سلام محمد
افادت معلومات من اوساط حكومية مقربة من المالكي انه ارسل مستشار الامن الوطني فالح الفياض الى تركيا بهدف اصلاح العلاقة مع انقرة . ان عملية تطبيع العلاقات مع دول الجوار الاقليمي خطوة بالاتجاه الصحيح ولكن هناك سؤال موجه الى السيد المالكي لماذا اقام الدنيا وأقعدها عندما لبى السيد عمار الحكيم دعوة من انقرة لزيارتها وكان توقيت زيارة الحكيم مناسباً لتخفيف حده الاحتقان بعد تبادل التصريحات المتشنجة والكل يعرف انه وبعد انتهاء زيارة السيد الحكيم الى تركيا هدأت الامور وعادت المياه الى مجاريها.ان الغريب في سياسة رجل الدولة العراقية الاول انه يعتقد ان ما يفعله هو صحيح وما يفعله الآخرون خطأ ويجد لنفسه المبررات في ارتكاب الاخطاء ويعارض الصحيح الذي يفعله شركائه في العملية السياسية ويعتقد ان الجميع عندما يقدمون على عمل معين حسب ما تقتضيه مصلحة البلد ومصالحهم السياسية لايصح إلا اذا كان منه شخصياً حيث يرفض ان تكون عملية التحرك السياسي من اي جهة إلا من خلاله وهذا هو جنون العظمة بعينه . ان سياسة رئيس الوزراء نوري المالكي مبنية على اساس الايمان بنظرية المؤامرة والشك والخوف من التآمر وهو ما جعله يتخبط في مواقفه حتى تحولت هذه المواقف الى ازمات حقيقية تسببت في توتر العلاقة فيما بين المكونات السياسية وتعطيل مشاريع العمل السياسي المشترك واختلاف وجهات نظر الفرقاء وتوقف دوران عجلة البناء والأعمار الثقافي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي. السيد المالكي يعلم جيداً ان التحالف الوطني الشيعي سوف لن يتخلى عنه في هذه المرحلة لهدفين اساسيين الاول خوف المكون الشيعي من عدم استقرار البلاد اذا حدثت عملية تغيير والثاني لكي يزداد الشعب العراقي يقيناً ان المالكي وحزب الدعوة ليسوا رجال دولة ولكنهم صناع أزمة.ان على القيادات السياسية التي عانت الاقصاء والتهميش من قبل المالكي التفكير الجدي في خلق توازنات سياسية جديدة في الانتخابات القادمة للتخلص من التخندق المذهبي والقومي وإن التخوف من التحالفات السياسية الوطنية والذهاب الى تحالفات مذهبية وقومية اصبح ورقة محروقة لم تجدي نفعاً ولا تبني بلداً وعلى الساسة العراقيين تغيير نمط تحالفاتهم وتوحيد مواقف القوى السياسية المعتدلة مثل المجلس الاعلى الاسلامي العراقي والأكراد وعقلاء السنة ومن يلحق بالركب الوطني من بقية المكونات السياسية للخروج بتحالف وطني عراقي حقيقي يخدم مصالح الشعب ويؤمن لهم العيش الكريم لكي يشعر الجميع ان النجاح محسوب للجميع والفشل يقع على عاتق الجميع عندها سوف يعمل الجميع من اجل النجاح ومكافحة الفساد والمفسدين وهذه الخطوة هي التي تخرج العراق من دوامة عدم الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي وحتى الاجتماعي.
https://telegram.me/buratha