وسمي المولى
لايمكن تثبيت ركائز مشروع وطني في اية دولة من دول العلم ما لم يكن هناك توافق بين الاطراف المشاركة في بنائه ،كما لايمكن استقرار نظام لايجيد التعامل مع ازمات البلد الداخلية ولايحسن ترتيب علاقاته مع دول العالم -وخاصة دول الجوار والمحيط الاقليمي - فيستثمر ماتوفر من اوراق ضغط ومصالح مشتركة لتحقيق المزيد من المكاسب االوطنية .في الحالة العراقية لم يلتفت القائمون على رأس السلطةالى هذين العاملين الخطرين بالرغم من ان الحالة العراقية تكاد تكون فريدة كونها قامت على انقاض اعتى تسلط دكتاتوري وتداعياته المتمثلة في خراب شامل اصاب كل مفاصل الحياة في الداخل و سياسات هوجاء ازمت العلاقات مع دول الجوار والمحيط الاقليمي والعربي والعالمي .ونتيجة نزعة الاستحواذ التي غلبت على سلوك قادة حزب الدعوة الذين سعوا الى احتكار المناصب وتنكروا لرفاق مسيرة الجهاد والتضحيات الطويلة الذين شاركوا في اسقاط سلطة البعث المجرم ونتيجة حرصهم على الاستفراد بالسلطة لم تستقر الاوضاع في العراق ومازالت العملية السياسية تراوح مكانها وما زال مستقبل الديمقراطية مهدد باعتى المخاطر .من هنا جاءت دعوة السيد عمار الحكيم الى ضرورة تصفير ازمات الداخل التي يمكن معالجتها بالحوار البناء الجاد المصحوب بصدق النوايا وتقديم جزء من التنازلات والابتعاد عن نظرة المكاسب الفئوية والمصالح الشخصية ،تأكيد السيد الحكيم على هذه الجزئية بالذات نابع من حرص وطني ومسوؤلية عالية يشاركه فيها جميع الخيرين من ابناء العراق الغيارى الساعين الى بناء عراق ديمقراطي مستقر تتعايش فيه كل الاطياف بمحبة وسلام وتنعم بخيراته وفق مبادئ العدل والمساواة .
https://telegram.me/buratha