المقالات

"السلفية" محطة تحوّل الى القاعدة والارهاب..السعودية ‘البحرين ‘الجزائر..

1918 18:20:00 2007-02-11

( بقلم : اسعد راشد )

هل هي الصدفة في ان يتحول السلفيون الى جماعات ارهابية وقتالية تابعة لتنظيمات القاعدة المنتشرة في العالم ام ان الفكر السلفي السني باالضرورة يحتوي على مكونات تؤهله لان يتحول الى فكر ارهابي يمارس الشطب على الاخر؟

الاحداث التي مر بها العالم خلال العقد المنصرم خاصة بعد احداث 11 سبتمبر التي كان ابطالها "رجال" تشربوا من المدرسة السلفية وتلقوا علومهم العقائدية من المدارس الدينية في السعودية ولم يكونوا في يوم من الايام يخطر في البال في ان يتحول هؤلاء الى اجسام ملغمة تحمل الموت والشر الى العالم وتقوم بتنفيذ اخطر وابشع عملية قتالية ارهابية واجرامية عبر التاريخ من خلال تلك الطائرات المدنية المختطفة التي تحولت الى قنابل طائرة ومتفجرة تقتل الالاف خلال ثواني ودقائق‘ تلك الاحداث ازاحت الغموض والستار عن الكثير من الامور وكشفت ان الفكر السلفي الوهابي في الاساس فكر نازي وفاشي لا يمكن الثقة به ولا اعطاءه اي لون من الاعتدال او الوسطية حيث وسطية الفكر السلفي اقلها التكفير وحكم الاقصاء على الاخر .

ليس هناك صدفة في ان ينقلب السلفيون بين ليلة وضحاها بل بين لحظة واخرى الى وحوش تأكل الاخضر واليابس بل هناك ارضية قابلة لذلك وهناك اسس وقواعد فكرية وعقائدية تعود الى اصل الفكر السلفي والوهابي الذي يجيز لمعتنقيه ان تكون لهم "الولاية" على العالم والحاكمية في كل شيئ ومن هنا ايضا اطلقوا وصفة "الغزو" على تفجيرات نيويورك واسموها بـ"غزوة منهاتن" ! حيث ان عقيدتهم تخوّل لهم استحلال غزو العالم باي وسيلة كانت وتحلل لهم اختيار "العلاج" والاستراتيجيات وان كانت مجانب للواقع الانساني وفقا لمبدأ "ابن تيمية" مؤسس المدرسة السلفلية حيث من نظرية هذا المعتوه الاخير تقوم على اساس "من لم يؤمن بولايتنا فهو ضدنا ومن هو ضدنا فهو عدونا والعدوا يجب ان يقتل" عدى فتاوي واحكام التكفير والشرك التي يطلقها على كل من لايحمل العقيدة السلفية واباحة دمه وجواز قتله وتدمير داره ولعل ابن تيمية لم يكن الوحيد بين "الشخصيات" السلفية والسنية التي تجوّز اللجوء الى مثل تلك الفتاوي التكفيرية بحق مخالفيهم حيث هناك اشكالية مذهبية وفكرية خطيرة يمر بها "المذهب السني" تتمثل في اللجوء الى اساليب التدليس والكذب لاغراض تدميرية وتخريبية ولفرض التحجر والظلامية على المجتمعات البشرية كما ان "الغاية تبرر الوسيلة" اصبحت قاعدة يتداولها اتباع السلفية بهدف خداع العالم وتمرير اجندتهم الارهابية وهذه الحقيقة كشفها احد علماء المسلمين وهو "الامام السبكي" في "طبقات الشافعية" حيث بعد ان يطلق مصطلح "الخطابية" على الحنابلة يرى ان كلتا الفرقتين تحلل جواز الكذب على مخالفيهم في العقيدة ويقول " وقد بلغ الحال بالخطابية (الحنابلة)وهم المجسمة في زماننا ‘فصاروا يرون الكذب على مخالفيهم في العقيدة ‘لاسيما القائم عليهم بكل ما يسوء في ماله ونفسه ..وبلغني ان كبيرهم استفتى في شافعي ايشهد عليه بالكذب فقال ألست تعتقد ان دمه حلال؟قال نعم: فما دون ذلك دون دمه فاشهد وادفع فساده عن المسلمين "..قال السبكي"هذه عقيدتهم يرون انهم مسلمون واهل السنة ‘ويكفرون علماء الامة"..المصدر طبقات الشافعية .

