المقالات

تــسع تـسـعـات

1512 04:28:00 2012-04-09

                                           بسم الله الرحمن الرحيم

تسع سنوات مرت على ليلة التاسع من نيسان التي اقـُتلعت فيها جذور الدكتاتورية والاجرام تاركة خلفها ثقوب عميقة في تربة المجتمع تلك الثقوب التي صارت ممرا للكائنات المضرة التي جاءت تقتات على ما تبقى من عراقنا .

تسع تسعات عشناها بكل التفاصيل المر فيها قبل الحلو والحزن فيها قبل الفرح والغصة قبل الابتسامة والفوضى قبل النظام واللامنطق قبل المنطق و الباطل قبل الحق والاخير فيها قبل الاول .

ولطالما نضدنا ما نعيشه من يوميات وما تتخللها من مفارقات في سطور ما يدعى المقالات فعذرا لاهل الادب والنثر من سطورنا الفقيرة التي لم تجد مسمى تنظوي خلفه سوى هذا المسمى الكبير التي يتصاغر فيه ادائنا ولما كان هذا شغلنا الشاغل خلال التسع تسعات بات من اللاجدوى ان نكرر ما نعرفه عن احداثها غير اننا نرغب ونحن على اعتاب التسعة التاسعة ان ننظر الى ما كسبناه من تلك الفترة من واقع ايمان من ان لكل بلاء نعمة تحيط به وعلى هذا الاساس نجد:

1- التسع تسعات وسعت افاقنا لتقبل كل شيء ولم يعد هناك مستحيل فالمجرم هو سيد   الموقف والمحروم ليس له الا الاستزادة من بئر الحرمان والموت حق والتفخيخ حظوظ والمنهوب له الله وبهذا لم يعد يصدمنا شيء وهذه رياضة عقلية وروحية لا تـُمتلك بسهولة .

2- التسع تسعات بينت ان ليس كل ما يلمع ذهب وان اصحاب المصطلحات المنمقة لاتعكس بالضرورة قلبا انسانيا وعقلا يحسن التصرف وهذا ما تلمسته في التسعة الثانية حينما رأيت ان التنازلات لا تحدث الا بشروط وعلى حساب دمائنا .

3- التسع تسعات شهدت حرية في التعبير عن المذهب وحرية عشق للمعشوق الاكبر أمير المؤمنين واولاده المعصومين عليهم وهذه النقطة فقط كفيلة في التئام اصعب الجروح .

4- التسع تسعات شهدت ان الدوام لله عز وجل وان الاشياء تتغير واولها النفس البشرية وكثير ما لاحظنا كم من أُبتلي بتغيير ذاته بعلمه او بعدم علم مما اتاح لنا الفرصة ان نجعل انفسنا تحت المجهر من قبل ان تُبتلى بما يخسرها الدنيا والاخرة .

5- التسع تسعات ازالت اقنعة النفاق فلم يبقى من الوجوه الا حقيقتها وصارت الحقيقة بجمالها او بقبحها جارية على السنة الناس  وال الامر الى ان ان لم تستح فاصنع ما شئت وبهذا لا تتعب عقلك كثيرا في كشف المقابل .

6- التسع تسعات قدمت لنا حقيقة من ان اراقة الدماء هي الاقسى فالموت في الشوراع وتبتير الاطراف وخاصة للشباب يجعلك تعزف طلب الدنيا .

7- التسع تسعات اوصلتنا الى قناعة  بان ما لم تحله التسعة الاولى من مشاكل وخاصة الخدمات لن تحله التسع التاسعة بعد المئة ! وعليه لا تنتظر .

8- التسع التسعات اظهرت اصحاب المعادن الطيبة الذين مرت عليهم مصائب التسع تسعات وقبلها من ويلات فلم تزدها الا ايمانا فهؤلاء هم مصدر قوة لليائس والمتعب.

9- التسع تسعات شهدت ذلة البعثي ونقصد به بعثي المجتمع لا بعثي السياسة الذي يغطي صلفه وعنجهيته على فشله والا فبعثي المجتمع لم يتحمل ان يكون عاديا فلجىء اما ان يتقوقع مع اقرانه أو ان ينسحب او ان يهرب الى الخارج بعد يأس او ان يستمر في جهاده ضد ابناء بلده والاخير هو ما ينغص علينا فرحة التسعات

تسع نقاط هي غيض من فيض التسعات التسع ننشرها في يوم التاسع من نيسان املين ان تكون هذه السنة سنة الفرج الالهي علينا وحلول ربيع الامة الحقيقي الموعود على يد حفيد حبيبه (ص) وان لم تتشرف هذه السنة بالامر فأقلها نأمل ان لا تشهد التسعة التاسعة اراقة قطرة دم واحد لعراقي وان لا ينكسر قلب ام وان لاتحزن زوجة وان لا يبكي طفلة حسرة .

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد واله الغر الميامين وسلم تسليما كثيرا .

اختكم المهندسة بغداد

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك