المقالات

إيّاك أنْ تجمّع الأصفار

564 16:47:00 2012-04-15

السيد حسين السيد محمد هادي الصدر

شاعت على الالسن في الفترة الأخيره حكايةٌ لاتخلو من غرابه ، ولكنها انطلقت لتؤكد على أنَّ " المشبوهين " الساقطين ، كانوا أقرب الى مفاهيم الشرف والانسانيه ، من أدعيائها اليوم ..!!وهي تعكس خيبة الامل ،التي مُني بها المواطنون العراقيون بعد ان رأوا بأمّ أعينهم العجائب والغرائب التي اجترحها المتسلقون على أكتافهم دون وجه حق ..!!تقول الحكاية :استقل راكب سيارة الاجرة لتنقله من (باب المعظم ) الى (باب الشرقي) وكانت خالية من الركاب ، وبعد ان قطعت السيارة مسافة معيّنه ، أشارت بعض الفتيات الواقفات على الرصيف ، لسائق السيارة بالتوقف ،وبالفعل حاول السائق ايقاف عجلات السيارة ليتاح لهن الركوب الا ان الرجل الذي استقل السيارة أولاً ،رفع عقيرته قائلاً :امض بسرعة ،ودون توقف ...فرّد عليه السائق قائلاً :ولماذا تقطع رزقي ؟فقال الرجل :لا ، لن أقطع رزقك ، وسأدفع لك الأجرة كاملة غير منقوصة .وهنا ازداد عجب السائق من صنيع هذا الراكب ، فبادره بالسؤال قائلاً :ولماذا تكبّد نفسك هذه الخسارة ؟واضطر الراكب الأول لتوضيح السبب فقال :لم أُردْ للفتيات المطالبات بالصعود الى السيارة ، ان تشاب سمعتهن بسوء ،لأني على دراية كاملة باني رجل "مشبوه " ،ومتى ما رآهن الناس وهن يجلسن الى جانبي،يصبحن مثاراً للارتياب والشكوك وهذا ما لا ارضاه لهن .ان هذه القضية تدّل على أنَّ الانسان العراقي لم يكن يتحول الى كَمٍّ من الاصفار ، حتى اذا زلت به القدم الى مهاوي الرذيله انه يبقى مميّزاً بين (الغث) و(السمين) وبين (المقبول )و(المرفوض) من التصرفات ولقد كان يمارس جَلْدَ الذات ، ويُجري على نفسه عملية النقد الذاتي ليبوح بحقيقته ، دون ان يسدل عليها البراقع ، بعيداً عن كل ألوان التضليل .ولا أدري ما هي صحة حكايات تَعَرُّضِ بعض الفتيات العراقيات ، عَبْر مراجعتهن الدوائر الرسميه ، الى عُروض بالزواج المؤقت منهن ، في مقابل انجاز معاملاتهن ؟انّ هذا الاستغلال البشع للموقع الوظيفيّ ، يُدخل أصحابه في خندق أصحاب الأصفار أخلاقياً واجتماعياً انها لَقِلّةُ حياء وانها لتصرفات شائنه يندى لها الجبين أين هؤلاء ،من ذلك المشبوه الذي نزّه الفتيات عن الشوائب ؟والسؤال الآن :هل سمعتم أنَّ واحداً من المستغلين لمناصبهم ، قد آب الى رشده ، ومارس عملية النقد الذاتي بشكل سليم ؟إنهم يرتكبون ما يرتكبون ويحسبون أنهم يحسنون صُنعاً .من هنا تأتي المطالبه المستمره بضرورة اختيار الاكفاء المهنيين النزيهين بعيداً عن معادلات المحاصصة ، والقفز على المعايير الموضوعية لحسابات فئويه ......اننا اليوم أمام هجمة شرسة على الثروات الوطنية ، ولا أحد ممن تهدّلت كروشهم ، وامتلأت بطونهم من السحت الحرام ، يأنف من ان يُلحق بسمعة الوطن ما يُلحق من سمات الفساد المالي والاداري ، كما أنه ليس ثمة من يأنف من ايقاع أفتك المخاطر بأخوته وأخواته من أبناء العراق وبناته ..انّ هؤلاء في الدرك الأسفل من النذالة ، والمجافاة لكل القيم والموازين .ولا مجال لمقارنتهم بالأرذال والأوباش من الساقطين في الماضي البعيد والقريب .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك