نبيل ياسين
من حقنا ان نعرف ماهو المردود الذي سيجنيه المواطنون العراقيون من مؤتمر القمة الذي صرف عليه العراق مبلغ مليار ومائتي مليون دولار امريكي حسب تقديرات غير رسمية ؟ هكذا تفكر الدول، الديمقراطية ذات الدساتير وذات المسؤولية غير المحدودة عن شعوبها. فماذا جنى العراقيون من صرف هذا المبلغ الضخم وكيف صرف ؟ علما ان مؤتمرات قمة العشرين الشهيرة، اي الدول الصناعية الثماني زائدا الصين ، وبحضور احدى عشرة دولة اخرى ، وهذه الدول العشرون تملك اكبر اقتصاديات العالم لاتكلف مؤتمراتها خمس هذه المبلغ وتخرج بنتائج اقتصادية تجلب مليارات الدولارات وتحل عشرات الازمات.
لكن العراق فضل الجدوى السياسية على الجدوى الاقتصادية .واذا كان قبلنا ان هناك شبه اجماع حكومي على ان النجاح الحقيقي هو في عقد القمة في بغداد لحاجة العراق لها ضد سوء النوايا والمواقف المعادية للعراق منذ 2003; وحتى الان، فان الذين سعوا لعقدها لم يكونوا يهتمون بحجم التمثيل بقدر ما كان اهتمامها ينصب على عدم الغائها وعدم مقاطعة الدول العربية لها.
والجدوى السياسية لعقد القمة في بغداد، رغم المبالغ الطائلة والضغط على المواطنين من خلال الاجراءات الامنية المبالغ بها والتي سببت استياء شعبيا، يمكن ان تجعل المواطن العراقي مستفيدا من عوائدها المنتظرة مثل الاستقرار والامن وبناء الدولة وحقوق المواطنة . فعقد القمة كان دون شك نجاحا للعراق رغم مواقف عدد كبير من الدول العربية من خلال تمثيلها البائس رسميا( خصوصا دول الجوار التي لسياساتها ومواقفها دور في استقرار العراق او عدم استقراره ).وقد عقدت القمة من خلال تنازلات ومساومات وتسويات قامت بها الحكومة العراقية . فقد تم تسديد 408 مليون دولارمن ديون العاملين المصريين بالعراق في العهد المنهار ، اضافة لـتسديد ديون لشركة الخطوط الجوية الكويتية بقيمة 500 مليون دولار، والاتفاق على (حجر الحدود) وهي التسمية التي كانت مستخدمة في عصر دويلات المدن في سومر ثم في ترسيم حدود مملكة بابل ، وتم التساهل في كميات واسعار النفط التفضيلية ، الذي يستورده الاردن من العراق .وتم تسليم المملكة السعودية عشرات الارهابيين السعوديين المحكوم عليهم بالاعدام والاحكام الثقيلة بسبب قتلهم المئات من العراقيين ذوي الدم الرخيص. كما ان الصومال وجيبوتي وجزر القمر اشترطت ان يدفع العراق ثمن استئجار طائرات رئاسية لرؤوسائها تكلف الواحدة منها مليون دولار.
وحسب مصادر رسمية فان احد شروط السعودية ، التي حققت شروطها ولم تحقق حضورها،هو اطلاق وزير تجارة صدام وقد اطلق سراحه، واذا صح (لان الناس لم تصدق بعد) ان ارهابيا وحراميا محكوماعليه بالسجن خمسة عشر عاما قد عاد والغى الاحكام في يوم واحد حسب قوله، فان التنازلات التي قدمتها الحكومة العراقية لاتقدر بثمن ،فهي اكبر من قرابة مليارين ومأتين وخمسين مليون دولار صرفت من اجل اهداف سياسية يحتاجها العراق او تحتاجها الحكومة . واريد ان ارجح الاحتمالين معا. فالعراق يحتاج الى استقرار داخلي وتطبيع اقليمي وتواصل شرق اوسطي وشمال افريقي عربي يجعل من الحكومة قادرة على التفرغ لمشكلاتها الداخلية واضعاف التشابك بين التدخلات الاقليمية ومايحدث في العراق حتى لايكون اشتباكا مستمرا يدفع العراقيون الان واجيال مقبلة ثمنه باهضا.
