حافظ آل بشارة
خبر مهم : قرر العراق الغاء خطة التنمية الخمسية السابقة التي بدأت سنة 2010 واستبدالها بخطة جديدة تبدأ سنة 2013 وتنتهي سنة 2017 ، مصدر نيابي قال ان الخطة السابقة اصابها (الانحراف) والعياذ بالله ، لذلك تم تشكيل لجنة عليا من وزارة التخطيط وممثلين عن السلطتين التشريعية والتنفيذية لوضع خطة جديدة ، يقول الاقتصاديون ان الاولوية الوحيدة لأي خطة تنمية خمسية أولى في اي بلد هي تكوين البنى التحتية للاقتصاد الوطني ، بعدها يبدأ الاكتفاء الذاتي والاستقلال الاقتصادي ، العراق يختلف عن البلدان الأخرى كونه لا يمتلك العناصر الاساس للتنمية ، فقدان الأمن ، فقدان منظومة الطاقة ، فقدان العنصر البشري المتخصص ، فقدان نظام حماية الاموال ، فقدان التخطيط العلمي ... (الانحراف) الذي افشل الخطة السابقة يتلخص بعدم قدرة الدولة على حماية من يخططون وينفذون التنمية من اداريين واساتذة وعلماء ، ثم كيف يمكن القيام بتنمية في بلد لا يمتلك الحد الادنى من الكهرباء او اي مصادر طاقة قابلة للاستخدام الواسع ؟ هل يتم تشغيل عجلة التأسيس والبناء الشامل على الفانوس ؟ أما العنصر البشري الضروري فليس المقصود به خريج الجامعة او الموظفون الكسالى الجالسون خلف طاولاتهم وقد نسج العنكبوت شباكه البرزخية على سجلاتهم المغبرة ، انه الكادر المدرب على الادارة الحديثة للتنمية مع التخصص المهني التكنوقراطي واللياقة النفسية والاخلاقية ، ثم كيف تبدأ التنمية مع كل هذا الفساد المالي ؟ وفقدان منظومة حماية الاموال والرقابة المالية ، اغلب ضحايا الكاتم هم ممن يعملون في حماية اموال العراق وفتح ملفات الفساد ، ثم كيف تبدا التنمية بفقدان التخطيط المؤسسي ، يعتقد البعض ان التخطيط هو ما تقرر وزارة معينة تنفيذه في السنة المقبلة ، بينما التخطيط التنموي عملية معقدة جدا و هو غير التخطيط الاحادي لوزارة واحدة ، خطة التنمية تعني جمع كل القطاعات الاقتصادية والخدمية والسياسية والثقافية في برنامج موحد مدته خمس سنوات يكمل بعضه بعضا ، واذا فقد عضو من منظومة التنمية تعطلت وفشلت ، اذا كان كبار الموظفين والمستشارين في هذا البلد قد جاءوا الى مناصبهم بالمحاصصة والمحسوبية وشراء الموقع والواسطات وباستخدام النفوذ الاجتماعي او السياسي كيف سيكونون مؤهلين للقيام بتخطيط تنموي شامل ؟ ناهيك عن الشروط المركزية للتنمية في مرحلتها الاولى وهي مرحلة البنى التحتية ومن تلك الشروط : التقشف اي الاقتصار على الضروريات في الاستيراد وتأجيل الكماليات ، تطبيق سياسة الاقتصاد المغلق لحماية العملة المحلية من الانهيار المتوقع بسبب الانفاق التنموي على مشاريع بعيدة المدى لا تدر عوائد سريعة ، ثم الاستعداد لتحمل التقلبات الاقتصادية من غلاء وتضخم وحماية الشعب من آثارها بتطبيق نظام البطاقة التموينية ، اذا كانت خطة 2010 فشلت لعدم توفر الحد الادنى من هذه المستلزمات فهل ان خطة 2013 قد وفرتها كيف واين ومتى ؟ هل حدثت معجزة سرية ومنعوا اعلانها خوفا من الحسد ؟
https://telegram.me/buratha