ينبغي على السياسي ملاحظة كل زواياه القريبة والبعيدة ؟ وأما غض الطرف عن تأثير ذلك فهو أمر ممكن لكنه لا يمثل الموقف الصحيح دائما وهو غير مثمر ولا مفيد في الوقت الراهن على الأقل .. ان قيمة رهان المجلس الاعلى على منافسة المالكي في الانتخابات المقبلة يتطلب التفريق بين اتجاهات القوة والتأثير لعمل الداخل واتجاهات القوة والتأثير لفعل الخارج وللصداقات سواء بمعناه الضيق القريب شرقا والواسع البعيد غربا وما يستدعيه ذلك من ضروريات ومحاولات الجمع بينهما على الرغم من الاعتراف بتشابك وتقاطع حسابات المصالح بينهما وما يستلزم ذلك من خطوات شجاعة لإعطاء جرعة أقوى لتجسير العلاقة مع أصحاب التأثير شرقا وغربا ,ان ثمة اختلال عند المجلس الاعلى في حسابات النظر والزيادة الى الثاني في هذه الفترة ولو من خلال فتح قنوات خلفية مقبولة ومؤثرة تتولي الوصول الى صيغ مشتركة بعيدا عن لغة التفاوض الصفرية او الحسابات النفسية ؟ أننا جميعا ضد التدخل الخارجي ، لكن هذه الأيمان وتلك الضدية لا بد ان تكون محسوبة بقياسات رياضية ومستندة على فهم صحيح وعملي لمعاني الاستقلال وقواعد اللعبة في العلاقات الدولية القائمة ، وبغير ذلك فانه سيُعبّر عن فعل سلبي وسوء تقدير وفهم تقليدي مازال للأسف يهيمن على قطاع عريض من الناس بل ومن النخب السياسية في نظرتهم لكيفية إدارة ملف شائك من هذا النوع . ان سياسة السيد عمار الحكيم في هذا المجال أثرها واضح في التوفيق بين معاني الاستقلال وقواعد اللعبة في العلاقات الداخلية القائمة والتي ترتبط أيضا في العلاقات الدولية القائمة ) .وان من التحديات التي ستواجه تيار شهيد المحراب هي تجنب الوقوع مجددا ضحية ترتيبات خارجية وتوافق الخصوم داخليا فالتيار الصدري ورغم انفتاح شهيته سيضل بعيد عن الوصول لرأس السلطة التنفيذية لأسباب غير مجهولة وربما احد إشكاليات المنع عن هذا التنظيم انه مأخوذا عليه لا يمثل الطبقة الوسطى والمتمدنة .ان حزب الدعوة تصدعت صورته السياسية عند الفقراء السياسيين والنخب والمثقفين بمقدار كبير ، لكن ما نخشاه من صورته في ذهنية عوام الناس التي هي الرقم الأقوى في صناديق الانتخاب هذا من جهة والخشية الأخرى هي من تجدد التقاء أرادة الأقوياء إقليميا ودوليا على دعم المالكي او ربما استبداله بأحد أركان حزب الدعوة وما تعنيه هذه الإرادة من تدوير للسلطة بين شخصيات الحزب تحت ذريعة عدم وجود بديل من الفريق الشيعي وخشيتنا من هذا التدوير وعلى اي منهم سيكون سيجعل منها الفرصة الثالثة للمالكي لتسلم السلطة بما تحمله من دلالات التكريس الخطرة للإشكاليات السياسية والبنية التحتية للبلاد والتي تميزت بها فترة تصدي حزب الدعوة للسنوات الماضية ما تسفر عن اثر سلبي على حياة المواطنين وانعكاس ذلك على سمعة القيادة الشيعية باعتبارها القوة صاحبة الموقع الأول في الحكومة .ان على المجلس الاعلى الاسلامي العراقي تفحص قدرته وقابليته على الوقوف بوجه هكذا اتجاه من خلال أحداث تغيير في مواقف وسلوك الأطراف المؤثرة اتجاه حزب السلطة عموما واختبار مساعيه لاختراق قناعات وحاجز ممانعتهم عليه ولعل تسويقه شخصية منافسة قوية ، كفئة ، وماهرة إداريا ، وفاعلة اقتصاديا ، ومقبولة ثقافيا ، احد أدوات التأثير في هذا الاتجاه والتي يفترض ان تستند على قاعدة ( نحن وليس هم) .المجلس الاعلى الاسلامي العراقي هو الطرف الاقوى والأكثر اعتدالاً وشعوراً بالمسؤولية سرعان ما يصبح رهينة في قبضة الطرف الاقل شعوراً بالمسئولية وبيده مقاليد القوة والتأثير, وأذا لم يستطع الحصول من تحالفه معه على ما يريد فمعنى ذلك إنه اذا قال نعم يمت سريريا! وفي مثل هذه الحالة يمكن ان يعبر عن قدرته وإمكانيته في ان يميل يسارا ( لكن ليس بزاوية حادة جدا) ناحية التحالف مع القوى الأخرى بما فيها العلمانية الليبرالية واليسارية او القومية التي نتوقع فوزها وعلى قاعدة المشترك الوطني القائم على الثالوث التالي( الوطن ، والمواطن ، والشيعة قلب النظام ). او ( الوطن للجميع ، والقرار للجميع ، والشيعة مركز النظام .. ثم ان أصل التعبير والتلويح بقدرته على بناء تحالفات مع قوى تختلف معه إيديولوجيا سيعطيه قدرة اكبر في الضغط وسيفتح أمامه مساحات الحركة ويحفظ له ما رسمه من صورة ويبقيه أمين على صحة مسار العملية السياسية والتقاليد الإسلامية ومصالح البلاد أمام ناخبيه في المرحلة الأولى على الأقل ويمكن ان يتطور تأثيره لاحقا على مساحات شيعية غير مصنفة سياسيا ومن ثم يحافظ على موقعه في النظام السياسي القائم كرقم محسوب بين الأرقام وفي الوقت ذاته يحافظ على توازن هذا النظام .. يجب ان يتخذ المجلس الاعلى قراراً في التعبير عن هويته الخاصة به من دون ان يضع دائما في حساباته حرصه الدائم على تدوير الزوايا القائمة على أرضاء الجميع لأن احد اكبر أخطاء المجلس انه سعى الى أدارة الفترات الماضية من منطلق حرصه على عدم إغضاب الجمهور وأيا من أطراف اللعبة السياسية فأغضبها جميعا واغضب الشارع معها لعدم تعريفه بالهوية السياسية له.. ان سياسة مراعاة المشاعر لهذا الطرف او ذاك قد تكون مبررة في توقيتات معينة وبالنسبة لمعلوماتنا وزاوية نظرنا وفهمنا للواقع المعقد لكن ليس دائما وليس بالضرورة ان تكون الأمور كذلك بالنسبة للناس مما ساعد على توليد كتلة ضبابية حجبت عن الناس رؤية صورت المجلس الاعلى بوضوح .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــد مغير
2012-04-17
يجب أن يبعد أي حزب أو تيار أو كتلة من الأنتخابات من الذين ضهر بينهم مجرمين ارهابيين كالقائمة العراقية التي هي أصلا ً عصابة البعث المجرمين القتلة .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك