خميس البدر
لا يختلف اثنان ان بلد مثل العراق بديمقراطيته الناشئة وبعمليته السياسيّة الجديدة الناسخة والناسفة لدكتاتورية بغيضة وفترة سوداء مظلمة يحتاج لكلّ أبناءه ولجهد مضاعف من أجل بناء وإزالة كلّ ذلك الخراب، كما انه يحتاج إلى الوحدة السياسيّة وقوة الجبهة الداخلية بما يضمن تحقيق أهداف الشعب العراقي وإنجاح مشروعه وتجربته الوليدة، ولعلّك ترى في نظره عابرة بسيطة حجم التكتلات السياسيّة والتي ينادي أغلبها بالوحدة والمصلحة الوطنية وبأنها متماسكة وقوية وتكاد ان تجزم بأنك لم تلاحظ أيّ ضعف أو وهن على هذه التكتلات، لأن البرلمان يتكون من ثلاث كتل رئيسيّة وقل خمس كتل صغيرة أخرى، وهذا أمرٌ جيد بينما يهيمن على الحكومة ثلاثة تكتلات أو تحالفات، ونظرياً الأمر طبيعي ويسير وفق الأطر الديمقراطية المتطورة والراسخة لكنك ومع أول نظرة معمقة فاحصة لواقع هذه التكتلات تشاهد العجب وتيقن بأن هذه التحالفات تكونت بصورة متناقضة مما يهدد وحدتها وقوتها وتفككها أمر لا يتعدى كونه محكوم بعامل الوقت لا أكثر، مما يؤشر حالة خطيرة في واقع العمليّة السياسيّة العراقية وينذر بضياع الجهود وتبدد الأحلام والآمال، ولنقل بلهجة أقل حدة، إنّ هذا الواقع يشجع على الصراعات والتوترات وبالمجموع فأن المتضرر هو الشعب ومشروعه ودّولته الناشئة وهذا ما يحصل فعلاً اليوم والمثال الحي والشاهد الواقعي لهذه الظاهرة هما القائمة العراقيّة ودّولة القانون انتهت الانتخابات وحدث ما حدث، وتزعمت القانون التحالف الوطني لكنّ حافظت على نفس القانون الذي تدعيه ولتعمل على تحويل جميع مكونات التحالف الوطني لدّولة قانون وأنّ لم ينتموا، واستمرار حرب الكتل والتراشق الإعلامي وفي هذه الأيام نلاحظ أنّ تفكك هاتين الكتلتين القانون والعراقية بات أمراً واقعاً وان كان أكثر وضوحاً في العراقية والانشقاقات الحاصلة بصورة علنية إلاّ أنّ ما تحمله دّولة القانون في طيات خطاب أعضائها وشخصياتها لا يقل عن العراقيّة ومع تفكك الكتلتين واستمرار خلافاتهما وحربهما تظهر انعكاساته وتأثيراته على واقعهما بشكل خاص وعلى الساحة العراقية بشكل عام، ويزداد الموقف تعقيداً بأنهما لا يريدان أنّ يعترفا بهذا الواقع ويصران على تجاهل كلّ تلك التفككات والانسحابات، وأنهما مختلفين على برامج وخطاب وليس على مواقف شخصيّة، وأنهما قويتان وسيستمران بنفس المطالب حتّى وأنّ بقى من دولة القانون و القائمة العراقية الاسم والنجوم، وذلك واضح بعدم حسم أيّ خلاف لحد الآن مع تراكم المشاكل وتضخم الأزمات وتفكك الكيانات، لكنّ الحرب مستمرة!!.
https://telegram.me/buratha