عبد الكريم ابراهيم
المسمار كلما طال بقاؤه داخل الخشبة اكله الصدأ ما يصعب اقتلاعه مفضلا أن ينكسر على الخروج من مكانه. هذا الامر ينطبق على عالم المواقع في السياسة والاقتصاد لتنتقل عدوى التوريث والرجل الواحد الى عالم الرياضة الذي يوصف بان المنتمين لهذا الوسط هم يمتازون بسعة الصدر والرحابة في قبول النتائج مهما تكن لان الذي يحرك الاجواء السائدة فيه الروح العالية التي يجب ان يتكون رياضية 100% ولكن اللافت للنظر ان بعض المفاصل الرياضة وبالخصوص قيادة الاندية تسير نحو مبدأ التوريث الذي طوع الانتخابات الديمقراطية لخدمته حيث عادت الوجوه السابقة لانعدام المنافسة وتغليب مبدأ المرشح الواحد الذي لاشك فيه الفوزلفئة معينة مهما تكن النتائج . ديمقراطية المرشح الواحد هوالمبدأ الملاحظ في الانتخابات الاخيرة الامر الذي يؤدي الى تعزيز التفرد والشخصنة في عالم ابعد ما يكون عن المهاترات واستغلال المنصب وتجنيد الاخرين بشتى الطرق .انتخابات الاندية الرياضية كانت تسير نحو طرح المرشح الواحد ما يعني الايمان بضرورة بقاء الهيكلية القديمة على ماهي عليها دون تغيير .علما ان لعبة الديمقراطية هي انما جاءت لتحريك الركود الذي قد يصيب بعض المفاصل ويجدد الدماء ويضخ الافكار الجديدة التي لم تاخذ حصتها في الطرح لاسباب عديدة ولعل منها ابتعاد اصحابها عن القيادة القرار الرياضي من اهمها .تكرار نفس الوجوه والاشخاص لايعني بحد ذاته انتقاص من قدرة البعض بل قد تولد تراكمية ثقافية تساهم في بلورة وحياكة الموقف الرياضي وتوحيده بشكل صحيح لان البعض فعلا قد اكتسب خبرة خلال السنوات الماضية ما يعني امكانية صقل هذه التراكمية في خدمة الرياضة والرياضيين وفق قاعدة البقاء للاصلح ولكن قبول الهيئات القديمة على ماهي عليها واعادتها الى الواجهة بلا شكل سيقود نحو قولبة الافكار في اطار ضيق يؤمن به البعض وتنتقده الاكثرية لان مصدر هذه الافكار عقلية واحدة اخذت حصتها من التجريب ،وهنا تكمن اهمية ضخ الدماء الجديدة التي لابد انها تحمل ايضا افكارا جيدة من خلال التركيز على برامجها الانتخابي المعدة لهذه الغاية . سياسة المرشح الواحد ديمقراطية في ظاهرها وثوريث في بطنها لان في النهاية عودة الى نفس الوجوه واطروحتها التي لاتتناغم سوى المتنفذين الذين تحركهم غاية واحدة هي البقاء على رأس الاندية الرياضية مهما تكن النتائج والظروف .
https://telegram.me/buratha