أبو طه الجساس
عندما كان باقر الحكيم بيننا, كنا نسمع صدى قلبه في عمق السماء , وتحول بسمائه عيناً على العراق , وتتلقف روحنا ليلاً نسماته بحرارة الأطياف , يقشعر لها البدن ,وتفرش أجنحتها مخرجة البكاء , ما يبكيك أيتها النسمات , قالت خاشعةً أبادلكم البكاء ,وكيف ارتقي في سمائي إن لم ارتبط بأرض الشهداء ,فحسين قبلني في دمي قالاً صبراً يا آل كربلاء , وعلي جاء خجلا من وراء ستارة الدعاء , اعذرني يا حكيم لم يعرفك من في الأرض وتصدوا وهم أشباه .
توقفي أيتها النسمات لنتبادل العزاء ,فلا تخنقيني بعبرتي , لكي ارثي في الأرض ,ولكي أعنان ألسماء عذرا أبا صادق التفوا من حولك وأنت الجبل ألعتيد وتناقلوا كرات النار في دارك,وبابك يحرسه عدوا صديق , ومحبيك حاربوهم وأسكنوهم أورقة الطريق ,وابنك البكر (بدر)سرقوا اسمه ولم يهتموا لمضامينه,وهو دما عبق, وفيه كبرياء ألمظلوم والجيران طلبوا الغنائم فأشاعوا الغم ,وداسوا الحقوق بهتاف مقدس ,فجروك ثم فجروك وأنت نور يتدفق وأجزاء جسمك لم تمنحهم الفرصة ليتشفوا, فعانقت حضن محمد وخمرها مسحة يد فاطمة الحنون ,وعلمك أودعوه خزائن الحديد فألانه وحوله حبرا للشرفاء وقبلة بين فاه بغداد والنجف العريق , وأية تتلى من جديد.
عيرونا بالبكاء عليك , ويبكونك تحت ضوء الكاميرات , وقلبهم يرنو بكل دمعة منصب أو نفع حقير ,وأصدقاء درب الدعوة لم ينسوا جهودك فاستغلوه وسرقوا عنوان الكتاب ,ومصادر التأليف,وعرفانك لم يستطيعوا أن يحضنوه فليس لهم مطمع ولا صدرا.. ولا قلما ولا دفترا أبيض ...ووجه طليق ...., وحبيبك العراق لم يتغنوا به ولاكوا حتى أظافره ,وللحوزة كنت ابنا بار,وأنت الأب المغوار , ,وذئاب الليل والنهار تجمعت على أخيك وبنيه , ومحبيك أوفياء وهم كأوراق الشجر خضرا وعطرا وصوت حبيب , ويتمايلون بذكرك بوجه عاشق , ودمع باللمحة يفيق ,وهم بعناية الحق تسمو روحهم ,وقلبهم بذكر الله مطمئن طليق,ولذكراك نتجمع في كل أربعاء بفسحة ربيع,وعائلتك الكبرى أهل العراق سنةُ ينحنون ,وشيعة يحضنون, ومسيحا يذكرون ,فأنت كالتوحيد عقيدة وشرفا ,وفرج الله ألقريب أيها الحكيم وصلت رسالتك فأنت تنزف من جديد.
.
https://telegram.me/buratha