السيد حسين السيد محمد هادي الصدر
شاعت على الالسن في الفترة الأخيره حكايةٌ لاتخلو من غرابه ، ولكنها انطلقت لتؤكد على أنَّ " المشبوهين " الساقطين ، كانوا أقرب الى مفاهيم الشرف والانسانيه ، من أدعيائها اليوم ..!!وهي تعكس خيبة الامل ،التي مُني بها المواطنون العراقيون بعد ان رأوا بأمّ أعينهم العجائب والغرائب التي اجترحها المتسلقون على أكتافهم دون وجه حق ..!!تقول الحكاية :استقل راكب سيارة الاجرة لتنقله من (باب المعظم ) الى (باب الشرقي) وكانت خالية من الركاب ، وبعد ان قطعت السيارة مسافة معيّنه ، أشارت بعض الفتيات الواقفات على الرصيف ، لسائق السيارة بالتوقف ،وبالفعل حاول السائق ايقاف عجلات السيارة ليتاح لهن الركوب الا ان الرجل الذي استقل السيارة أولاً ،رفع عقيرته قائلاً :امض بسرعة ،ودون توقف ...فرّد عليه السائق قائلاً :ولماذا تقطع رزقي ؟فقال الرجل :لا ، لن أقطع رزقك ، وسأدفع لك الأجرة كاملة غير منقوصة .وهنا ازداد عجب السائق من صنيع هذا الراكب ، فبادره بالسؤال قائلاً :ولماذا تكبّد نفسك هذه الخسارة ؟واضطر الراكب الأول لتوضيح السبب فقال :لم أُردْ للفتيات المطالبات بالصعود الى السيارة ، ان تشاب سمعتهن بسوء ،لأني على دراية كاملة باني رجل "مشبوه " ،ومتى ما رآهن الناس وهن يجلسن الى جانبي،يصبحن مثاراً للارتياب والشكوك وهذا ما لا ارضاه لهن .ان هذه القضية تدّل على أنَّ الانسان العراقي لم يكن يتحول الى كَمٍّ من الاصفار ، حتى اذا زلت به القدم الى مهاوي الرذيله انه يبقى مميّزاً بين (الغث) و(السمين) وبين (المقبول )و(المرفوض) من التصرفات ولقد كان يمارس جَلْدَ الذات ، ويُجري على نفسه عملية النقد الذاتي ليبوح بحقيقته ، دون ان يسدل عليها البراقع ، بعيداً عن كل ألوان التضليل .ولا أدري ما هي صحة حكايات تَعَرُّضِ بعض الفتيات العراقيات ، عَبْر مراجعتهن الدوائر الرسميه ، الى عُروض بالزواج المؤقت منهن ، في مقابل انجاز معاملاتهن ؟انّ هذا الاستغلال البشع للموقع الوظيفيّ ، يُدخل أصحابه في خندق أصحاب الأصفار أخلاقياً واجتماعياً انها لَقِلّةُ حياء وانها لتصرفات شائنه يندى لها الجبين أين هؤلاء ،من ذلك المشبوه الذي نزّه الفتيات عن الشوائب ؟والسؤال الآن :هل سمعتم أنَّ واحداً من المستغلين لمناصبهم ، قد آب الى رشده ، ومارس عملية النقد الذاتي بشكل سليم ؟إنهم يرتكبون ما يرتكبون ويحسبون أنهم يحسنون صُنعاً .من هنا تأتي المطالبه المستمره بضرورة اختيار الاكفاء المهنيين النزيهين بعيداً عن معادلات المحاصصة ، والقفز على المعايير الموضوعية لحسابات فئويه ......اننا اليوم أمام هجمة شرسة على الثروات الوطنية ، ولا أحد ممن تهدّلت كروشهم ، وامتلأت بطونهم من السحت الحرام ، يأنف من ان يُلحق بسمعة الوطن ما يُلحق من سمات الفساد المالي والاداري ، كما أنه ليس ثمة من يأنف من ايقاع أفتك المخاطر بأخوته وأخواته من أبناء العراق وبناته ..انّ هؤلاء في الدرك الأسفل من النذالة ، والمجافاة لكل القيم والموازين .ولا مجال لمقارنتهم بالأرذال والأوباش من الساقطين في الماضي البعيد والقريب .
https://telegram.me/buratha