اقدم المالكي على هذه التنازلات والمساومات لكي يعقد مؤتمر القمة. وفي السياسة يمكن ان تكون المساومات والتنازلات طريقا للنجاح وشراء الاستقرار والسلم الاهلي والامن ، وهو ما ارجو ان يواصله المالكي في العراق من اجل الشراكة السياسية التي يمكن ان يعاد مفهومها وطنيا وليس حزبيا او وفق القوائم الانتخابية. وهذا يعني، اولا ، ان ماصرف من مال وما قدم من تنازلات من اجل القمة يجب ان ينعكس على الاستقرار الداخلي والامن والاعمار. وهذا يعني،ثانيا ، ان ينزع المالكي بنفس الطريقة فتائل الانفجارات مع القوى السياسية التي تمثل مواطنين عراقيين كما يمثل المالكي مواطنين عراقيين آخرين. فالذين انتخبوا المالكي او دولة القانون يمثلهم المالكي في الحكم ويمثل مصالحهم. والذين انتخبوا القائمة العراقية بكل تحالفاتها يمثلهم اياد علاوي او المطلك او الهاشمي (اذا لم يدن قانونيا ) .ومن حق ملايين العراقيين الذين انتخبوا هذا الطرف او ذاك ان يحصلوا على حق تمثيلهم وعلى مصالحهم ولايجوز اهمالهم وحرمانهم من حقوقهم في جميع الحالات ،سواء كانت حالات الصراع السياسي على السلطة او التفرد بالسلطة او السيطرة على مرافق الدولة او الاعتقاد بعدم وجود حق للآخر بالمشاركة في الدولة. قد لايكون الاخر مشاركا في السلطة. ولكنه بالتاكيد مشارك بالدولة وهذا خلاف كبير في العراق اليوم يضعنا من جديد امام جدوى الدستور وجدوى القانون وجدوى المواطنة وجدوى الديمقراطية، واكثر من ذلك يضعنا امام جدوى التعددية.فالدولة في مفهومها الحديث ليست دولة لويس الرابع عشرالذي قال (انا الدولة ، والدولة انا) وانما دولة المواطنين،اي دولة تعددية، ولذلك اختلف ديغول عن لويس فابقى رجال الدولة الذين خدموا في حكومة فيشي التي تعاونت مع المحتلين الالمان وابقى ساركوزي في عام 2007عشرات من رجال الدولة الاشتراكيين منذ عهد ميتران ، وحل رئيس وزراء غير منتخب محل برلسكوني في ايطاليا من اجل انقاذ الدولة الايطالية من الازمة المالية التي تعصف باوربا وخصوصا ايطاليا . فالمشكلة في العراق تعود من
جديد لان الدولة غائبة والسلطة حاضرة وتحل محل الدولة ويجرى الصراع عليها بتهميش واضح للدولة ، خارج حدود الدولة ووجودها.
لا اوافق على اتهام المالكي بانه يسعى الى الدكتاتورية او احتكار السلطة بقدر ما اوافق على ان الفكر السياسي في العراق لم يعتد على الايمان بالتعددية وتطبيقاتها الديمقراطية. فغير المالكي لو كان مكانه لكان ان عزز النزعة الدكتاتورية ايضا وصادر الدولة لصالح حزبهوحتى في زمن المعارضة الطويل لم يكن هذا الطرف يؤمن بحق ذاك الطرف بالوجود والعمل . ومفهوم التعددية يتعلق بالحريات واحترامها . فبسبب غياب التعددية غابت الحريات في العراق وسيغيب التبادل السلمي للسطة ولايكون للانتخابات اي معنى وسيدفع الجميع ثمن ذلك ولايستثنى منه احد لان العنف سيحل محل الديمقراطية.
لم تؤمن الاحزاب العراقية بالتعددية. فالشيوعيون ( الذين نهنئهم بذكرى تأسيس حزبهم ) دخلوا في تحالف مع البعثيين لانهم حصلوا على حق العلنية والمشاركة بوزيرين في الحكومة ، وحين انقلب البعثيون على الاكراد عام 1973 ولم يوافقوا على مطالبهم بدخول الجبهة الوطنية لم يعترض الشيوعيون فقد حصلوا هم على مشاركة بسيطة في الحكم. لذلك لا استغرب ان لايفكر اي حزب بحرياته من خلال حريات الاخرين الا حين تضرب حرياته. وهذا مؤشر كبير وخطير على غياب الايمان بالتعددية الذي تعاني منه الاحزاب العراقية ، فالنار التي تحرق بيتا في طرف القرية يمكن ان تصل الى وسطها ، كما يقول مثل شعبي فرنسي. او كما يقول مثل عربي لا احبه(من حلقت لحية جار له .... فليسكب الماء على لحيته) اي يكون حاضرا لحلاقة لحيته ايضا. .
لذلك امام المالكي لكي يواصل نجاحاته في المساومات،العودة الى شركاء العملية السياسية بغض النظر عن مواقفهم السياسية. واذا كان المالكي قد تعهد في مؤتمر اربيل بشئ فان هذا التعهد ملزم ، لان علي بن ابي طالب يوصي واليه على مصر بحفظ التعهدات حتى مع العدو ، فكيف بها مع نصف عدو وشريك سابق في معارضة صدام.
من حق المالكي كونه رئيسا للوزراء استخدام اجهزة الدولة لادارة الحكم . وليس من حق اي رئيس وزراء في نظام ديمقراطي تحويل اجهزة ووسائل الدولة الى اجهزة ووسائل حزبية.فضلا عن عدم وجود حق لاي سياسي في منصب بتحويل ماهو للمجتمع لملكية الحكومة مثل الصحافة والمنظمات المدنية ووسائل الرأي. وسيكون اي رئيس وزراء عراقي اقوى وهو في دولة منه في حكومة. ان مايحتاجه العراق اليوم هو اعادة اصطفاف. اي ان تكون الدولة في موقعها وهي دولة للجميع ، وان تكون الحكومة في موقعها حتى لو كانت حكومة حزب واحد. ولذلك يساء فهم الشراكة الوطنية. ولذلك ايضا لايثق احد بما يملكه في الدولة وانما بما يملكه في الحكومة.
ماذا قدم البرلمان بعد سنتين على انتخابه؟
اية مقولة تلك التي اطلقها الفيلسوف الاجتماعي الاقتصادي ( الامام )علي بن ابي طالب وهو يقول( الفقر في الوطن غربة) فاول معانيها ان الفقير لاوطن له. فالفقر ليس وطنا لان هذا الفيلسوف يكمل فيقول( والغنى في الغربة وطن) ولايعني ذلك سوى ان القدرة على الحياة وطن، وفقدان هذه القدرة غربة. واكمل تلميذه، على اغلب الروايات، ابو ذر الغفاري شروط النضال من اجل الوطن قائلا( عجبت ممن لا يجد القوت في بيته كيف لايخرج على الناس شاهرا سيفه) ولايعني ذلك سوى المطالبة بحق الوطن.، والعيش في هذا الوطن حتى لو استخدم الانسان القوة من اجل مطالبه . وتختلف القوة من عصر الى عصر، فقوة المواطنين اليوم امضى من قوة السيف. ولذلك بقوة المواطنين صار لنا برلمان واعضاء في هذا البرلمان وافترضت قوة المواطنين ان هذا البرلمان سيعيد الوطن للعراقيين وسيوفر اسباب الغنى في الوطن وليس اسباب الفقر حتى لايعيش العراقيون غرباء في ارض لايعتبرونها وطنا، ولذلك فان حلم ملايين العراقيين، مع الاسف ،هو البحث عن اوطان بديلة جربناها قبلهم فوجدناها تحقق مقولة ذلك الفيلسوف العظيم. فالغربة اصبحت مضاعفة في وطن ليس وطننا وفي وطن لم يعد وطننا نحن العراقيين.
لاتجد عراقيا راضيا وقانعا اليوم. طبعا يوجد قرابة الفين او اكثر من العراقيين راضين بالنعيم الذين يعيشون فيه سواء كان احدهم وزيرا حاليا او سابقا او عضوا حاليا او سابقا في البرلمان او سفيرا او بدرجة خاصة او مقاولا او مرتشيا او فاسدا جمع ملايين الدولارات دون ان يكون له جهد غير الحيلة والغش والرشوة وانعدام الاخلاق وغياب الدين الا في الصلوات الخمس والصوم والحج.
