( بقلم : عادل الركابي )
حين يتكلم شاهد عن عصره بتجرد بهد ف وضع الحق في نصابه.ربما تعجز المفردات البسيطة مهما كانت بلاغتها وسحر بيانها عن عكس صورة ورسم المشهد المأساوي الشنيع الذي نعيش كل تفاصيله في كل ساعة وكل يوم في مدينة (السلام )التي تحولت على أيدي الأرهابيين أبناء جلدتنا القادمين لنجدتنا حسب دعواهم الى مدينة (آلام) وكذلك غيرها من المدن العراقية التي طالتها حصة من أبناء عمومتنا حملة الشعارات الواهية مثل العروبة .والدين الواحد. والنخوة.. والحميه...والقومية.. الخ...حيث تهشمت هذه المصطلحات الخاوية فوق صخرة الواقع الدموي المرئي لكل عين وبصيره ..
سيوف ورماح وأحزمة ناسفه لم تشهر بوجه المحتل في الجولان والضفة الغربية وغيرها.. بل أغمدوها بكل بربريه وحقد بغيض بالجسد العراقي الشريف .الذي أنهكته السنين العجاف للدكتاتورية المقبورة وحروبها المتوالية .أمتدت الأصابع الشيطانية لتنال من الفريسة العراقية الطعينه لتغذي شبق جوعها للعق دماء الأبرياء في المقاهي والمطاعم والأسواق وعلى أرصفة الطرقات العامة بأنتحاريين ومفخخات لدول مجاورة (تل حجار ولا هالجار)وأخرى تربطنا معهم تلك المصطلحات التي أفرغت من معناها ومحتواها الرنان المؤثر ..هؤلاء ومن خلفهم أصحاب الفتاوى الأبليسية أبن جبرين والقرضاوي والأربع والثلاثين عالما (مجرما) حين أفتوا للملايين من أتباعهم من رجالات التكفير بأنتهاك حرمات العراقيين وقتلهم شيعة وسنة على حد سواء كوردا وعرب وأقليات كون العمليات الهمجية والأنتحارية تطال الجميع و أن أشهروا حقدهم لمكون دون آخر من الشعب المظلوم في طروحاتهم.. العجب العجاب كيف لعالم دين.. يتبعه الناس أن يدعوا للشر والقتل والفتنه ويرضى بدور بديل عن دوره كداعية خير وصلاح وحب.
هل عميت الأبصار والبصائر وتصحرت العقول وخلت القلوب من كل عطف. كيف للشعوب أن تحترمهم وتقتدي بفكرهم المريض بعد أن تحولوا الى سحره ومشعوذين يشعلون التناحر الطائفي والأقتتال بين أبناء الوطن الواحد بفتاوي تصدر من أقبيتهم المنخورة ..كيف لنا نحن العراقيين أن نغفر لهم ونحن نرى بالعين المجردة كيف تتهرى أجساد الرضع و الشيوخ والعجائز والتي توقفت آخر البسملات والآيات المباركة فوق شفاههم حين طالتها الحرائق وتفحمت بفعل مفخخات أستهدفت المواطنين الأبرياء عابري السبيل.كيف لنا أن نغفر نحن العراقيين وقد أدركنا كل الأدراك أن أموال وفتيل شرارة أدوات القتل هو تلك الفتاوى الشيطانية الصادرة من العلماء ( عرابي القتل ) في السعودية ومصر وتونس والسودان واليمن وسوريه والأردن وآخرين على شاكلتهم .كيف لناالعراقيين أن نصمت ونرى فضائياتهم تستبيح دمائنا.. وممتلكاتنا. وهم في مأمن ودعه وتطور دائم لبلدانهم بعماراتها الشاهقة وشوارعها النظيفة حيث تعمل الشركات الأجنبية ليل نهار لخدمتهم كيف لنا كعراقيين.... أن نصمت ..وقادة الصهاينه يحلون ضيوف أعزاء بمرابعهم وسفارات أسرائيل وعلمها فوق أرضهم وسمائهم...
كيف لنا كعراقيين أن ننسى ومنذ عصور وحقب لم نرى يد عربية (عاربه)وأسلاموية تمتد لأسعافنا أو درء الخطرعنا حتى ولو بالقول... ونستثني الكاتب الكبير (أسامة أنور عكاشة) ومن يرى بعينه التي ميزت الحق من الباطل.كيف لنا كعراقيين أن ننسى اليابانيين والنرويجيين والكوريين والدنماركيين وغيرهم من العالم البعيد عنا وديانته غير ديانتنا أيديهم الخيرة تمتد لترتيب بيتنا العراقي وتعيننا في محنتنا ونلمس ذلك بأيدينا ونراه بأعيننا مشاريع مياه وأعمار ومستشفيات وسيارات تنظيف وحتى ترميم دور العلم والعباده؟؟.... وأياديكم السوداء بفعلها وغيرتها العاربة والمستعربة والأسلاموية تزرع الفتن والبغضاء والقتل والتهجير بين أبناء الوطن العراقي الواحد..
كيف لنا كعراقيين أن لانتبرء من فعالكم وأنتم بهذا العقوق والشر المستطير... ختاما أقول أن دماء ودمار العراق وزرا في رقابكم الى يوم الدين ..ستقفون أمام الله تعالى والتأريخ..ليحاسبكم عن أعمالكم الشنيعة التي رآها الناس بالعين المجردة وحفضتها صحف ملائكة الله ذخرا لنار ستصلون بها حتما.. بما أقترفت أياديكم بحق الأبرياء والمستضعفين.. وسينالكم خزي الدنيا وعذاب الآخرة....
https://telegram.me/buratha