علاء الموسوي
سبق وان اشرنا هنا في مقال سابق عنوانه (عُكاظ في عمق العراق) بان مصادر أكدت بوجود "صفقة لتهريب طارق الهاشمي خارج العراق والدفع به إلى معارض سياسي ذي ملف غير محسوم قضائيا ".
واليوم الهاشمي في قطر ممثلا لتلك الصفقة السياسية التي يعدها (بعضهم) نجاحا سياسيا دبلوماسيا لا يقل عن انجاز القمة العربية في بغداد ونجاحها إن لم تكن جزءا منها!.
قضية الهاشمي كانت من أكثر القضايا تعقيدا في ملفات العملية السياسية منذ 2003، بل كادت أن تحطم جدار التحالف الإستراتيجي بين الكرد والشيعة لولا تدخل حكماء الطرفين وإيقاف سيناريو التصريحات النارية.
لا نريد التكهن بالقول إن ملف الهاشمي سيناريو مفبرك، هذا الأمر نتركه للتاريخ ونزاهة القضاء العراقي ليكون له القول الفصل، لكن ما يهمنا هو كيف آل الأمر إلى التهريب في دولة القانون وشعارات المطالبة بثارات الدم العراقي.
ناهيك عن تزامن ثلاثة أمور مجتمعة، أولها العفو القانوني عن الإرهابي (السابق) مشعان الجبوري، والثاني عقد القمة العربية وما اتبعها من تنازلات وصفقات، والثالث تعيين السفير الأميركي الجديد في بغداد (بريت ماكغورك) والذي تؤكد جميع المصادر بأنه الأقرب لتوجهات السيد المالكي في عراق ما بعد الانسحاب الأميركي.
الكرد أكدوا في أكثر من لقاء إعلامي أو سياسي (غير معلن) بان الهاشمي "جمرة ألقيت عليهم لتوريطهم" عبر سيناريو فيه حبكة عالية، حيث جيء به من قبل نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي (القريب من المالكي) في زيارة رسمية لكردستان العراق لغرض اللقاء برئيس الجمهورية جلال طالباني.
بل الأغرب من ذلك هي الرسالة التي وصلت شخصيا للبارزاني تطلب منه مساعدة الفاعلين للازمة بتهريب الهاشمي خارج العراق، والتي جُوبهت بالرفض عبر قوله "كنت مهربا في زمن صدام وليس في حكم العراق الجديد".
القضاء العراقي عليه إن يثبت نزاهته المعهودة أمام العراقيين في ملف الهاشمي بالتحديد، وان يساوي بين نائبي رئيس الجمهورية في المحاسبة والعقاب، فان كان الأول (الهاشمي) متهما بالإرهاب، فالثاني (الخزاعي) مشكوكا به في تهريب ذلك الإرهابي من قبضة العدالة، ولاسيما ان مجلس النواب فشل في استدعاء الخزاعي وتوضيح موقفه من ذلك.
كما إن الحكومة العراقية مقصرة بتهاون أجهزتها في هروب الهاشمي لقطر، والذي أكده تساؤل المالكي في خطابه الأخير بقوله " لا اعلم هل الإخوة في الأجهزة الأمنية وضعوا اسم الهاشمي في الانتربول أم لا "!!.
.....................................................................
"وجوهكم أقنعة بالغة المرونة
طلاؤها حصافة وقعرها رعونة
صفق إبليس لها مندهشا، وباعكم فنونه"
(احمد مطر)
https://telegram.me/buratha