لاتجد عراقيا اليوم من غير هؤلاء الالفين ومن يرتبط بهم، راضيا. ولاتجد عراقيا الا والغضب يتملكه وهو يصرخ والله لو وجدت ارضا غير العراق تقبلني لما ترددت لحظة واحدة.كان العراق يجلب الغرباء فلماذا تحول الى بلد يطرد اهله؟ قد يكون مايحدث للعراق غائبا عن اعين هؤلاء الالفين ومن يرتبط بهم . وقد يكون مايحصلون عليه يعتبر بالنسبة لهم انجازا وطنيا ،ومايحدث رقيا وتطورا وتقدما يعيشه العراق. وقد يكونون يجهلون بماذا يشعر العراقيون وبماذا يفكرون؟ لكن مايحصل لم يعد غائبا عن اعين الناس رغم المبالغات التي يمارسها الاعلام المعادي لاستقرار العملية السياسية فيقتل مائة من الايمو ويشيع، عبر وسائل اعلام حديثة وذكية، تبادل الزوجات بين العراقيين ويلفق عبر اجهزة مخابرات وصحفيين مرتبطين بها حوادث وظواهر
ويضخم الحبة حتى يجعلها قبة, لكن حقيقة ان النائب العراقي يكلف الدولة الف دولار في الدقيقة يناقضها حقيقة بسيطة ارويها لكم ، فقد ذهبت مع زوجتي قبل يومين الى السوبر ماركت في العاشرة صباحا للتسوق. فوضعت زوجتي قطعة نقدية في علبة مغلقة ذات فتحة بحجم قطع النقود تحملها امرأة . كانت امرأة شابة تبتسم وتشكر المتبرعين. في الساعة السابعة مساء مررت على نفس السوبر ماركت لشراء حاجة عاجلة ،فرأيت المرأة الشابة نفسها ، اي بعد تسع ساعات تقف الوقفة نفسها بابتسامتها التي لم تتعب في نفس المكان فاجتزتها، ثم عدت ووضعت قطعة نقدية صغيرة في العلبة فابتسمت وشكرتني وناولتني قطعة بلاستيكية صغيرة صفراء مع ورقة صناعية صفراء صغيرة مكتوب عليها( شكرا لك. ان هذه المؤسسة هي مؤسسة تمريض ماري كوري لمعالجة مرضى السرطان في بيوتهم . ولدينا تسعة مستشفيات في عموم بريطانيا. واذا كنت تعتقد ان مؤسسة تمريض ماري كوري قادرة على مساعدة اي شخص تعرفه بحاجة الى التمريض نرجو ابلاغ طبيبك العام في منطقتك للقيام باللازم.)
تقف هذه المرأة متطوعة لمساعدة مرضى السرطان تسع ساعات، وربما اكثر ،لان السوبر ماركت يغلق في منتصف الليل، لتجمع مبالغ بسيطة تسلمها بنزاهة كاملة الى لجنة مختصة لمساعدة تسع مستشفيات وفرق تمريض تزور المرضى في بيوتهم ولاتكلف الدولة بنسا واحدا خلال 450 دقيقة تقفها في البرد تبتسم وتنتظر المتبرعين لتضيف الى واردات الدولة مايساعد المستشفيات والممرضات على تقديم مساعدات افضل للمرضى.
سيقول البعض الا تكف عن المقارنة واقول لا. لن اكف . فبدون هذه المقارنة لن نكون مساوين في بشريتنا وانسانيتنا للاخرين ولن نكون قادرين على بناء الحياة التي نستحقها.وقد خسر حزب العمال انتخابات 2010; بسبب بضعة جنيهات استرلينية صرفها نواب الحزب بشكل شخصي. وفي فرنسا وحدها، مثلا، نصف مليون جمعية اهلية هدفها تقديم خدمات من مختلف الاصناف وبملايين من العاملين فيها بصورة طوعية دون ان يتقاضى احدم فلسا واحدا. .
راحة النائب ام راحة الناخب؟
يقول مؤرخ الديمقراطية الانجليزية سيدني بايلي( من الصعب ان يمكن الراتب الحالي عضو البرلمان من المعيشة في راحة.. وقد اوضحت اللجنة المختارة التي انشئت بشأن مصروفات الاعضاء ان من بين المصروفات التي لايمكن تجنبها والتي يتحملها عضو البرلمان مصروفات الاقامة على مقربة من ويستمنستر(منطقة يقع فيها البرلمان) والسكرتيرية ؟؟التي تعاونه في العمل والمراسلة ، واجور البريد، والتلفون، والادوات الكتابية، والسفريات، واستضافة ناخبي الدائرة، والزوار الاجانب ، وتكاليف حضور الاحتفالات العامة والتبرعات للجمعيات الخيرية)
مع هذا تبدو عضوية البرلمان عقوبة اكثر منها مكافأة. لكن هذا ليس في العراق حيث يتمتع العضو البرلماني بامتيازات غير مشروعة يحسده عليها الشيطان رغم انه لايمثل الا نفسه . وماتزال كلمات السير وليم وندهام ترن منذ القرن الثامن عشر حتى اليوم حين قال( رغم ان لي شرف الجلوس في هذا المجلس كفارس من احدى المقاطعات، فاني اعتبر نفسي واحدا من الممثلين لمجموع شعب انكلترا)، تماما كما ترن في اذن كل نائب كلمات السير وليم يونج الذي قال( بعد ان اخذنا مقاعدنا في هذا المجلس يجب على كل واحد منا ان ينظر الى نفسه كاحد ممثلي مجموع هيئة العامة في انجلترا وينبغي ان لايكون لدينا اي تحزب خاص للمقاطعة او المدينة التي نمثلها).
ان من واجبات عضو البرلمان متابعة شكاوى سكان المنطقة التي يمثلها حتى لو لم يكن الشاكي قد انتخب هذا العضو. فانه يمثل جميع سكان دائرته الانتخابية ويهتم برسائلهم ويرد عليها وبشكاواهم ويتابعها ويخبرهم بنتائج اهتمامه ومتابعته.وماتزال خطبة ادمون بيرك التي يقتبس كثير من المؤرخين رسالتها حول واجب عضو البرلمان ( حضرات الرجال الافاضل.. من المؤكد انه يجب ان تكون سعادة النائب في ان يعيش مع ناخبيه في اضبط وحدة واوثق العلاقات واكثر الصلات، ويجب ان يكون لرغباتهم اعظم وزن لديه، ولرأيهم اسمى احترام ولاعمالهم انتباه مستمر لاينقطع. ان من واجبه ان يضحي براحته وملذاته ومسراته من اجل راحتهم وملذاتهم ومسراتهم، وفوق كل شئ . دائما وابدا وفي جميع الحالات ان يفضل مصالحهم على مصلحته الخاصة) يعني ان يشتري كل نائب عراقي مصفحة لكل ناخب من ناخبيه لا ان يشتري هو سيارة مصفحة لكي يقلب هذا المبدأ البرلماني فيضحي الناخب من اجل السيد النائب.
وفي وقت لايعرف اي نائب اوروبي ايا من الاسرار العسكرية لبلاده يظهر نوابنا يصرحون ان العراق بلا غطاء جوي وان العراق ضعيف عسكريا وان الجيش العراقي غير قادر على الدفاع عن البلاد وان قوات الامن الوطني غير قادرة على ضبط الامن وكأناه ؟؟ كشف اسرار البلاد العسكرية دون ان يطالهم القانون وهم يحرضون دولا على الاعتداء عى العراق والتلاعب بمصيره.
وحين قرأت ان مجلس الوزراء رشح 120 لشغل مناصب خاصة من مستشارين وسفراء ومدرين عامين ووكلاء وزارات وما شابه تذكرت 120 سياسيا ومثقفا واكاديميا وتكنوقراطا معارضا عراقيا بذل سنوات حياته ضد
الدكتاتورية فلم اجد بينهم احدا فتاكدت ان هناك عراقا آخر لانعرفه ظهر فجأة ليحتل كل شئ ويستولي على كل شئ.
امثال عن العراق
اختتم باهداء اعضاء البرلمان واعضاء الحكومة مجموعة من الامثال من امم مختلفة :
*العقول الصغيرة تناقش الاشخاص، والمتوسطة الاشياء، اما الكبيرة فتناقش المبادئ- مثل صيني
*القوة للحق وليس الحق للقوة- مثل هندي
*ليس خيرا ان يؤخذ خبز البنين ويلقى لصغار الكلاب- المسيح
*الجهل هو الشر الوحيد في العالم- مثل يوناني
https://telegram.me/buratha