اما موضوع "الغاية تبرر الوسيلة" فهي حقيقة واضحة يلمسها المرأ في مسلكيات السلفية واتباعهم حاضرا وسابقا ولاحقا ‘ ففي الماضي كذبوا على التاريخ وادعوا بامور على خصومهم تبين انها من اكاذيبهم وافتراءاتهم واساليبهم الملتوية في تحريف الحقائق ونقلها بصورة مشوشة ومدلسة ومحرفة وقد اشار الى هذا الامر الدكتور "البوطي" في كتاب "اللامذهبية" الى كذب دعاة السلفية الكبار وتحريفهم في النقول حيث اعتبر بعض الباحثين امرهم بانهم و"كأنهم يؤمنون بان الغاية تبرر الوسيلة ‘فماداموا وصلوا الى الحق ‘ فلا مانع من الكذب على العلماء وتزوير كلامهم ليتماشى مع دعاويهم "..

يقول الدكتور البوطي "ان ما نقله المعصومي (احد دعة السلفية) عن الدهلوي في كتابه الانصاف ‘ كلام مكذوب عليه ‘ لم يثبت لا في الانصاف ولا في غيره"..اللامذهبية ص 131..

وقد تجلى هذا الامر في كثير من الاحداث الجارية في الوقت الحاضر في المنطقة وخاصة في العراق حيث يتوسل السلفيون الوهابيون وحلفاءهم من البعثيين الى تلك الاساليب الملتوية في تزوير الحقائق وقلب الامور بالشكل الذي يتوافق مع دعاويهم وغاياتهم الدنيئة وليس أدل على ذلك ما جاء في افتراءات المدعوا "محمد الدايني" البعثي الذي تحول بين ليلة وضحاها الى "السلفية" في برنامج الاتجاه المعاكس الذي اظهر صورة مفبركة لشخص معلق من على رجليه في مروحة ادعى انه يعذب في "جامع البراثا" في بغداد وقد تجمع حوله اشخاص زعم الدايني ان احدهم هو رجل دين يسمى "السيد جعفر" الا ان غباء هذا المسمى "الدايني" لم يسعفه لتدقيق في الصورة المفبركة حيث كشفه الدكتور "طالب الرماحي" فتبين ان ذلك الرجل المعمم هو "السيد خاتمي" الرئيس السابق لمجهورية ايران !

ولعل تحول جماعة "السلفية الجزائرية" الى جماعة "قاعدة الجهاد ببلاد المغرب الاسلامي" يثبت ان "السلفية" دعوة ارهابية تكفيرية تتخذ من "الدين" والجمعيات الدينية الخيرية غطاء ومحطة اولية تنتقل بعدها وفي ظروف مواتية وخاصة الى خلايا ومجموعات قتل وارهاب وتخريب كما حصل ويحصل في الجزائر وكما حصل في السعودية ويحصل اليوم فيها حيث تلك البلاد ـ السعودية ـ التي مهد السلفية وحاضنتها يشكل السلفيون فيها ليس رأس الحربة فحسب بل تعتبر تلك الدولة هي الراعية والمصدرة للارهاب الى العالم حيث ان الذين نفذوا احداث 11 سبتمبر تخرجوا من المدرسة السلفية الوهابية وحملوا افكار ابن تيمية وقد تأهلوا في مدرسته قبل ان يتحولوا الى "قاعدة الجهاد" في نيويورك او افغانستان او الجزائر او العراق ..

وقد لاحظ المراقبون عن كثب وحدة الخطاب التي تجمع بين معظم الجماعات الارهابية والتخريبة السلفية وحتى البعثية فلا توجد وسطية بين السلفية حيث الخطاب الطائفي والعنصري النازي والفاشي سمة بارزة توحدهم في الموقف والمعتقد والمسلكية المنحرفة ‘ ففي قراءة موضوعية لخطاب السلفيين في السعودية والعراق والجزائر والبحرين نجد انهم جميعا من طيف واحد يتمثل في عالمية السلفية اي "تنظيم القاعدة" العالمية وهو هدف يسعى اليه السلفيون على المدى البعيد رغم التماهي الذي يبديه اتباعهم في بعض البلدان وفقا لضرورات مرحلية تقتضيها برامجهم واجندتهم حيث في العراق تحول السلفيون الى "تنظيم القاعدة و الجهاد في بلاد الرافدين " رغم تغيير الاسم مجددا الى "شوري المجاهدين" كتكتيك مؤقت الا ان "تنظيم القاعدة والجهاد" هو الاصل وفي السعودية البلد الام والحاضنة تقتضي الظروف السياسية لان يعلن البعض جهرا بذلك الانتماء والاخر يتماهى مع مؤسسات الدولة السعودية وبدعمها ‘ وفي الجزائر فقد اعلنت "الجماعة السلفية" الشهر الماضي انها غيرت اسمها الى "قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الاسلامي"! وان ذلك حدث بعد موافقة اسامة ابن لادن وقد نشر الفرنسيون تقريرا سريا خطيرا حول التنظيم السلفي الجزائري وخطره العظيم على امن اوروبا حيث افاد التقرير "ان الجماعة السلفلية للدعوة والقتال تشكل حاليا التهديد الاكثر ثقلا على فرنسا و على اوروبا كلها .فبفضل قوة تنظيمها ‘وقدم صلاتها مع القاعدة ‘وبالاخص مع اسامة ابن لادن شخصيا‘ اصبحت السلفية بمثابة تيار الاستقطاب المركزي لـ"القاعدة" في "اروروبا" .. الرابط الى التفاصيل :

