علي البصري
وانا اقلّب المواقع زرت كعادتي موقع مؤسسة السجناء، فقد تعوّدت ان اطلع على اغلب المواقع سيما العراقية منها والحكومية على وجه الخصوص، وفي هذه المرّة تفاجأت بتغيير رئيس مؤسسة السجناء.
الحقيقة لم يفاجئني التغيير بقدر ما فاجأني شخص رئيس المؤسسة الجديد، فالرئيس الجديد هو صفاء الدين الصافي وزير الدولة لشؤون مجلس النواب، وكما نعلم فان وظيفة الرجل مُضنية وتحتاج الى وقت وجهد كبير، فوظيفته تقتضي نقل وجهات نظر الطرفين، اقصد وجهات النظر والقوانين ومقترحاتها بين البرلمان والحكومة، وهذه العملية عملية مُضنية ومُتعبة وبالتالي كيف يمكن ان يُضاف الى الرجل مسؤولية اخرى هي مسؤولية ادارة مؤسسة السجناء والتي هي الاخرى مسؤولية مُضنية ومُتعبة، وملف مؤسسة السجناء يعاني من مشاكل كثيرة ومزمنة.
قبل حوالي اسبوعين وكما اذكر وعلى قناة افاق شاهدت جزءا من مقابلة مع مدير مؤسسة السجناء السابق – بالوكالة - ووزير الشباب والرياضة جاسم محمد جعفر، ومما جاء في اللقاء ان ميزانية مؤسسة السجناء لعام 2011 كان بحدود 160 مليار دينار – حسب مااتذكر – ولم يُصرف من المبلغ سوى 20 مليار خلال نفس العام، اي ان الموازنة لم يُصرف منها سوى 12.5% . هذا الاداء المتدني جعل مدير الجلسة يسأل سيادة الوزير عن هذا الاداء المتدني والغريب جدا، فكان جواب الوزير في ان اللجنة القانونية في مؤسسة السجناء متشددة قليلا في عملية الصرف والموافقة على الصرف، فعلّق مدير الجلسة قائلا، الا يدلّ هذا على ان هناك مؤشرا على سوء ادارة ما، فاجاب الوزير بانّ الانجاز في وزارته وزارة الشباب والرياضة كان جيدا وهذا دليل على عدم وجود تقصير، الا ان السبب يعود الى التشدد والحساسية الزائدة عند اللجنة القانونية في مؤسسة السجناء وقد قلنا لهم ذلك. هذا الحديث يبعث على الاسى والالم، بل والمرارة، وكأننا نعيش في العصور الوسطى او ماقبل ذلك، فحتى في العصور الوسطى لايوجد حديث بهذا المستوى المتدني، فعلى من يُريد ان يضحك هذا الوزير بحديثه هذا؟؟!! واين هي الحكومة عن هذا الاداء المتدني ولماذا لحد هذه اللحظة هناك الالاف بل ربما اكثر من ذلك من السجناء اللذين ينتظرون حسم معاملاتهم التي قُدمت قبل اكثر من ست سنوات؟؟!! بأي منطق يتحدث هؤلاء؟؟!! ايُّ حكومة وايُّ احزاب وايُّ تحالف وائتلاف هذا الذي لم يستطع منذ تسعة سنوات من ان يُرجع الى قاعدته الانتخابية ولو جزء يسيرا من حقوقهم ؟؟؟!!مايثير الاستغراب هو الادارة بالوكالة، فمدير مؤسسة الشهداء مدير بالوكالة، ومدير مؤسسة السجناء مدير بالوكالة ومدير هيئة الارسال والبث بالوكالة ووو... وكل شيء مدير او رئيس بالوكالة ولديه اكثر من منصب ومسؤولية.....
من حق المرء ان يتساءل هل العراق بلد خال من الكفاءات حتى يُعطى لكل شخص اكثر من منصب؟؟؟!! اليست هذه الامور كانت من الامور التي نؤاخذ النظام السابق عليها؟؟؟!! ثم اليس هذا الاداء المتدني للبعض ومنهم رئيس مؤسسة السجناء الجديد والذي اثبت فشله في اكثر من مسؤولية، ومنها وزارة التجارة والتي اثبت فيها الصافي فشله الذريع حتى ان مفردات البطاقة التموينية لم يتبقى منها على عهده سوى الطحين الرديء !!!! ماذا تريد ان توصل لنا الحكومة من رسالة بعملها هذا سوى رسالة اليأس والاحباط واستمرار الفساد وتضييع الحقوق.
اليوم بفضل هذه النماذج التي تدير مؤسسات العراق سيما المؤسسات المهمة والتي تُعنى بانصاف واعادة حقوق المضطهدين والمعذبين تحدث عملية تزوير خطيرة، فالمجرم يُصبح من ذوي الضحايا في حين ان المضطهدين لازالوا حتى اللحظة لم يحصلوا على شيءمن حقوقهم، بل البعض لايديري اين رفات ابيه او اخيه الشهيد.
https://telegram.me/buratha