المقالات

حرب القانون والنجوم وتفكك الكتل

760 18:46:00 2012-04-15

خميس البدر

لا يختلف اثنان ان بلد مثل العراق بديمقراطيته الناشئة وبعمليته السياسيّة الجديدة الناسخة والناسفة لدكتاتورية بغيضة وفترة سوداء مظلمة يحتاج لكلّ أبناءه ولجهد مضاعف من أجل بناء وإزالة كلّ ذلك الخراب، كما انه يحتاج إلى الوحدة السياسيّة وقوة الجبهة الداخلية بما يضمن تحقيق أهداف الشعب العراقي وإنجاح مشروعه وتجربته الوليدة، ولعلّك ترى في نظره عابرة بسيطة حجم التكتلات السياسيّة والتي ينادي أغلبها بالوحدة والمصلحة الوطنية وبأنها متماسكة وقوية وتكاد ان تجزم بأنك لم تلاحظ أيّ ضعف أو وهن على هذه التكتلات، لأن البرلمان يتكون من ثلاث كتل رئيسيّة وقل خمس كتل صغيرة أخرى، وهذا أمرٌ جيد بينما يهيمن على الحكومة ثلاثة تكتلات أو تحالفات، ونظرياً الأمر طبيعي ويسير وفق الأطر الديمقراطية المتطورة والراسخة لكنك ومع أول نظرة معمقة فاحصة لواقع هذه التكتلات تشاهد العجب وتيقن بأن هذه التحالفات تكونت بصورة متناقضة مما يهدد وحدتها وقوتها وتفككها أمر لا يتعدى كونه محكوم بعامل الوقت لا أكثر، مما يؤشر حالة خطيرة في واقع العمليّة السياسيّة العراقية وينذر بضياع الجهود وتبدد الأحلام والآمال، ولنقل بلهجة أقل حدة، إنّ هذا الواقع يشجع على الصراعات والتوترات وبالمجموع فأن المتضرر هو الشعب ومشروعه ودّولته الناشئة وهذا ما يحصل فعلاً اليوم والمثال الحي والشاهد الواقعي لهذه الظاهرة هما القائمة العراقيّة ودّولة القانون انتهت الانتخابات وحدث ما حدث، وتزعمت القانون التحالف الوطني لكنّ حافظت على نفس القانون الذي تدعيه ولتعمل على تحويل جميع مكونات التحالف الوطني لدّولة قانون وأنّ لم ينتموا، واستمرار حرب الكتل والتراشق الإعلامي وفي هذه الأيام نلاحظ أنّ تفكك هاتين الكتلتين القانون والعراقية بات أمراً واقعاً وان كان أكثر وضوحاً في العراقية والانشقاقات الحاصلة بصورة علنية إلاّ أنّ ما تحمله دّولة القانون في طيات خطاب أعضائها وشخصياتها لا يقل عن العراقيّة ومع تفكك الكتلتين واستمرار خلافاتهما وحربهما تظهر انعكاساته وتأثيراته على واقعهما بشكل خاص وعلى الساحة العراقية بشكل عام، ويزداد الموقف تعقيداً بأنهما لا يريدان أنّ يعترفا بهذا الواقع ويصران على تجاهل كلّ تلك التفككات والانسحابات، وأنهما مختلفين على برامج وخطاب وليس على مواقف شخصيّة، وأنهما قويتان وسيستمران بنفس المطالب حتّى وأنّ بقى من دولة القانون و القائمة العراقية الاسم والنجوم، وذلك واضح بعدم حسم أيّ خلاف لحد الآن مع تراكم المشاكل وتضخم الأزمات وتفكك الكيانات، لكنّ الحرب مستمرة!!.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك