وثاب العنزي
درج بعض المرتزقة من الجهلة والاميين على تقمص دور الكاتب السياسي بعد ما وجدوا ضالتهم في مواقع الكترونية ضحلة لا تقيم وزنا لمعايير العمل الاعلامي واخلاقياته وسمحت لهؤلاء الجهلة التهجم على رموز العراق الوطنية والدينية ظنا من هذه المواقع ان هذه الاساليب تكسبها الاحترام والاعجاب وتعزز دورها السياسي ، فراحت تتبجح بما يعوزها من القيمة ، وقد اعتدنا رؤية مثل هذه الثلل الرثة من المواقع والكتاب وهي تركب موج المدد الجهادي الشريف من ابواب الادعاء والرياء والثرثرة لتظهر نفسها على انها وطنية وتحركها مصالح البلاد ، وهي كما عرفنا ورأينا اول من يسئ للعمل الوطني ، ومهما علا صوتهم فأنهم سرعان ما يهبطون الى موضعهم الطبيعي من الحضيض ، وعلمتنا التجارب ان الوضيع يتقمص مزايا سيدة ويهاتر نيابة عنه املا بفتات موائد السحت ، وما ان يجد له فسحة من الحرية التي وهبها له الآخرون حتى ((يزهد)) بها ويعود عاويا متملقا متلبلبا لجلاده ، بعد ان وجد نفسه عاجزا عن التماهي مع الحرية والانعتاق وذلك لسبب بسيط وهو ان الاحرار الحقيقيين وحدهم من يفهم الحرية ويتذوق رحيقها ويشغلونها عن بهاء وشمم ، ويوظفوها لصالح وطنهم وامتهم وها هم دعاة الجهاد المزيفون ممن كتب عليهم الذلة والمسكنة يرقصون من موقع الكتروني آسن على جراحات اهلنا ، كما يفعل الارهابيون والبعثيون بعد ان اطلوا بسلاعيمهم الرقطاء من فوق مناصي اعدة للاحرار من اهل العراق نهبوها ولوثوها بزيفهم وعشقهم للعبودية وحاجتهم الازلية لتحقير ذواتهم وميلهم الى المسكنة والتذلل ، وها هي ذا الثلة الرثة ممن تقمصوا سرابيل الجهاد والتضحية يتطاولون من خلال مستنقع اعلامي مأجور على رموز الامه ومرجعياتها وقادتها في محاولة يائسة لاحداث فجوة في لحمة الامة العراقية واسقاط التجربة الوطنية الجديدة ، وكيف لا يفعلون ذلك وهم يتعرضون اليوم بالسوء علنا لامام الطائفة المقدس وسب شيعته - شيعة امير المؤمنين ع - ورهطه وتلامذته من العلماء والمجاهدين والشهداء على مسمع ومرأى من غيارى الامة ونجباءها وعشائرها وحوزاتها العلمية ، وتمرير مامر لشق صف المذهب ليمعنوا بالفساد وينموا كروشهم ويشبعوا شراهتهم وشهواتهم على حساب الثكالى واليتامى والارامل من اهلنا ، فهم بذلك يقتفون أفعال الضب الذي أرتضي افتراس سحوله وليس غريبا ولا مستبعدا على هؤلاء ان يعتدوا على مكاتب ووكلاء مرجعيتنا وواجهاتنا الشريفة ، ولطالما فعلوها سابقا وذهبوا طويلا في ذلك المذهب ، فقد عودتنا هذه المجاميع على ارتكاب الجرائم والمعاصي ثم التنصل منها واتهام ضحاياهم بها تمويها لافاعيلهم التي تنكرت للمجاهدين والدعاة الاصلاء وابعدتهم عن مهامهم الشرعية وهم اليوم يملؤون المنافي ويستوطنون البلدان البعيدة .
ان تحذير هؤلاء من مغبة الامعان بالانحطاط وتعرض السلم الاهلي لاختراق خطير وإيقافهم من التمادي في السير بعيدا وراء شهواتهم في الاستئثار بسلطة محتكرة ووقتية وزائفة اتخموها بالسراق والسافلين من البعثيين والارهابيين . . سلطة تناوب على عروشها حكام الاستبداد منذ اربع عشر قرنا تقمصوها عنوة وبنوها على ما ابتنت عليه السلطات الغاشمة من تسقيط وتهميش للدعاة الحقيقيين على مرأى ومسمع من شهود احياء يرزقون . . وكما ان في التاريخ متسع للنفايات فأن فيه متسعا لصفحات جدد يسطر بها المجاهدون المؤمنون المزيد من مواقفهم الشريفة ، ولا عيب على اهل الجهاد من العودة الى مواقع التصدي للاستبداد والقهر بأي شكل من الاشكال اذا ما امعن المتخرصون بحرف التجربة الوطنية وتعريضها للسقوط والاساءة لقادتها ، ولكن العيب كل العيب ان يعود السلطويون الى سياط الجلاد والانبطاح على بساط المذلة .
ان محفل (( عراق القانون)) الآسن ، وهو يطلق الافاعي المسمومة في كل اتجاه قد تفوق في بذائته على مواقع الارهاب والبعث وحتى مواقع الرذيلة والاسفاف ، ومهما جمع من شذاذ الآفاق والمرتزقة والحشاشين والمأبونين لن يوقفوا مسيرة العراق الجديد الديمقراطي ولن يسيئوا لنضالات شعب العراق ولن يشوهوا تاريخ المرجعية الشريفة سواء قبل المرجع المقدس الامام السيد محسن الحكيم او بعده ، ولن يغييروا من مسار المشروع الوطني المعتمد الذي يبتعد عن التعصب العنصري والطائفي والمناطقي والحزبي والفئوي والذي يعتبر العراق لجميع العراقيين وعلى مختلف اطيافهم وانتماءآتهم الفكرية . . انه مشروع ينطلق من نظرة وطنية يتعمق فيها الحس الوطني وتشيع فيها ثقافة التداول السلمي لادارة البلاد ، وحفظ مصالحه العليا بعيدا عن المصالح الحزبية والشخصية ، ويمضي بقوة لدعم مؤسسات الدولة الدستورية التي تعزز النظام التعددي الديمقراطي الدستوري الذي يضمن تبادل السلطة سلمياً من خلال الانتخابات وهذا ما يرعب عشاق الكراسي ويخشاه طلاب الحكم وهم الذين يديرون ويمولون موقع (( عراق القانون )) ظنا منهم ان هذه الاساليب القذرة تمد من ايام حكمهم . ان اشد ما يخشاه المتسلطون على رقاب الناس هو التداول السلمي الديمقراطي لمسؤولية ادار العراق وهم يعلمون ان خداع الناس والتمويه عليهم لن يستمر طويلا ، وما ان نأتي لنعبر النهر حتى تبان العاهه ويفتضح المخادع وعندها قد يفهم ان شتم الرموز العراقية والافتراء عليهم والاعتداء على مكاتبهم ووكلائهم واضرحتهم ما هو إلا وسمة عار لا تمحى وشنار لا ينتهي علىيهم .
واليوم يرتفع صوت الغيارى داعيا الى فضح النوايا التي تريد بالعراق العودة الى الواحدية والتسلط والاستئثار بالحكم وقد آن للقوى الاسلامية والوطنية العراقية ان تجتمع على ميثاق وطني موحد يعزل اعداء الديمقراطية والمؤسسات الدستورية والذهاب الى عراق يضمن احترام حقوق كل مكوناته .
https://telegram.me/buratha