http://www.watan.com/modules.php?op=modload&name=News&file=article&sid=10355&mode=thread&order=0&thold=0

اما في البحرين فان السلفيون لهم تاريخ مخزي خلال الفترة القصيرة التي برزوا فيها في تلك البلاد المسالم اهلها حيث استطاعوا بدعم حكومي من تحويل البحرين الى ساحة "نزاع طائفي" وتبني خطاب هو اقرب الى خطاب "تنظيم الجهاد في بلاد الرافدين" او "شورى المجاهدين" فلا يختلفون عن نظائرهم السلفيين في العراق والبعثيين في شئ سوى في "جواز السفر" الذي اعطتهم الحكومة البحرينية بعد ان جلبتهم من حواضنهم الاصلية في السعودية وسوريا واليمن وباكستان بل هناك وجه تشابه كبير بين حركة السلفية في البحرين وبين "السلفية" في الجزائر وقد تربى عدد من قادة السلفيين في البحرين على يدي ابن لادن وكان لزعيمهم "المعاودة" صلة وثيقة بابن لادن في افغانستان وقد اعترف في وقت سابق في برنامج "اضواء" لقناة العربية عن علاقته به وجلوسه معه في كهوف افغانستان ولعل البيان الطائفي الذي اصدروه حول زيارة الشخصية العراقية السيد الحكيم الذي زار البحرين والخطاب العفن الذي حمله البيان يكشف عمق تأثر السلفيين في البحرين بنظائرهم واشباههم في العراق والجزائر وقد نددوا بتلك الزيارة ووصفوا الشخص الزائر باقذر الصفات التي يطلقها البعثيون والارهابيون بحق ابناء العراق الشرفاء وقد تناسوا هؤلاء الارهابيون في البرلمان البحريني ان شمعون بيريز كان قبل عدة ايام ضيفا مرحبا به نازلا لديهم في الخليج ولم ينددوا بذلك كما ان تأبينهم في البحرين للمجرم السفاك صدام قاتل ابناء العراق سنة وشيعة وازهاقه لارواح 180الف عراقي كردي وهم من السنة لم يرجف لهم جفن في ان ينددوا بزملائهم من الذين اقاموا حفل تأبين لجرذهم الا ان زيارة السيد الحكيم التي اعتبرها المراقبون ضمن مسعى عراقي لوقف ذلك التجييش الطائفي في دول المنطقة لن تروق لهم فما كان لهم الا ان يصدروا ذلك البيان الاصفر وينضموا الى خطاب الارهاب والقتلة في العراق والجزائر .. وهذا الرابط الى "السلفية" في البحرين :

http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2007/2/210222.htm

توحد الخطاب السلفي في البحرين والسعودية والجزائر والعراق والكويت و..و .. وتحول السلفية الى "قاعدة الجهاد" وتبنيها خطاب التكفير والارهاب والعنف امر لا يقتصر على الملتزمين منهم بالسلفية بل حتى البعثيين السنة اخذوا يلوكون ذلك الخطاب والعكس ايضا صحيح ولعل ما تنشره مواقعهم على الانترنيت وخاصة موقع "مفكرة الاسلام" ـ الارهاب التابع للقاعدة والبعثيين ـ يكشف عمق ذلك الترابط والصلة بين كل تلك الاطياف .

اذن السلفية ليست الا غطاء لمشروع اكبر واخطر ومحطة للدخول الى عالم الارهاب والقتل والتدمير اي "تنظيم القاعدة " العالمي ولهم خطة مبيتة ليس فقط كما يقول التقرير الفرنسي لتدمير "الغرب" بل تدمير العالم كله وهذا ما يحدث اليوم في العراق حيث التدمير والحرق والخراب الذي يلحقونه بالاخضر واليابس ومافعلوه في 11 سبتمبر في امريكا عنوان مشروعهم الارهابي .

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك